الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسرائيليون يرفضون التطرف

محمد كليبي

2008 / 11 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


انتصرت العلمانية على التشدد والتعصب والتطرف الديني في اسرائيل . حيث فاز رجل الاعمال العلماني " نير بركات " وبنسبة 53 % على رجل الدين المتشدد الحاخام " مير بوروش " في انتخابات بلدية القدس , ليصبح بذلك رئيسا لبدية القدس .

وهي الانتخابات التي " قاطعتها " الاقلية العربية في القدس - بشقيها الغربي والشرقي - وبتوجيهات عليا من السلطة الفلسطينية ورجال الدين المسلمين على السواء , في اتفاق فريد من نوعه بين السلطة العلمانية والكهنوت الاسلامي . تلك المقاطعة الغير مستغرب صدورها من قبل " العقلية العربية " . تلك العقلية التي - للاسف - تتعاطى وتتعامل مع الأمور السياسية من منطلقات عاطفية مريضة . عقلية لا تفهم لغة المصالح , تلك المصالح التي تستدعي من عرب القدس - وعرب اسرائيل عموما - الانخراط الايجابي في العملية السياسية , ومنها بالتأكيد العملية الانتخابية , حفاظا على مصالحهم الحياتية والمعيشية في القدس , وفي اسرائيل عموما , اضافة الى ان تلك المشاركة ستعطيهم دورا ومكانة سياسية واجتكماعية واقتصادية وغير ذلك , تلك المصالح التي تتطلبها مشاركتهم للسكان اليهود في المدينة وفي الخمات المقدمة للمدينة وسكانها جميعا .
أما حجة أن القدس الشرقية عربية , وأن المشاركة في انتخابات بلديتها تعني الاعتراف بقدس واحدة لليهود , فهذه حجة واهية وضعيفة .
لنترك مصير القدس للمفاوضات الجارية بين الطرفين , اسرائيل والفلسطينيين , في اطار عملية السلام الشاملة . وليعيش سكان القدس , يهودا وعربا , حياتهم في تعاون وسلام ومشاركة .

المهم أن فوز العلماني " نير بركات " برئاسة بلدية القدس يعدّ حدثا ذو دلالات سياسية على الصعيد الوطني الاسرائيلي , لعلّ من أبرزها :
أولا : أن فوز بركات ينهي حقبة من خمسة أعوام ترأس خلالها بلدية القدس " أوري لوبو ليانسكي " المتدين والمتشدد , خاصة اذا ما علمنا بأن القدس تعد أهم مدينة لدى الشعب الاسرائيلي .
ثانيا : أن الشعب الاسرائيلي قد رفض , بموجب تلك النتيجة , التشدد الديني في رئاسة بلدية القدس . وانهم يرفضون التطرف والتشدد والتعصب الديني بوجه عام . لذلك فضّلوا الخيار العلماني الذي يرون فيه , حسب استطلاعات الرأي التي تلت النتيجة , تحقيقا لمصالح الجميع .
ثالثا : أن هذا الفوز للعلمانية في القدس يعتبر مؤشر ايجابي قوي لما ستؤول اليه الانتخابات البرلمانية القادمة , والتي يتوقع حصول السيدة " تسيبي ليفني " وحزبها
" حزب كاديما " على المرتبة الاولى , وبالتالي أن تشكّل السيدة ليفني الحكومة الاسرائيلية المقبلة بدون اللجوء الى الأحزاب الدينية .
أي ان نتيجة انتخابات بلدية القدس قد أظهرت رفض الناخب الاسرائيلي للأحزاب الدينية عموما , ولحزب " شاس " على وجه التحديد , وذلك عقب الفضيحة التي مني بها شاس عندما مارس الابتزاز السياسي والمالي ضد السيدة ليفني أثناء محاولتها لتشكيل حكومة ائتلافية معه , مما دفعها الى اتخاذ القرار الشجاع برفض تلك الابتزازات , والاعلان عن اجراء انتخابات مبكرة للكنيست الاسرائيلي .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah