الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة انعقاد مؤتمره الثالث عشر: الحزب الشيوعي الروسي امام مفترق طرق

فالح الحمراني

2008 / 11 / 29
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


يعقد الحزب الشيوعي الروسي السبت مؤتمره الثالث عشر وسط تكهنات وتوقعات متباينة تكشف عن ان نتائجة ستمهد بالفعل لمرحلة جديدة من مسيرته منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وحتى يومنا هذا.ومن المرتقب ان يتبنى مؤتمر الحزب البرنامج الجديد وعددا من الوثائق. ولكن السؤال يدور فيما اذا سيتخذ المؤتمر قرارات تمس تركيبة القيادة الحزبية وتطعيمها بشخصيات جديدة من الشباب. ويتحدث المراقبون عن احتمال الاعلان عن عملية تطهير واسعة ليس للتجديد وانما لاقصاء القيادات المعارضة لزعيم الحزب غينادي زوغانوف. بيد ان الجهاز الحزبي ينفي ذلك.ويجابه الحزب الشيوعي تحديات كبرى، على خلفية تنامي تيارات يسارية جديدة في المجتمع واندلاع تمردات في عدد من المنظمات الاقليمية. وهذا يرمز الى ان الحزب الشيوعي على مفترق طرق ايديلوجية وتنظيمية، والخيارات امامه معدودة.
ويظل الحزب الشيوعي الروسي من دون منازع من اكثر الاحزاب تنيظما على الساحة الروسية واكثرها عمرا.فان مقراته وشبكته التنظيمية ممتدة في غالبية انحاء روسيا الاتحادية. ولديه شبكة من الناشطين والمتطوعين، وتنظيمات شبيبية ونقابات وطلائع للاطفال واتحاد نسوي. كما ان للحزب الشيوعي تكتل نيابي في مجلس الدوما يتكون من 57 نائبا ويشكل (12.67%) من اجمالي اعضاء مجلس الدوما المجلس الادنى للبرلمان الروسي.، وممثل في العديد من اجهزة الدولة.
واعاد الحزب الشيوعي خلال مسيرته الجديد النظر في العديد من القضايا الايديولوجية.وامتد ذلك الى الموقف من الدين، ولم يعد ينظر اليه وفق مقولة كارل ماركس " الدين افيون الشعوب"، ويجمل الدين في اطار حركة البشرية للنضال من اجل العدالة والمساواة. وردد زعيم الحزب غينادي زوغانوف مرات العديد وجود وشائج بين الفكر الشيوعي/ الاشتراكي ودعوة المسيح. لكن الكنيسة الروسية تنظر بعدائية للحزب الشيوعي وللنظام السوفياتي السابق.
ومن ضمن التحولات الجديدة ان الحزب الشيوعي الروسي بات يميل اكثر نحو الفكر القومي الروسي، وفكرة روسيا الدولة العظمى. وتخلى بذلك عن فكرة حق الشعوب المنضوية في الاتحاد الروسي بتقرير مصيرها. وتجلى هذا في الموقف التيارات القومية في بعض الجمهوريات في الفيدرالية الروسية من الانفصال، ولاسيما في الشيشان والحرب هناك. وكان يقف دائما في هذه القضية مع الدولة المركزية ويندد بالحركات الانفصالية، باعتبار ان اهدافها لاتصب في مصالح شعوبها المتاخية تاريخيا مع الشعب الروسي.وقلص من اهتماماته الاممية.
وفي اطار اعادة النظر في منطلقاته النظرية، رفض الحزب الشيوعي ادانة المرحلة الستالينية، رغم انه يرصد ارتكاب جملة من الاخطاء فيها. ومازال يقيم جوزيف ستالين على انه زعيم قدم خدمات جليلة لشعوب الاتحاد السوفياتي وانتصر على المانية الهتلرية واحدث نقلة في الاقتصاد والعلوم وتحسين الظروف المعاشية، ولكنه يغض الطرف عن اعمال البطش والعنف والاغتيالات الجماعية ومعسكرات العمل المجانية التي زج فيها ملايين الابرياء وسادتها ظروف حياة قاسية اودت بحياة الالاف.ولذلك فمن الصعوبة القول ان الحزب الشيوعي الروسي عمل خلال الفترة الماضية على تطوير الفكر الماركسي/اللينيني، بعض الجهات ترى انه على العكس تخلى عن بعض الجوانب الاساسية بالفكر الماركسي وجاء بنزعة جديدة يطلق عليها " الزوغانفية" نسبة لزعيم الحزب جينادي زوغانوف.
ويركز الحزب الشيوعي في شعاراته اليوم على القضايا الاجتماعية ويدعو لذلك تدخل الدولة في الاقتصاد وتوظيف عوائد النفط لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاهتمام بالشباب والقوات المسلحة والعناية الاكثر بالمحالين على المعاش.
واللافت ان الحزب الشيوعي الروسي يقيم نظام وزعيم هذه الدولة او تلك بمدى علاقاته بالولايات المتحدة الامريكية وموقفها منها. لذلك نراه يمتدح زعماء وانظمة ديكتاتورية وظالمة بحق شعبها لكون ان الولايات المتحدة تناصبها العداء. وتجلى هذا بصورة واضحة في موقف الحزب من نظام صدام حسين.، الذي ما زال يعتبره نظام وطني وشعبي، وينظر للعملية السياسية الجارية بالعراق وزعماؤها على انها امريكية بحتة لا تصب في مصلحة شعب العراق.
ان نتائج المؤتمر ستلقي الضوء على مستقبل اعرق حزب سياسي بروسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح