الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب هزيمة المشروع السياسي الديني لحركة حماس

ابراهيم علاء الدين

2008 / 11 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


احتفى الشعب الفلسطيني اليوم بالذكرى السنوية الرابعة لرحيل الشهيد القائد ياسر عرفات رمز القضية الفلسطينية وأعظم رموزها المعاصرين، وقائد الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي رسخت لاول مرة بالتاريخ الشخصية الوطنية الفلسطينية المسقلة، ووضع القواعد الاساسية لاقامة الدولة الوطنية المستقلة.
وخرج عشرات الالاف في مختلف المدن الفلسطينية للتعبير عن المكانة التي يحتلها من نسج الخيوط الاولى لمعركة الحرية التي يخوضها شعبنا ضد الاحتلال والاغتصاب والانقسام وقادة الحركة الطالبانية في امارة غزستان الاسلامية.
وبهذه المناسبة العظيمية التي يستذكر فيها الشعب الفلسطيني قائده الوطني ويعبروا عن المهم للخسارة التي ترتبت على رحيله اصدرت الحركة الانقلابية بيانا هاجمت فيه بعنف الرئيس محمود عباس، واتهمته بالكذب والتضليل، واعتبرته غير جدير بقيادة الشعب الفلسطيني وانه جزء من الازمة وليس جزء من الحل، في اشارة واضحة لتماديها في مخططها باقامة امارتها الدينية في غزة كخطوة على طريق الهيمنة على كافة الاراضي الفلسطينية.
وفي هذه المناسبة ذكرى رحيل القائد ابو عمار تبرز مهمة هزيمة المشروع السياسي لحركة الاخوان المسلمين فرع فلسطين والمسماة بحركة حماس كمهمة رئيسية واساسية لابد منها لاعادة الروح الى الحركة الوطنية الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية سياسيا وجغرافيا وديمغرافيا.
والدعوة لهزيمة المشروع السياسي لحركة حماس لا تستمد مشروعيتها من ردة فعل عاطفية، بعد ان افشلت حماس الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، بل ان هذه الدعوة نابعة من قناعة ثابتة وراسخة بان عقيدة حركة حماس ترفض رفضا قاطعا ان يكون لها شركاء في الحكم، وذلك لانه وفق عقيدتها بان الله منحها وحدها الحق بالحكم وادارة شؤون البلاد والعباد.
فالحركة وفق عقيدة حماس هي الغاية والدين هو الوسيلة، وانها مثلها مثل باقي الحركات الاسلامية تؤمن بمقولة "تمسكن حتى تتمكن، مما ييح لها اتباع سياسة براجماتية بحيث تضمن لها تحقيق مصالحها حتى لو كان ذلك على حساب ثوابت الشرع الي تدعي التمسك بها، اقتداء بالرسول عليه السلام في تعامله مع اليهود في المدينة ومع قبيلة قريش في الحديبية.
وتجيز عقيدتها الكذب والنفاق والتضليل طالما ان ذلك يحقق اهدافها فعلى قاعدة "الحرب خدعة" تتعامل مع جميع القوى السياسية الاخرى ومع القوى الخارجية المعادية، ولا تخضع لمزاج الجماهير وبسطاء المسلمين ومطالبهم وشعاراتهم لذلك فلا يجوز وفق عقيدة الاخوان المسلمين ان تقول الحقيقة للجماهير لان ذلك يكشف خديعتها ويفشل مخططاتها، فالسياسة وفق مفاهيم الحركات السياسية تقوم على قواعد الدهاء والمكر والخديعة.
كما تتضمن عقيدة الاخوان المسلمين مثلها مثل باقي الحركات والجماعات الاسلامية على نظام البيعة ولكن ليس بالمفهوم الصوفي الذي تؤمن به الحركة السلفية مثلا وانما البيعة السياسية التي جعلت المرشد بمنزلة الامام "الحاكم" الذي يمتثل باوامره جميع افراد الجماعة.
ومن منطلق هذه العقيدة التي لا تؤمن الا بالحكومة الالهية، وافرادها هم ملهمون من الله، وتمتلك قدسية لا مجال لاي كان ان يعترض عليها او يناقشها او يحاسبها، مثل هذه هذه الحركات لا تؤمن مطلقا بالشراكة السياسية، او بالديمقراطية، او بالدولة المدنية.
فحركة حماس التي لا تخفي رفضها للبرنامج السياسي للسلطة الوطنية الفلسطينية القائم على اساس اتفاق اوسلو وخارطة الطريق لايجاد حلول سلمية للصراع الفلسطيني الصهيوني، وخلافها مع الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح على وجه الخصوص منذ اكثر من نصف قرن من المبادرة الاولى التي تقدم بها الشهيد خليل الوزير ابو جهاد للقيام بعمليات عسكرية ضد العدو الصهيوني، وبعد ذلك خاضت صراعا طويلا ضد فتح منذ اجتماعها التاسيسي عام 1958 . سواء بشكل مباشر في قطاع غزة قبل هزيمة 67 واحتلال القطاع وبعد ذلك سواء بشكل مباشر في القطاع او عبر حركة الاخوان بالاردن.
وكان الشهيد ياسر عرفات ينظر الى حركة حماس كمنافس لا يؤتمن جانبها، ومع ذلك فضل التعامل معها مغلبا القواسم المشتركة المعلقة بمواجهة الاحتلال، لكنها قاومته بضراوة وافشلت العديد من الفرص لاقامة سلطة وطنية حقيقية حيب الخطة المقرة في اوسلو وفي خارطة الطريق عبر عملياتها الانتحارية التي وضعت الرئيس الشهيد امام خيارين اما تصفية حماس او الصمود في وجه الالة العسكرية الصهيونية التي اعادت احتلال الضفة اثناء سنوات الانتفاضة التي حولتها حماس الى عبثية بعملياتها الانتحارية التي لم تؤثر بالعدو الصهيوني وانما اضعفت وشلت خيارات السلطة الوطنية السياسية والعسكرية والدبلوماسية.
وكانت السلطة الوطنية بزعامة عرفات قد قامت بحملة واسعة ضد حركة حماس لوقف طموحاتها السياسية عام 1999 واعقلت الاف من كوادرها، ثم افرجت عنهم مع بدء الانتفاضة عام 2000.
اذن المعركة مع جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين والمسماة حركة حماس ومن يساندها من فروع الجماعة في معظم الدول العربية وخصوصا في مصر والاردن وقطر، هي معركة ذات بعد تاريخي ولم تبدأ مع فوز حماس في الانتخابات النيابية في عام 2006.
واذا كانت حماس قد وافقت على المشاركة بالانتخابات والمشاركة بالسلطة فان ذلك لم يتم على على اساس من عقيدة الخداع والدهاء والمكر التي تؤمن بها، كخطوة على طريق تحقيق مشروعها الاستراتيجي المتمثل باقامة الدولة الدينية في كل فلسطين.
ولذلك فان كل من يتصور ان حماس يمكن ان توافق على حوار لا يؤدي الى تعزيز مكاسبها وزيادة هيمنتها ويمنحها المزيد من حرية الحركة والعمل لتنفيذ برنامجها باقامة دولتها الدينية يكون واهما.

ولهذا يجب ان تتحد كافة القوى الوطنية الفلسطينية وان يلتف حولها كل فئات العب الفلسطيني لهزيمة المشروع السياسي لحماس وحركة الاخوان المسلمين وكل مشاريع التيارات والاحزاب الاسلاموية في فلسطين.
وقد يتصور البعض ان هزيمة قوى التيار السياسي الاسلامي وفي مقدمته حركة حماس صعبا او مستحيلا، لكن نظرة الى ما آلت اليه الحركات السياسية الاسلامية في المنطقة سوف يجد ان جميع هذه الحركات هزمت هزيمة ساحقة وفشل مشروعها فشلا ذريعا في ايران والجزائر وافغانستان والسودان ويوغسلافيا السابقة، وباكستان، وماليزيا، واندونيسيا.
فعلى الرغم من محاولة هذه التيارات ان تظهر بمظهر الحركات السياسية الا انها لم تستطع ولا تستطيع مواجهة تيار الحداثة في العالمين العربي والاسلامي، وهي لا تمتلك المقومات الفكرية والسياسية لاقامة نظام حكم بديل.
ولذلك تجد هذه التيارات لا تجيد غير استخدام العنف والقتال والقتل والموت المجاني وشن الحروب ضد المدنيين، فيسقط اكثر من مليون قتيل مدني في الجزائر، وملايين القتلى في ايران، ومئات الالوف في السودان، ومن اجل دولة هزيلة لا تمتلك مقومات دولة في البوسنة والهرسك سقط مئات الالاف، وفي فلسطين لا تكترث حماس لو سقط مليون فلسطيني قتلى على مذبح برنامجها العبثي.
ولذلك يجب هزيمة المشروع السياسي لحركة حماس، وارغامها على الانزواء والانطواء واعادتها الى المساجد والجوامع.
ولتحقيق هذا الهدف فان على السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح وكافة القوى السياسية الوطنية ان تبذل ما في وسعها لتوسيع وتعميق الديمقراطية وتطوير اطرها وترسيخ قواعدها، والارتقاء بالممارسة الديمقراطية والالتزام بالشفافية ومحاربة الفساد السياسي والمالي، وتطوير قطاعات الانتاج الاقتصادي للارتقاء بالعلاقات الاجتماعية، والغاء تاثير العلاقات القبلية والعشائرية كونها المسؤولة عن الفساد والواسطة والمحسوبية.
اننا نطرح هذا الهدف وهدذه المهمة في ذكرى رحيل القائد الرمز ابو عمار باعتبارها مهمة يمكن من خلالها استكمال المشروع الوطني الفلسطيني بالحرية والاستقلال.
ونؤيد بقوة ما طرحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدعوة الى اللجوء الى الديمقراطية لمواجهة المشروع السياسي للانقلابيين في غزة، فلتطرح السلطة رسميا اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، او تلجأ الى الاسفتاء، فبالديمقراطية والديمقراطية يمكن بالفعل هزيمة المشروع السياسي لامارة حماسستان الاسلامية.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تجنيد يهود -الحريديم-.. ماذا يعني ذلك لإسرائيل؟


.. انقطاع الكهرباء في مصر: -الكنائس والمساجد والمقاهي- ملاذ لطل




.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم