الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية في المجتمعات العربية الإسلامية

جريس سالم بقاعين

2008 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحرية في الثقافة العربية الإسلامية تنقسم في مفهومها حسب الزمان و التاريخ إلى مفهومين:-
الأول :مفهوم تراثي تُعدُّ الحرية مخالفة للعبودية ؛و الإنسان الحر يقابله العبد الذي يخضع لنظام الرق السائد في الأيام الغابرة ,و لا يتساوى السيد الحر مع العبد المأمور في الواجبات أو الحقوق حتى في أهمها و هو حق الحياة.
و من يراجع و يبحث في التراث العربي الإسلامي لا يجد مفهوماً مغايراً لذلك في ما يتعلق بالحرية.
الثاني: مفهوم حديث ظهر في مطلع القرن التاسع عشر مع ظهور القوميات و مفاهيم الدولة و المواطنة في بلاد العلم الغربي التي إنتقلت عبر المثقفين و الباحثين و المستشرقين إلى المجتمع العربي الإسلامي ,و الحرية في هذه الحقبة تعني التحرر و التخلص من الإستعمار بكل شكل من أشكاله المختلفة (المباشر و غير المباشر) و على الرغم من تطور الفكر العربي في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين في مفهومه للحرية التي أصبح لها مفاهيم و منطلقات معتوية كثيرة فإنها –الحرية- لا تخرج في مفهومها اليوم في المجتمعات العربية الإسلامية عما بيناه سابقاً.
فالعربي المسلم اليوم حرّ... أبيّ... عزيز... إذا لم يكن على تراب أرضه قدم عسكرية أجنبية؟
و عندما يكون حاكمه ظالماً ديكتاتوراً سجونه مليئة بمعتقلي الفكر و الرأي و المعارضة فإن لا يعوق حريته و يبقى حراً أبياً؟
و عندما يعين أعضاء برلمان بلده تعيينا و يأتمرون بأوامر مجموعة متسلطة من أتباع و أعوان الحاكم الديكتاتور ولا يراعون مصالح الشعب و الوطن ,فإنّ ذلك لا يتعارض مع حريته و يبقى حراً أبياً.
و عندما يهب نفسه و فكره و ضميره لقاء دراهم معدودات أو إمتيازات تقدمها له السلطة في بلده فإن ذلك لا يعوق يعوق حريته و يبقى حراً أبياً, وعندما لا يملك قوت يومه فبما أصحاب الشأن و النفوذ يكدسون الأموال في الأرصدة الخارجية و يطعمون كلابهم طعاما مستورداً خاصاً يفوق ثمنه ثمن خبزه و طعامه ,فإن ذلك لا يعوق حريته....
حتى أن أبا الذر الغفاري إستنكر هذا الحال بقوله:
عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه
و عندما يرسل أولاده لخدمة العلم و الوطن في الجيش و يعاملون كعبيد القرون الوسطى من قبل قائدهم و أعوانه ,فإن ذلك لا يعوق حريته و يبقى حراً أبياً .
و هكذا حسب مفهوم العربي المسلم المعاصر فإن بلداً مثل المانيا بلد المرسيدس و الإيرباص ,و بلدا كاليابان بلد التكنولوجيا الأولى في العالم .ليست بلاداً حرة لوجود قواعد أميركية أجنبية على أراضيها ؟؟ بينما بلاد كجيبوتي أو الصومال مثلاً هي بلاد حرة عربية إسلامية عزيزة أبية؟؟؟؟؟
صدق فيلسوف الشعراء و شاعر الفلاسفة العربي المسلم المعري حين قال:
إنما هذه المذاهب جذب لإنتباه الدنيا إلى الرؤوساء
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكر من القدماء










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر