الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظر الى الخلف قليلاً

إبتهال بليبل

2008 / 11 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لم أستطيع أن أقنع نفسي بأوجه الشبه بين المرآة اليوم ، وبين ما كانت تعيشه جداتنا سابقاً ، إلا أنني اليوم ، أجد انه لربما ، أمرا ما ، جعلني أستحضر بقوة ما عاشته جداتنا ، وما يكون اليوم . قد يكون التشابه يكمن في أن جداتنا ونساء اليوم ، عشن فوق أرض واحدة ، والاختلاف يكمن حتما ، في جوهر الأمور ، الذي أصبحنا نحس به من خلال وضع المجتمع الآن ، بل من استهلاك الكثير من القيم والمبادئ التي كانت من أهم صفات جداتنا ، هذا الاختلاف هو الذي خلق أجواء تحتويها نزعة الحرمان لكل ما هو أصيل ... والآن ، لا نجد منهُ سوى الأساطير ، التي لا تحاول نساء اليوم الاعتراف بها ، والذي مثلت في نظرة من التخلف ، وإنما البعض منهن حكمت على أنفسهن ، بأن النساء سابقاً هن عبارة عن لوحات من التخلف والعبودية ، بطرق رسمية وغير رسمية ، ليغرقن في تفا هات اليوم ، ويبحثن عن القشور ، وينشغلن بعمليات البوتكس ونفخ الشفاه ، والموضة لأحدث الكليبات ، إضافة الى ندوات تحرير المرآة ،يا الرعب ، ألا نرى أنه كلما زادت المرآة في حضورها الى ندوات تحريرها ، كلما أزاد سجنها داخل نفسها ، عشرات الأحلام احتلتها وسكنت فيها ، لتعري جراحها بمرايا صدئة ، لتهرب منها ، دوماً هي هكذا ، لا تعي لجرحها والمرايا الصدئة التي تحاول النظر إليها ... لتصل في النهاية إلى اجترار تلك الأحلام بنفس الجراح ذاتها ، كان طبيعيا أن لا تفكر نساء اليوم ، بأن الجمال والقسوة تلك هي العلاقة المشتركة بين التاريخ والحاضر ، ومن بين كل الاحتمالات الممكنة لطبيعتها الحالية ، تبرز جمالية تاريخنا على قسوة حاضرنا ، كان يزود نا بالحكمة التي كانت تلتزم بها النساء سابقاً ، لتحمل إمكانية إعادة ترتيب الأمور. لم يكن نموذجا أو منحى فكريا أو مثالا يحتذى به فقط ، كن صمت الحياة في خلايا النفس الموجعة ، المحكمة الإغلاق ، واليوم هن كالموجة العالية التي بحجم الغربة ، وبحجم الليل والرعب من اختفاء نسمات الهواء النقي ، ومن تغير مجراه ، لم يكن بالنسبة لنساء اليوم ، اللواتي لا يستحملن التغيير الفعلي... لذلك لم أكن أشعر بميل نحو نساء اليوم ولا حتى محاولة تصور أفكارهن ، ما كان يهمني اليوم ، وما لعلكم وجتموه في كلماتي ، ربما نحن في حاجة ماسة إليه هو : النظر الى الخلف قليلاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحفية يسرى بن حطاب


.. الناشطة النسوية في الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نبيل




.. الحيادية والتحليل القوي والسليم أبرز صفات المحلل السياسي


.. الزراعة مصدر دخل رئيسي للعائلات الريفية




.. الصحفية ريم السعودي