الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار الثقافات مقابل حوار الأديان

احسان طالب

2008 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دارت حوارات كثيرة حول مؤتمر حوار الأديان وكانت في عدة مستويات
أنصار خط المواجهة مع السعودية على طول الخط انتهزوها فرصة للتشهير و الضغط السياسي بسبب وجود الرئيس الإسرائيلي في المؤتمر ونسو ما حدث في لقاء الإتحاد ن أجل المتوسط الذي تم بوجود رؤساء عرب وأولمرت ومن قبلة مؤتمر أنابولس الذي حضره العرب إلى جانب إسرائيل.
العلمانيون المقتنعون بأن السعودية تدعم التطرف الديني مستندين لفتاوى طائفية وأقوال متشددة لعلماء سعوديين يشغلون مواقع رسمية هامة انتقدوا الحوار. ونسي أولئك أيضا التفريق بين الرأي الرسمي الذي يطرح مقاربة تجعل التدين والالتزام بيئة وطنية مفتوحة للمناقشة والرأي المجتمعي في العربية السعودية المنحاز نحو التشدد.
الموقف المحايد لا يستطيع نفي الدور السياسي في الموضوع حتى ولو كانت النوايا غير ذلك
فالواقع أن المؤتمر حضره سياسيون أكثر من العلماء وغاب عنه أسماء إسلامية ذات تأثير واسع
من يخاصم سياسيا السعودية سيجد سوءً في كل ما تفعله والعكس صحيح. وفي كل الأحوال الشعار الذي رفعه المؤتمر" التسامح "هو قيمة مهمة من قيم حقوق الإنسان لكننا في الوطن العربي بحاجة ماسة لنبش خبايا مكون الوعي الجمعي حتى نقترب من التغير ومازالت ثقافة التسامح حبرا على ورق ولها معاني مختلفة في ذاكرتنا عن الحقيقة لابد من تأصيل ثقافة الاختلاف بل وحق الاختلاف في الدين والمذهب والرأي والموقف ونلتقي حول الانتماء للوطن والإنسان بصرف النظر عن الانتماء الديني
سأل أحد المثقفين اليمنيين لو أن حسين أوباما والد الرئيس الأمريكي المنتخب سافر إلى إحدى الدول العربية ولم يهاجر إلى أمريكا كيف سيكون حاله ؟
لن يتمكن من الحصول على الجنسية وسيواجه مع ميشيل قرار الترحيل
في ظل الحكم السابق الدكتاتوري المستبد للعراق حورب المسيحيون وحجبوا عن المراكز القيادية إلا بأعداد يسيرة لزر الرماد في العيون لكن لم يقتلوا ويهجروا بتلك القسوة والإجرام الذي نعايشه منذ سنوات في مدن عراقية مثل الموصل والبصرة، في ظل دولة البرلمان المنتخب وحكومة الأكثرية تحت لواء الاحتلال الأمريكي
حكام العراق اليوم يغلب عليهم الالتزام الديني، والانتماء لأحزاب الإسلام السياسي، وما حصل من أتباعهم وأنصارهم ومحازبيهم هو التقتيل والتقطيع والنفي للمخالف في الدين والمذهب ومهما سيق من مبررات لن تكون كافية أو عافية من المسؤولية الأخلاقية والجنائية والسياسية المباشرة لحملة لواء الإسلام السياسي الحاكم في العراق هذا يدفعنا للتساؤل عن قدرة المتدنين الحقيقية على تقبل الأخر عندما يمتلكون القوة لتغيره.
على هامش حوار الأديان سأل أحد الصحفيين لماذا لا يوجد كنائس في السعودية مع أن عدد المسيحيين يبلغ اليوم في السعودية ما يقرب من المليون طبعا هم من غير السعوديين ؟ فإذا أردت بدأ الحوار السليم فبدأ بنفسك وليكن الحوار داخليا وحرا متعادلا يعتمد فكر النقد ومذهب التعدد والاختلاف
لماذا يحارب في كل البلدان الإسلامية ويقتل في بعضها من يتحول إلى دين أخر من المسلمين ونهلل ونكبر وندعم من يتحول من العمال البسطاء من الآسيويين غير المسلمين إلى الإسلام ويترك دينه في معظم الأوقات تحت ضغوط الإغراء المادي في حالات نوهت عنها الأمم المتحدة وطالبت بوقفها
طبعا لا يمكن تحقيق التغير في المجتمعات المحافظة دفعة واحدة لكننا نرضى في هذه المرحلة بتقبل طرح التساؤلات دون تعنيف ورفع الكرت الأحمر : كفر حرام حلال.
يحتج المسلمون في جميع أنحاء العالم على نشر الإعلام الغربي لأخبار أو أراء تتعرض للمسلمين أو إلى دينهم وعقيدتهم ولا يقبلون مثلا أن يقول مفكر غربي أن الأصول الإسلامية بحاجة للمراجعة التاريخية ـ نولدكة الألماني مثلا أو برنارد لويس البريطاني اليهودي الأمريكي، لكننا في ذات الوقت وعلى الملأ ندعي بأن الكتاب المقدس الذي بين يدي المسيحيين الذي ويعتقد أكثر من ملياري إنسان أنه كتاب الله المقدس محرف ومبدل وكتبوه بأيديهم وفيه اختلاف كثير ، ونكرر ذلك صبح مساء وعلى أعين الأشهاد دون مراعاة أو التفات لحجم الضرر والإيذاء الناجم عن أمثال تلك الدعوات على إخوتنا في الوطن
تنقل وسائط الإعلام العربي المظاهرات في إيطاليا احتجاجا على منع رئيس بلدية أنشاء مسجد جديد ويلجأ المسلمون للقضاء الإيطالي ويربحون القضية ويبنون المسجد وسط الحي المسيحي . وأمثال تلك الظاهرة حدثت في ألمالنيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وأخذ المسلمون ما يريدون. لنتخيل لو أن عدد من الأسيويين تظاهروا ليسمح لهم ببناء معبد بوذي في دولة إسلامية كبرى ماذا سيحصل؟
سيرحل الجميع أو يدفعون لتغير دينهم بالإغراء والترهيب.
لماذا لا يحاربنا الناس العاديون من الأمم الأخرى عندما نطعن بعقائدهم وكتابهم ولا يشنون الحرب على السفارات ويقتلون من يدعي كفرهم وضلالهم، ألا نتلو في صلواتنا عشرات المرات كل صباح ومساء غضب الله على اليهود وضلال النصارى ولعنة الله عليهم ونحكم عليهم بالثبور والخسران والنيران.
الحوار لن ينجح ما لم يكن من الداخل من داخل وجداننا وذاكرتنا ووعينا وبعد ذلك من داخل فكرنا وثقافتنا وعقائدنا . إذا كنا لا نستطيع فتح حوار بين الطوائف من الدين الواحد إلا في حدود العموميات والسطحيات فكيف سنتمكن من الحوار مع الأديان الأخرى
حوار الأديان فكرة سامية ونية طيبة لكنه حرث في الماء وكتابة على الرمل تذروها الرياح ويمحي أثرها الموج، الحوار الحقيقي بين الثقافات والحضارات والأفكار والتي كثير منها منتج ديني لكن الفرق عندما تتحاور الثقافات يتراجع مفهوم الإيمان وتغيب قضية التكفير ويصبح الجميع حقيقة سواسية كأسنان المشط لا فرق ولا فضل لدين على الآخر ولا خيرية لأمة على الأخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني