الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحقيق / موظفات بين الرغبة في الدراسة والسعي الى زيادة الراتب!

إبتهال بليبل

2008 / 11 / 18
التربية والتعليم والبحث العلمي


خلفت الحروب وما ترسب عنها ظواهر اجتماعية متعددة في مجتمعنا، منها ظاهرة توقف المرأة عند مستوى معين من الدراسة، ومعظمهن تحملن القدر الأكبر من مسؤولية التربية المنزلية، وألقيت على عاتقهن أيضاً الأعباء المالية في وظائفهن، فازدادت نسبة النساء العاملات في كافة مؤسسات الدولة (كموظفات)، وكلما مر الوقت ازدادت معاناة تلك النساء أكثر بسبب الأزمات الاقتصادية والغلاء المعاشي، وعندما أصدر قرار زيادة الرواتب بالاعتماد على السلم الوظيفي والذي يستند بالدرجة الأولى على التحصيل الدراسي بالنسبة للموظف، سارعت الموظفات إلى محاولة استكمال دراستهن، فالغالبية منهن لم يحصلن على شهادات جامعية مما أصبحن يعانين من التمييز بينهن وبين زميلاتهن حاملات الشهادات الجامعية في الكثير من الحقوق الوظيفية، فبادرت هذه الفئة من الموظفات اللواتي لا يمتلكن شهادات جامعية إلى الحفاظ على وظيفتها ومصدر رزقها ورزق عائلتها بالسعي وراء استكمال دراستها الجامعية مع الاستمرار في وظيفتها، لكن، كيف لها أن تستكمل دراستها وان تستمر في وظيفتها؟؟ هل هي قادرة على إعطاء كل شيء حقه؟؟ وبيتها ومسؤولياتها الأسرية، ماذا تقول عنها؟؟ والجهات المسؤولة هل وجدت أن هذه الظاهرة تؤثر على الوضع العام، وهل هي خطوة صحيحة، أم لا؟؟؟ كل تلك التساؤلات سنلقي الأضواء عليها اليوم، من خلال لقاءات أجريناها مع عدد من الموظفات، والجهات الرسمية...
قوانين صارمة
بداية التقينا بالدكتورة أحلام صادق حسين رئيسة قسم التربية الرياضية في كلية التربية الأساسية والتي أجابتنا قائلة لا يمكننا التعميم في قضية استكمال الموظفات للدراسة الجامعية، حيث أنهن اتخذن هذا المسار فقط لزيادة الراتب أم أنها فعلا رغبة في الزيادة والاستفادة من الدراسة، فمنهن يحاولن المثابرة واستكمال الدراسة بتفوق بحيث لا يؤثر هذا على أي التزام لديهن، بينما نجد أخريات يعشن داخل فوضى، فلا هي مجتهدة في دراستها وملتزمة ولا في وظيفتها وأسرتها، ظناَ منها أنها بهذه الطريقة التي تسميها (تمشية الحال) سيكون لها دور في واقعنا، نحن أصبحنا اليوم أكثر تشدداً واتخذنا قوانين صارمة على كل من يحاول استكمال دراسته بهذه الطريقة، وخاصة الدراسة المسائية، لان مثل هذه الظواهر بدأت تؤثر على مسيرة العلم داخل بلادنا ونحن لا نريد أن يكون التعليم بهذا المستوى...
موظفة وزوجة وام
أما السيدة نازك مهدي وهي زوجة وأم لثلاثة أبناء وتعمل موظفة في كلية الفنون الجميلة / قسم التربية الفنية : فكان حديثها يأخذ جانباً آخر حيث قالت أنني الآن موظفة وزوجة وأم وطالبة جامعية، ولدي التزامات كثيرة، ومع ذلك أحاول جاهدة أعطاء كل شيء حقه، وأما بالنسبة لاستكمال الدراسة، فيجب بالدرجة الأولى معرفة ظروف الشخص الذي يرغب في الاستكمال، فأنا مثلا زوجي وأبنائي هم أول الناس من يحاول مساعدتي في استكمال دراستي دون التقصير على أي التزام، الدراسة مهمة في الحفاظ على حقوق المرأة داخل المجتمع، ولكن ليس لتحقيق غاية مادية فقط بل حباً في تطوير الذات أيضا، فعندما نحصل على ثقافة أعلى بالتأكيد سوف نرقى بالمستوى المادي ونحصل على احترام أكثر من المجتمع، لكن أن يكون الهدف الدراسة أولا وقبل أي شيء.
نحافظ بصدق على بلادنا
وعن مردود نقاشنا في هذه القضية التقينا بالدكتور كاظم كريم رضا الجابري عميد كلية التربية الأساسية حدثنا شاكراً فقال: أن عدد الموظفين الذي يحاولون استكمال دراستهم الجامعية بلغ ما يقارب (200 طالب) وهي نسبة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة، ودليل على رغبة المواطن العراقي بترقية نفسه علمياُ، وبالنسبة إلى قضية استكمال الدراسة أضاف قائلاً نحن نرحب بهذا المشروع ولكن أن يكون ضمن السياقات الأصولية، فلا يمكن قبول الموظف للدراسة الجامعية وهويمارس وظيفتهُ في الوقت نفسه، كما إننا بدأنا بوضع قرارات منها منع قبول أي موظفين دون أن تكون هناك مخاطبات إدارية بين جهة عملهُ وبين الجامعة، فنحن عمدنا إلى استحصال موافقة من تلك الجهة التي يعمل فيها على استكمال دراسته، كي نبتعد عن أي معوقات أواختراقات لكلا الجهتين، ولكي نضع احتراماً للعلم والشهادة العلمية، كما إننا نرفض أي استسهال في قضية الدوام اليومي للطالب الموظف، ليس لتصعيب الأمر وعدم المساعدة أوالمساندة، لا بل كي نحافظ بأمانة وصدق على بلادنا، لان العلم هوأساس تطور البلد، فدورنا نحن يكمن في أداء رسالتنا وفق هذا المنظور..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-