الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحل أبو الوليد أين اليسار الفلسطيني؟

علاء نايف الجبارين

2008 / 11 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


فقدت الحركة الوطنية والنقابية في فلسطين احد رجالاتها المخلصين، الراحل يونس الجبارين العضو السابق في اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني، الذي أفنى سنوات عمره في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ومواجهة الاحتلال، وكان له صولات مع المحققين انتهت بانتصاره على جبروتهم، ولكن الكلمة الأخيرة كانت للموت الذي طالما غيب العظماء.
كان بسيطا محبا للجميع لا ينافق ونموذجا للإنسان الفلسطيني التقدمي، لكنه كما تحدث الأمين العام لحزب الشعب السيد بسام ألصالحي شديدا وقاهرا وقويا أمام المحتل.
رحيل الجبارين كان موجعا وفي نفس الوقت أثار تساؤلات في نفسي حول دور قوى اليسار في فلسطين مع أني لست شيوعيا. والشرذمة التي يعيشها في ظل حالة الاستقطاب الثنائي التي تعيشها الساحة الفلسطينية التي تحتاج إلى طرف ثالث يكون حلقة التوازن بين الطرفين.
منذ سقوط الاتحاد السوفيتي طفأ نجم هؤلاء، فهناك من تراجع وآخرون انتقدوا التجربة السوفيتية، والقليل حاول البقاء في الظروف الصعبة عله يصلح ما أفسده الدهر وهناك أسباب متعددة أسست لوصول اليسار الفلسطيني إلى هذه المرحلة وتتمثل في:
1- حالة الخمول الفكري التي تعيشها مجتمعاتنا العربية والفلسطينية بشكل خاص.
2- دور الاحتلال في محاربة اليساريين والعمل على تحريض قوى أخرى لمحاربتهم بدعوى الإلحاد. واستهدافهم خاصة في مرحلة السبعينيات والثمانينيات عندما كان في مقدمة القوى الوطنية التي تناضل من اجل الاستقلال.
3- ربط اليسار الفلسطيني نفسه بالتحاد السوفيتي والاعتماد على الدعم المقدم منه وبالتالي عندما تهاوى السوفيت لحقه أتباعه.
4- النظام الأحادي القطبية والمتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية التي أدت باستهدافها لما تسميه بالأصولية لإسلامية لسطع نجم القوى الإسلامية المتطرفة.
5- غياب التنظيم الحزبي واقتصاره على الأعضاء القدامى مما أدى إلى كهولته.
6- عدم وجود تصميم من قبل القيادات اليسارية على لعب دور فاعل على الساحة الفلسطينية واقتناعهم بالدور الذي خصص لهم وعدم استغلال فشل الأقطاب الرئيسية في قيادة الشعب الفلسطيني.

حاولت قوى اليسار تجميع نفسها لموجهة التحديات التي تواجهها وكانت البداية في تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات التشريعية والتي اقتصرت على ثلاث فصائل، و في الآونة الأخيرة شكل حزب الشعب والجبهة الشعبية والديمقراطية جبهة اليسار الموحد علها تكون بداية لتأسيس إطار تجتمع فيه كل القوى التي اليسارية
الأمور تحتاج إلى أكثر من مشاورات واطر، فهناك شعب يرزح تحت الاحتلال وقوى تلعب بمصيره دون رقيب، همها الأكبر تحقيق المكاسب الحزبية والشخصية وأحيانا تنفيذ أجندة خارجية تحت ادعاء الدين والمقاومة والوطنية وغيرها من الشعارات التي كشفها المواطن الفلسطيني وأصبحت لا تثير فيه سوى الاشمئزاز من وضع اختلطت فيه كل المفاهيم لتشكل فوضى تجتاح مستقبل الشعب الفلسطيني
إذن لا بد من تفعيل قوى اليسار كي تقوم بدورها الحقيقي لمنع تمادي الأقطاب الفلسطينية في إضاعة دم الشهداء وتضحيات الأسرى. هذا ما أراده أبو الوليد وسعى إليه ورحل مستنكرا ومطالبا كل القوى الفلسطينية بالعمل على وحدتها لتبقى السفينة سائرة إلى بر الأمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم