الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدراك معنى الحياة

علي عبد الرحيم صالح

2008 / 11 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لكل شخص نظرة خاصة تجاه ما هو موجود حوله في البيئة ، من أشخاص ، و حيوانات ، و بنايات ، و أجهزة ... الخ ، أذ تمتاز هذه النظرة برؤية مميزة يفسر بها الشخص ما يراه أو يسمعه أو يتذوقه أو يشم رائحته او ما يلمسه . و هذه الإشارات التي يستقبلها الشخص عبر حواسه بإرادته أو رغماً عنه ، تكون لديه ما يسمى بالخبرات و التجارب و المعلومات و المهارات ، أو تكون لديه فكرة واقعية أو مثالية عن ذاته و الآخرين المحيطين به .
أن السر من وراء هذه العمليات ( الإدراك ) : عمليات معرفيه تتداخل فيها مؤثرات اجتماعية و انفعالية و بيئية ، تتفاعل بصورة سحرية في أعماق مخنا البشري ، لتعطي الشخص خيال مرئي واسع ذو ذوق حسي تندمج في صورة لمنظر إدراكي خاص يتحكم في مجرى الحياة .
ان هذه المعطيات و التفاعلات تتداخل في حياتنا الشخصية ـ الاجتماعية ، أو بتكوين شخصيتنا ، فالإدراك عامل أساسي في نضجنا النفسي ، على سبيل المثال : الشخص الذي يدرك أن العالم مكان غير أمن و عدائي و قاهر ، يكون شخص خائف عديم الثقة انطوائي يشعر بالوحدة و العدائية و التسلط و الكره لمن حول ، ليدافع عن نفسه الخائفة المضطهدة كما يدرك نفسه . و يدخل الإدراك في طريقة تقييمنا للأمور الاجتماعية و الثقافية ، فالشخص الذي يدرك أن تكوين العلاقات شيء محبب و جيد ، يعزز لديه الحب و مشاعر الانتماء و العطاء و التعاون و العلاقة الطيبة ، يكون شخص اجتماعي و مرح و متفاءل قادر على الانجاز و التوافق مع الآخرين ، على العكس من ذلك الشخص الذي يدرك أن هذه المواقف قد تجلب له المتاعب و المشاكل و الإحراج سيندفع نحو مشاعر الغربة و الوحدة و الحزن . أما الإدراك و أثره على انفعالاتنا فله جانب إدراكي كبير و مساحة واسعة في الجانب العقلي و المعرفي ، فأنا أغضب لأنني أدرك أن فلان أزعجني بتصرفة الطائش ، و أن هذا الفلم أضحكني لمواقفه اللطيفية الكوميدية . كما يدخل الإدراك في طريقة كلامنا و حديثنا مع الآخرين ، فأنا أتعمد النبر في الكلام لأنه يؤكد إلى الطرف المقابل أمراً عليه تنفيذه و طاعته ، و أستعمل الليونة في الكلام لأني أريد أقناع الأخر بشيء ما ، أو أتحدث بسرعة لأن الوقت يداهمني ، او عندي عمل عليه انجازه بأسرع وقت ممكن . من هنا نجد أن الإدراك مفتاح لكل باب مغلق ، و ضوء لكل ظلام دامس ، فعن طريقه أرى نفسي و الآخرين من حولي ، فصلاحه سعادة ، و خرابه شقاء . فالننعم بهذا الكنز، و لنفتح عقولنا على كل ما يدور حولنا من أحداث و قضايا ، لأن الجهل نقمة و العلم نور و نعمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف