الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أوغاريت ... ساحل الفينيق .... وداعاً
محمد أحمد
2008 / 11 / 29الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إنّه لمن المحبط حقيقةً أن نصبح على هذه الدرجة من الانحطاط والتخلف، وإذا ما نظرنا ملياً إلى هذه البنية الحالية المتشكلة من نسج متعددة متناقضة، أسهم في تشكيل صيغتها الراهنة مجموعة من العوامل
والتأثيرات والتي بدأت بتأثير البدوية القبلية التي أتت مع السيوف المبشرة بجهنم وسقر والمكللةِ بوعود الحوريات والغلمان وأنهر الخمر، هة.
ذه البداوة اجتاحت المجتمع، وألغت الأنماط المعرفيّة، والبنى المخالفة لزواحف الصحراء، لتتمكن في النهاية - وعبر الزمن والتجهيل والتنميط المقدس - من تدجين المجتمع وتكريس احتلاله بواسطة سلطات الاستبداد والقمع المتتالي
ومرت عصور النهضة دون أن تشرق شمسها على مجتمعنا بسب استمرار العسف المتلازم مع إرث التخلف والجهل المؤطر بالإيمان والانغلاق المسمى تميزاً، واتجهت بوصلة الحياة إلى الوراء، إلاّ أنّ التسارع العلمي الكبير وما حمله من نهوض صناعي وتشكل لقوى ومصالح، ونهوض وطني وقومي، أدّى إلى فتح نوافذ ضمن أسوار سجون مجتمعنا، وبدأ التواصل الخجول وغير المتكافئ، ولكنّ الجانب الذي نرصده والذي ساهم في تشكل بنيتنا الاجتماعية الحاليّة هو التواصل مع مجتمعاتٍ غير متصالحة مع العصر والحداثة تتميز إمّا بالهشاشة أو المحافظة القسرية والتنازع أو عدم التكون، وكان أبرزها تركيبة البنى السياسية لا الحضارية لما سميّ المنظومة الإشتراكية، فمعظم الخريجين من الجامعات غير المحلية هو من تلك البلدان وقد أحضروا معهم ما توفر لهم من خبرة الحياة تحت ظل تلك المنظومات من استمراء للقمع، ونقل لمفاهيم الفساد والإفساد الجديدة وأساليب التهريب واحتقار الآخر بل قمعه واستلابه،
إضافة إلى قلة المعرفة العلمية المكتسبة التي كرّست المحافظة والخواء الفكري والمعرفي. وتمثّل الجانب الآخر بالتواصل والتفاعل مع منطقة البداوة الأم بعد اكتشاف النفط وما تبعه، وتوالت الشرائح التي تتجه نحو قبلتها، لتعود بالمال المصحوب مع كثير من بول البعير والحجاب والجلباب ومسحة من الوهابيّة مع توابل اللحى وروائح الرفض ولوائح المحرمات، واكفهرت الوجوه أكثر، واصفرت الكتب، لتؤسس لمرحلة جراد الصحراء والانكفاء إلى السلفيّة، ولم يشمل التمدن إلاّ الأدوات التقنية التي أصبحت لزوم الحال، لتنقلب المفاهيم، وتتحول حتى اللغة واللهجة واللباس والهموم والأحلام باتجاه منهج السلف. وإذ كان هناك اتجاه آخر للتواصل فهو ضمن العمق الجغرافي في لبنان والذي أنجب لنا خلال سنواته الثلاثين الأخيرة إضافةً إلى المصائب الطائفيّة، كره التعددية، والحقد على التمدن المسمى عرهاً لأنّه لا ينسجم مع البداوة إلاّ سراً على مبدأ "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا"، وحمل هذا التواصل أيضاً في جوانبه تشكل طبقة فاسدة مفسدة من المهربين واللصوص، مع فئة استمرأت الابتزاز والسرقة والرزيلة والقمع وامتهان الآخرين، وأصبح القول المأثور لدينا " نحنا لا نمشي إلا بكسر الرأس"،
إضافةً إلى جملة المقولات التي أصبحت تشكلّ حيزاً هاماً من الإطار الثقافي والاجتماعي الذي يسهم في بناء الأجيال. وتكمن مفارقة مفزعة في عصر العولمة والاتصالات وثورة المعلومات، بأن تتحول ثورة المعلومات لمطيّة تفاقم أزمتنا المعرفية والحضاريّة، فها هي مثلاً الشركات التي تسوّق البرمجيات "والتي أغلبها مقرصن" تتحفنا بمقدمات وأغاني وهدايا من نمط فتاوى "أم أنس" و "أبو قتادة و....."، ومواعظ "الدعاة الجدد"، وعلوم "زغلول النجار"، إضافةً إلى الرسائل الإلكترونية التي تغزو بريدنا والتي تحتوي على الخزعبلات والترويج لاستلاب الإنسان، غير متناسين التشويه المتعمد والإسفاف الذي تمارسه مثل هذه الشركات إضافةً إلى عدم احترامها حقوق النشر والطبع، بأن تلجأ إلى نشر الموسوعات بعد أن تُعمل فيها مقصات رقيبها، وتفرغ فيها عقد نقصها وخوائها، لتحقق أهدافها الأساسية في غسل الأدمغة وتجريم العقل، مؤشرةً لمرحلة قاتمةٍ تكون أدواتها الفاعلة هي القمع والاستلاب والتكفير والتخوين والقتل غير الرحيم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز