الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة بالتقسيط !!!

محمد كليبي

2008 / 11 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هل ترغب بشراء امرأة , وبالتقسيط المريح ؟

هكذا يتم الترويج هذه الأيام في اليمن لاسلوب جديد وطريقة جديدة للزواج . وبحجة مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعيق الشباب المسلم عن تحقيق هدفه الديني والاجتماعي , هدفه في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة , في اكمال نصف دينه وتحصينه من الوقوع في فاحشة الزنا , أجاركم الله .

ففي استطلاع صحافي أجرته صحيفة " السياسية " اليمنية ( عدد الاحد 2/11/2008 ) حول هذه الفكرة العبقرية التي تفتّق عنها العقل العربي المسلم في السعودية , حيث ذكرت الصحيفة أنّ هذه التجربة الجديدة مطبّقة في السعودية , وكذلك في مصر , مما يوحي بانها من بنات أفكار الفكر المذهبي الوهابي المشهود له بمثل هذه المشروعات الرجعية المتخلفة .

تم استطلاع آراء الشباب اليمني , من الجنسين , حول هذا الاختراع الجديد , الحلّ الجديد , لتسهيل عملية الزواج , وللقضاء على شبح العنوسة !؟

وقد تباينت الآراء , مابين مؤيد ومعارض , محبّذ وناقد , قابل ورافض .... , ولكل أسبابه ومبرراته , الدينية والاجتماعية وحتى القبلية من عادات وتقاليد وخلافه .

وبالاضافة الى آراء الشباب , من الجنسين , تم اخذ رأي الدين المحمدي ورجاله , حيث ابدى الرأي الديني (( موافقته )) على بيع وشراء المرأة المسلمة بالتقسيط !؟ مستعرضا الأدلة والبراهين الاثباتية من القرآن والسنة , التي (( تجيز )) للمسلمين تلك العملية التجارية الجديدة !؟

وهكذا , فبعد استنفاد مفعول الطريقة السابقة للزواج , في اليمن , لما لاقته من ادانه محلية ودولية على حد سواء , والتي عرفت " بالزواج السياحي " , حيث كان يتم , بموجب هذه الطريقة , بيع الفتيات - القاصرات تحديدا - الى السياح الخليجيين , تحت مسمى الزواج السياحي , ليقضي " الزوج " الخليجي الثري " شهوته " في " فكّ عذرية فتاة " وبحرّ ماله , ثم يطلقها أو يهجرها أو يرميها في الشارع ... , لا يهمّ مادام قد دفع ثمنها مسبقا للتاجر / لوالدها , وتحت اسم الزواج .

بعد هذا , يتم اليوم الترويج لطريقة جديدة واسلوب جديد لبيع وشراء المرأة . والمستهدف في الزواج بالتقسيط - على عكس الزواج السياحي - هم الفقراء من العرسان , ذوي الدخل المحدود , والذين يرغبون في اكمال نصف دينهم وتحصين فروجهم !؟

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ألا يدرك أولئك ( السائل والمجيب ) أنّ ذلك المشروع الاجتماعي سيكرّس أكثر فأكثر فكرة (( تسليع المرأة )) ؟

ألا يدرك أولئك أنّ هذا ليس بالحل الأمثل للقضاء على العنوسة , كما يطمحون ؟

ان الحل لمعالجة تلك المشكلة - ان كانت مشكلة أصلا , لأنني لا أراها كذلك - يتمثل في :

أولا : الغاء مايسمى " بالمهر " في الثقافة العربية الاسلامية . وهو المبلغ من المال الي يدفعه العريس الى العروس , أو بالأصح الى أهلها , مقابل زواجه منها , أوبالأصح - وفقا للشريعة الاسلامية الرجعية المتخلفة - مقابل استمتاعه بها !؟

فالمهر في الاسلام هو " ثمن استمتاع الرجل بالمرأة " أي أنه ثمن الممارسة الجنسية التي يمارسها الزوج مع زوجته

أليست هذه دعارة ؟؟؟
بلا . والفرق بين الدعارة المعروفة والدعارة / الزواج في الاسلام أنه يتم في الأولى دفع ثمن الممارسة الجنسية عن كل عملية جنسية على حدة , أيّ الدفع أولا بأول , فيما يدفع الثمن في الزواج السلامي مرّة واحدة , وليستمتع الرجل بالمرأة طوال حياتها , وأجرتها مدفوعة مسبقا !؟

ثانيا : " الانفتاح الاجتماعي " الذي يجعل مسألة العلاقات العاطفية والارتباط العاطفي مسألة متعلقة بالفرد , بعيدا عن الوصاية المجتمعية التي حوّلت الزواج والأسرة الى شأن عام , يتدخل فيه كل المكونات الاجتماعية , من الأب والأسرة الى الدولة مرورا بالأحزاب والجمعيات الخيرية ... الخ ( فعلى سبيل المثال , أصبح من أعمال الاحزاب السياسية في اليمن - يستوي في ذلك الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة - اقامة الأعراس الجماعية ) ؟؟؟

أعتقد أن الدين المحمدي والثقافة المحمدية السبب الرئيسي والأساسي لامتهان ودونية المرأة العربية المسلمة , ومنع تقدمها وتحررها , بل واعتبارها سلعة قابلة للبيع والشراء , سواء كان الدفع " كاش " أو بالتقسيط , طالما أن " المهر " شرطا من شروط الزواج الاسلامي الصحيح . اذا لا فرق بين المرأة وأي سلعة أخرى كالشّقّة والسيارة والبطلون الجنز , في منظور الاسلام و الرجل العربي المسلم .......









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناشطة الاجتماعية فاطمة حكيم


.. رئيسة جمعية الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان أميرة سكر




.. المحامية فداء عبد الفتاح


.. أمينة سر الهيئة الوطنية لحقوق الانسان المتضمنة لجنة الوقاية




.. عضو الهيئة واللجنة وممثلة نقابة الأطباء في بيروت جوزيان ماضي