الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النسق الدلالي للمعنى اللفظي المركب عند برتراند رسل وعبد القاهر الجرجاني

علاء هاشم مناف

2008 / 11 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لقد كان لارتباط التحليل المنطقي بالرموز في تطوير الدراسات المنطقية واللغوية ، وكان لعلم الدلالة وعلاقته بالمنطق فهو الاكثر ارتباطا من فروع المعرفة الاخرى ، وكان للسيميولوجيا مكانتها كعلم وتاثيرها بخصائص التحليل المنطقي تحتل مكانه مهمة في العلوم اللغوية الحدثية وكان لدور الفلسفة اليونانية بشكل خاص في اثارة الاشكاليات الدلالية من خلال علاقة اللغة بالواقع الاجتماعي ، وقد تشعبت الاهتمامات بالجانب السيميولوجي وانتقاله الى المفهوم السيكولوجي عبر التحليل الادراكي واهتمام الفرع السيكولوجي بالادراك لانه يتمحور حول الحالة الفردية ، واخذ العلم يتطور بهذا الفرع وهو كيفية معرفة اختلاف البشر في منظومة الادراك ومعرفة الملامح الدالة للكلمات ومن ثم تحديد تلك التفاصيل الدلالية التي تهتم بها تلك المناهج الابستمولوجية في اطار سيكولوجية اللغة والعلاقة الستراتيجية التي تجمع الانسان من خلال منظومة اللغة وتفاصيلها الدلالية عن طريق الاعضاء المركبة للانسان الناطق كحالة المتكلم وهي تخرج على شكل اهتزازات من اعمدة هوائية تقوم باستقبالها اذن السامع لتتحول بالنتيجة الى اشارات عبر الاعصاب ثم تترجم الى فكرة وهي المحصلة النطقية عند المتكم و محصلة سمعية عند المتلقي وبهذا نؤكد ان علاقة المعنى الدلالي وهو يستند الى منظومة فسيولوجية و فيزيائية ورموز منطقية وفلسفية من هنا نخلص الى مكون معرفي يتعلق بعدة مسارات وتطورات تبدأ بعملية التفكير الابستمولوجي وتنتهي بالسيميولوجيا وتحليلها الادراكي لتشمل الأنساق الاستنباطية في معنى التركيب للرموز المنطقية والرياضية ، والدراسات الدلالية تتفعل داخل ذلك المعنى المتطابق مع تلك التصورات الوجودية في العقل البشري . فالاشياء التي حددها "ارسطو" مثلا والتي تقع في العالم الموضوعي ، وتلك التصورات تستند الى انساق من المعاني الى جانب الاصوات والرموز والتي تفضي الى المنطق الكلامي ، فالمنطق الكلامي الذي حدد موضوعيا والكلام المضمر في تلافيف العقل الانساني وهو الذي يحدد تفاصيل المعاني باطاره العقلي ، وان موضوع اللفظ ومدلوله جاء تاريخيا عند افلاطون في محاوراته مع استاذه سقراط وكان لافلاطون منهجية ذاتية تقول بان تلك الحالة الطبيعية ترجع في نشأتها الى المنظومة العقلية القبلية ثم اخذت تتطور من الناحية اللفظية ، من جانب اخر كان يرى "ارسطو" في منطق اللفظ والدلالة ، عبارة عن منهجية عرفية تتعلق باللغة ونحن نريد من خلال هذا البحث ان ان نتحقق من خلال النسق الدلالي للرمز اللغوي عند "برتراند رسل وعبد القاهر الجرجاني " .

الرمز المركب عند الجرجاني ورسل
ان التحليل المنطقي للرمز عند الجرجاني يتطور عبر التشبيه المركب لتفاصيل العملية الادراكية وهي اشارة الى تشبيه ظلام الليل حين ينبلج فيه الصباح بطير من الطيور وهو الغراب لان قوادم ريش الغراب "بيضاء" " لان تلك الفرق من الظلمة تقع في حواشيها من حيث يلي معظم الصبح وعموده لمع نور بتخيل منها في العين كشكل قوادم اذا كانت بيضاء وتمام التدقيق والسحر في هذا التشبيه في شيء اخر وهو جعل ضوء الصبح لقوة ظهوره ، ودفعة لظلام الليل ، كانه يحفز الرجى ويستعجلها " "1" هذا يعني ان الجانب الادراكي عند الجرجاني في تاكيد المعنى الدلالي للمركب الرمزي وهو يستند الى التشبيه بغياب "الغراب" عن الافق بشرط الا يسرع في الطيران ، وان حركته بطيئة ، والجرجاني اراد ان يؤكد مضمون فعل وموضوع ومعنى التشبيه داخل قضية تتعلق في معنى النسق الدلالي للرمز المركب . اما عند رسل فرجع المركب الى " رمز بسيط ورمز مركب " من خلال منطق ادراكي ويتحدد وفق عناصر ثلاث هي:
1- الفعل 2- المضمون 3- الموضوع
والانتقال الى نوعين من الرموز وتتكون من اسماء الاعلام ، واسم العلم هو الرمز البسيط وهي الاشارة الى المنحى الموضوعي في تشكيل معنى الرمز ، اما الرمز الثاني فيتركب من الرمز الاول ويتالف من اسم العلم ومعناه المستقل عن الاطر اللفظية الى تكون الجملة او القضية ومن هذا الاشكال يتم الانتقال الى الوصف لانه الرمز المركب ، والرمز المركب عند رسل لا يشير الى الحالة الفردية بشكل مباشر أي الى الموضوع الحقيقي الموجود موضوعيا في الخارج كما هو الحال بالنسبة الى اسم العلم ، والرمز المركب ، وهو الوصف الذي يطلق عليه رسل مصطلح " الرمز الناقص" وهو الجانب الوصفي لمرحلة التطور والتي يطلق عليها المحاكاة ، وهنا ياتي الفعل وفق المركب الرمزي وهو يسعي الى عملية الترميز لانها تشكل فكرة التصوير القبلي ويتعلق بالادراك الحسي ودور المعنى من الناحية التطورية باعتباره معنىً ناقصاً ومحدد ، ان الاحتكام الى اظهار الفكرة في حدودها الوصفية وهي تشير الى اشياء معينة او اشياء جزئية مسبوقة باداة التعريف مثل :
"ال" "The So – and – so" او الوصف المبهم وهو الوصف الذي يدل على الابهام مثل " قابلت رجلا" النوع من الوصف يتخذ صورة في الحديث :
d. so- and so a"2"
ـــــــــــ
1- اسرار البلاغة للجرجاني ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، بيروت ،ص154
2- الدكتور علي عبد المعطي ، اسس المنطق الرياضي ، دار الجامعة المصرية الاسكندرية ،ص285

والقضية الجدلية التي قام بتحليلها رسل تحتوي على اوصاف محددة وقام بتقديم الموضوعات المتناقضة داخل مركب ذاتي
Se it – con tr – adictory
والذي لا يقوم في الواقع الخارجي ، يفتقد الى أي امتداد حسي ويبقى وجوده ياخذ التصور المنطقي وبالتالي يتضمن حدود مركزة وان امر المعالجة يستند الى متغيرات ولذلك اصبحت العبارة المركبة عنده تدل بمقتض الحالة الصورية ، فالتحليل للعبارة الدالة عند رسل تشكل من تحليلات رسل للعبارات الدالة "denoting phrases " وهي الفكرة عن المتغير "3"
فاذا قلنا "Z" "X has فان هذا التعبير يعني هو نتاج قضية اقترانية يعتبر فيها "X" مكون اساسي اسنادي غير محدد بعبارته ورموزه "undetermined" من هنا الاتساع في الرؤية لحالة الرمز المركب على انه متغير ، وان الفكرة الدقيقة للمكون الرمزي المحدد عند رسل يعتبر من الاشكاليات الدقيقة في المسائل الاستنباطية المنطقية وهي تنقلنا الى مفاهيم منطقية حسب رسل
"هو ان كل شيء" "everything " "شيء ما" something "ولاشيء"nothing " ؛ هذا يعني من حيث ديناميكيتها اصبحت عبارات ذات دلالة ، ومن جهة اخرى ان هذه المفاهيم اصبحت مفاهيم رمزية ناقصة لانها ابتعدت عن المعنى وهي خارج اجزاء القضية . ان جوهر تلك العلاقة الدالة تتمثل بالعبارة الدالة والواضحة حتى وان تكون ليست بذات الوضوح والمعاني في حدودها الذاتية ، لان القضايا تكتسب معناها من خلال الحس اللفظي الواضح الذي يعطينا معنى القضية "4" ومن خلال هذه المناقشة فان الرمز المركب عند الجرجاني يظهر حين ياخذ حالته المتكاملة بعد ان يتم الوضوح بعملية التشبيه للغراب وان الاحساس عند رسل وهو يقرر مجموعة من العبارات والمفاهيم لكي يشكل بها رمزية ناقصة بعد ان ابتعدت عن المعنى ولانها تعتبر خارج القضية وانها تاكدت باللفظ وتاكد الصباح بالظهور التشبيهي لقوام الغراب
وان الاحساس في هذا الموضوع هو ما يتعلق بنظرية الاحتمال التي تقرر مجموعة من الاحتمالات المتكاملة من الناحية اللغوية والرمزية المنطقية لانها تساوي الوحدة الصحيحة وان وقوع اية حالة من هذه الحالات سواء على مستوى التشبيه في الغراب عند الجرجاني او بالرمزية الناقصة عند رسل حتى اكتمالها باللفظ مجددا هذا يعني من الناحية التعريفية للقضايا المتكاملة فهي تتشكل بقيمة واحدة ، وان احتمال احدى تلك الحالتين سواء عند الجرجاني او رسل هي تساوي مجموع تلك الحالات الاحتمالية سيما اذا
ــــــــــــ
3- المصدر السابق نفسه ص285
4- المصدر السابق نفسه ص186

كانت متنافية داخل رمز تركيبي مثل " بياض وسواد الغراب" حيث تنتج قيمة مجموع احتمالات القضايا عند الجرجاني او رسل ونسندها الى قاعدة تلك الاحتمالات
*- الاحتمالات والحالات المتكاملة فهي تساوي قيمة الاحتمال في وقوع احدىتلك القضايا المتعلقة بالرمز المركب ، فالمحصلة هو ان الرمز المركب عند الجرجاني او رسل يخضع الى قاعدة الاحتمالات غير المتناقضة ، ان الاجتماع لحالتين مثل "أ" او "ب" محملتين فيكون من المحتمل اجتماع الحالتين داخل بوتقة رمزية مركبة ، واذا اردنا ان نعرف قيمة احتمال "أ" او "ب" هو ان نقوم بتركيب مجموعة متكاملة تتالف من حالتين متناقضتين في أ و ب كما هو الحال عند رسل ويكون الاحتمال بالحل اللفظي ، كذلك الحال عند الجرجاني في "الغراب" ومسار التشبيه عنده ، فقيمة الاحتمال تكون سارية في الحالتين وان وجود المركب اللفظي في احتمال الوضوح عند رسل فهو يساوي مركب التشبيه في الغراب عند الجرجاني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز