الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آل سعود بين التسامح مع العالم والكراهيّة لاسرائيل

محمد كليبي

2008 / 11 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استكمالا واستتباعا للمؤتمر العالمي لحوار الاديان الذي عقد في العاصمة الاسبانية مدريد في يوليو / تموز الماضي , يعقد هذا المؤتمر جولته الثانية حاليا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الاميركية .
وهو المؤتمر الذي دعت اليه وتتبناه وترعاه المملكة السعودية ممثلة في مالكها " عبدالله بن عبدالعزيز " .

ورغم تحفظي الشديد على مثل هكذا مؤتمرات , لأنني أعتقجد بأنه لا يمكن للأديان المختلفة والمتباعدة والمتناقضة أن تتفق على شيء بقدر اتفاقها على زراعة الحقد والكراهية والعنف والتطرف والتشدد والارهاب بين البشر . فالاديان - جميع الاديان - هي السبب الأول والرئيسي والاساسي لأزمات ومشاكل الانسانية عبر التاريخ والعصور والازمان .

الاّ انه لا بأس من اللقاءات والاجتماعات , على الاقل للتعارف بين جميع الاطراف الدينية , وعلى الأقل للوصول الى اتفاق على الاختلاف , بمعنى ان يتوصل اتباع الاديان العالمية الى مبدأ عام وشامل يتمثل في " الاعتراف بالاختلاف واحترام ذلك الاختلاف " , بالاضافة طبعا الى الاعتراف بحرية التّدين وحرية الاعتقاد , ومن ذلك بالتاكيد حرية الالحاد .

وهنا لا بد لنا من استعراض مكانة وامكانيات راعي الحوار أي الملك عبدالله , وبالتالي مكانة وامكانيات المملكة السعودية , لرعاية هكذا مؤتمر وهكذا حوار :

أولا : على المستوى المحلي :
لا بد من التأكيد على مسألة في غاية الاهمية على المستوى المحلي السعودي , مسألة تتعلق بوجود ((( فجوة ))) كبيرة جدا , وواسعة جدا , وقميقة جدا بين الدعوة السعودية , الموجهة الى العالم , بتبني ((( التسامح ))) في العلاقات بين الاديان والثقافات والحضارات والشعوب , وبين الواقع الديني والسياسي والاجتماعي في السعودية .

1 ) لا يوجد في السعودية حرية للأديان وللتديّن , على الاطلاق , وعلى كل المستويات , ان بالنسبة الى الاديان المختلفة أم بالنسبة الى المذاهب الاسلامية .

2 ) السعودية " تحرّم " بناء وتأسيس وانشاء دور عبادة لاتباع الاديان المختلفة , غير الاسلام , رغم الوجود الكبير لاتباع الاديان العالمية الاخرى على الارض السعودية .

3 ) المناهج التعليمية السعودية , وفي جميع المراحل الدراسية " مليئة " بكل ما يدعو الى الكراهية والتطرف والالغاء والنفي , فضلا عن التكفير والقتل , ضد كل من هو غير مسلم من أتباع المذهب الوهابي , فيستوي في ذلك اللاديني والمسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي وغير ذلك , مما جعل السعودية تحتل المرتبة الأولى في عدد ما تفرّخه من الارهابيين حول العالم كنتيجة للتربية والتعليم الذي يتلقوه , والذي يحمل بذور الحقد والكراهية لعموم البشر , وللحضارة الغربية على وجه الخصوص , مسيحية ويهودية .

ثانيا : على المستوى الخارجي :
مهما كانت الخلافات السياسية بين العرب والاسرائيليين فان ذلك لا يلغي كون الشعب الاسرائيلي والدولة الاسرائيلية جزءا أصيلا من المجتمع الدولي . بل انه يشكل أحد المكونات الرئيسية باعتباره الشعب الذي يعتنق أحد الاديان الأساسية في العالم , الدين اليهودي . وبالتالي فانه يصبح لزاما على الملك آل سعود التعامل مع الشعب الاسرائيلي ومع اليهود في العالم بنفس " لغة التسامح " التي يتبنى الدعوة العالمية اليها , والتي يتعامل بها مع شعوب وأديان العالم الاخرى .

لكن ما لوحظ في مؤتمر نيورك لحوار الاديان أن الملك آل سعود سلك مع الشعب الاسرائيلي , وبالتالي مع الدين اليهودي واليهود في العالم , سلوكا ان دل على شيء فانما يدل على كمية الحقد والكراهية التي يحملها ويكنها الملك تجاة اسرائيل وتجاه اليهود عموما . وقد تمثل هذا السلوك " العدائي " في الناحيتين التاليتين :

1 ) اشترط الملك آل سعود على المؤتمر , وعلى " بان كي مون " شخصيا , وبحسب التصريحات الرسمية السعودية , عدم مقابلة الوفد الاسرائيلي , تجنبا للمصافحة والحديث , ويدّعي انه راعي الحوار والتسامح !!!؟؟؟

2 ) التصرف البدوي الصحراوي للملك آل سعود وجميع اعضاء الوفد السعودي , المتمثل في اشاحة وجوههم عن منصة المؤتمر أثناء كلمة الرئيس الاسرائيلي
" شيمون بيريز " , فأيّ حوار وأيّ تسامح يدعون ؟ انها الكراهية بذاتها !!!!؟؟؟

في الختام
اذا كان الملك السعودي غير قادر على ان يكون " متسامحا " في مؤتمر حوار الاديان الذي يدعو العالم الى التسامح , والذي يرعاه ذات الملك , فمن الافضل ومن الاولى له أن يدع هذه المهمة لغيره ممن هم قادرون على تحويل الاقوال الى أفعال ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah