الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترسيخ مفاهيم المجتمع المدني من خلال المناهج التدريسية

نجاح العلي

2008 / 11 / 13
المجتمع المدني


ان تشريعات وقوانين حقوق الانسان هي ليست مواد جامدة او تشريعات دستورية معقدة الفهم، بل هي ممارسات تستوعب المفاهيم الحضارية من خلال الدخول بحرية في الحوار الاجتماعي والثقافي... ان تعريف التلاميذ والطلبة بحقوق الانسان، يعطي ابناءنا فرصة مهمة ليتعرفوا على الجذور الحضارية التي نشات وتطورت بسببها المجتمعات المتمدنة، وبالرغم من ان هذا الموضوع ذو طابع جديد وغريب، الا انا لايمكن لنا ان نتناساه او نتغافله، لان النشء الحالي هو اساس البناء ورصيد الوطن، وعلينا ان نعلمه ونربيه بما يتلاءم وواقعنا الحالي لاجل مسايرة الدول المتطورة التي قطعت اشواطا بعيدة في هذا الميدان، فالطالب –مثلا- يجب ان يكسر القيود الوهمية ليتحدث بصراحة وحرية تامتين مع مدرسه واستاذه وهو حر في الانتماء الى النقابات والجمعيات والحركات السياسية والاجتماعية ويحتاج لان يشارك في اي مهرجان او دورة او ندوة ثقافية او اجتماعية او ان ينخرط في اية رابطة وان يمارس نشاطه الطبيعي في اي ميدان يشاء، وهكذا فان اشاعة مثل هذه الاجواء تشجع على البوح بكل ما يدور في خلد الطالب دونما اكراه، وهذا حسب راي علماء النفس من شأنه ان يخفف من وطأة الضغط النفسي والاجتماعي اللذين يتعرض لهما الفرد وبالتالي نستطيع بناء شخصية قوية وسليمة نفسيا واجتماعيا.
ومن خلال القاء نظرة نقدية لواقعنا التربوي ان هناك اختلافا واضحا في الرؤية والتوجه لدى اصحاب منهجين مختلفين يمثلون مرحلتين من مراحل حياتنا التربوية، اذ يرى بعضهم بان من الضروري الابقاء على وسائلنا وطرقنا التربوية ومناهجنا التي كنا نتعامل بها سابقا مع واقع حياتنا التربوية، ونعلمها ونلقيها للطلبة مع عدم احداث تغييرات فيها واضافة اشياء لها بحجة ان الواقع التعليمي ومستوى الطلبة ومواد المناهج المدرسية لجميع المراحل، هي افضل بكثير مما نراه ونشهده اليوم، وهناك طرف اخر يقول بانه يجب علينا الان ان نطور من واقعنا التعليمي والدراسي ليواكب التطورات التي تشهدها دول العالم، وهذا لايعني نسف الماضي برمته وانما يمكننا الاستفادة من النقاط الايجابية فيه مع اضافة مادة مهمة اليه تشمل التعريف بحقوق الانسان والمجتمع المدني المنهج التربوي يحتوي على بنى ثقافية واجتماعية وعلمية، وان مشكلتنا الحقيقية تكمن في ان الكثير من مؤسسات الدولة الفاعلة في هذا الميدان، لاتزال تئن من وطأة الماضي وهيمنة الكوادر التي مايزال اصحابها يحملون نفس عقليات الماضي ومخلفاته ابتداء من مناهج التعليم واعداد المعلمين والاقسام التربوية المتنوعة، يضاف الى ذلك ان مسألة حقوق الانسان هي ليست وسائل ترفيه او تسلية او مؤسسات سطحية، انما هي لقلب البنى الثقافية والاجتماعية السابقة الى بنى جديدة تقوم اساسا على احترام الانسان وتوفير سبل التقدم الاجتماعي له من خلال الكلمة والحوار وتعدد الاراء من دون وصاية او ضغط او استخدام لغة الاستعلاء والاكراه.
اذا ما اردنا لمجتمعنا ان يشهد تحولات كبرى علينا ان نبدا بوضع البنى الاساسية للفكر التربوي الحر، بعيدا عن ثقافة العنف والتعصب والانقياد الاعمى للفكرة او الطائفية او الحزب، وبعيدا عن الافكار التسلطية واقصاء الاخر، مع العودة الى منطق العقل والحكمة في معالجة الامور ويتجسد ذلك بتعليم الفرد منذ سنينه الاولى ثقافة الحوار البناء المفتوح، احترام الذات الانسانية، التعريف بقيمة الانسان ودوره الحياتي الفاعل واعتباره محور عملية البناء الاني والمستقبلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و