الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة الحجاب

مجدى خطاب

2008 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما زادت حالات التحرش الجنسى فى أخبار الدول العربية ، وجدت نفسى مدفوعا للبحث فى الإنترنت ، عن المقالات والتقارير التى تناولت الظاهرة ، ووجدت فى جوجول حوالى 136الف صفحة إنترنت تتناول الظاهرة بالعربية ، قرأت ما استطعت ، وخرجت من تلك القراءة بفكرة هذا المقال الذى يعتمد على أفكار الآخرين الذين كتبوا عن الظاهرة ، كل ما هناك أنى جمعتها بطريقة تحقق فكرتى حول هزيمة الحجاب .
نشر على الإنترنت فى آخر تقارير "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " فى السعودية ، ان الهيئة" سجلت59 ألف "واقعة أخلاقية" بالسعودية هذا العام بينها أكثر من 34 ألف حالة "اعتداء على الأعراض" ويقول الداعية السعودي احمد الشقيري الذى يعمل مقدما لبرنامج خواطر على قناة (mbc السعودية) في تصريحه رمضان الماضى الحلقة 4 الذي اثار زوبعة من ردود الفعل وجاء فيه " ان غالبية النساء السعوديات يرتبطن بعلاقات غير شرعية".واضاف " ان الشذوذ الجنسي منتشر في البلد مما يؤكد ان هناك مشكلة والنسبة قد ترتفع ". وهناك العديد من تقارير وزارة الداخلية السعودية التي ارودت ازدياد ظاهرة الدعارة بمسمياتها المختلفة ، ليس فقط في الاوضاع الاعتيادية بل وايضا اثناء مواسم العمرة والحج ، وهى مواسم للعبادة والتعبد. ، وان اعداد كبيرة من النساء من داخل المملكة وخارجها يؤمون مكة والمدينة في مواسم العمرة، بهدف ممارسة الدعارة المستترة بالدين، وذلك لاسباب اقتصادية (تجارة الجنس). وهذا ليس واقع الحال فى السعوية فقط ، فالجرائم الجنسية فى زيادة مطردة على طول بلاد العرب من تحرش جنسى ، وزنا محارم ، وأغتصاب ، وشذوذ جنسى فى بلاد تدعى الطهارة والورع والتدين ، ولعل ما نشر حول وإقامة حفلات المجون والدعارة الجماعية وتبادل الزوجات كما حدث مع سبعة أزواج وزوجاتهم في سوريا مؤخراً،وإقامة العديد من الحفلات للشواذ جنسيا في أكثر من بلد عربي وإسلامي ضبط حالات تبادل أزواج فى بعض الدول العربية مثل سوريا و مصر، بل تبين فى مصر أن المتهمة الرئيسية المتورطة في قضية ممارسة الجنس الجماعي وتبادل الزوجات من المحجبات, بل أن الاغلبية العظمي من نساء هذه الشبكة من المنحرفات جنسيا وأخلاقيا من المحجبات. ويوم الأحد 17 أغسطس الماضى كتبت Ellen Knickmeyer أيلين نيككميير فى الصفحة 14a فى جريدة الواشنطن بوست فى تقرير صحفى من القاهرة مصحوبة بصورة لبعض المنقبات فى شوارع القاهرة ، أن بعض النساء قررن أن النقاب يزيد من تعرضهن للتحرش ، و ابرز التقرير أن مصر تأتي في المرتبة الثانية بعد أفغانستان فى معدلات التحرش الجنسى بالنساء .وإن الولايات المتحدة وبريطانيا تحذر النساء المسافرات إلى مصر من إمكانية تعرضهن لاعتداءات جنسية ونظرات غير مرغوب فيها. وعرضت الصحيفة نتائج الدراسة التي أعدها المركز المصري لحقوق المرأة، والتى تبين زيادة تعرض المحجبات للتحرش، حيث ثبت أن 72% ممن تعرضن للتحرش محجبات ، رغم كل الدعوات بكل الوسائل لالتزام الحشمة تجنبا للتحرشات الجنسية ، وأشارت إلي أن هذه الحملات تأتي في وقت يزداد فيه الجدل حول قضيتين في مصر، هما: زيادة الضغط الاجتماعي علي المرأة المسلمة لارتداء الحجاب، وارتفاع نسبة التحرش بالنساء.وقالت الصحيفة إن 80% من المصريات محجبات، وإن هناك ضغوطاً متنامية لفرض الحجاب، في ظل انتشار تأثير الأصوليين على مجتمعات الإسلامية في العالم. ونشرت جريدة المصرى اليوم الجمعة 7-11 حادئة تحرش جنسى لزوجة شابة، ٢٣ سنة متزوجة منذ شهرين ، ترتدى عباءة وحجاباً وقفازاً باليد، ومعها ابنة شقيقها٣ سنوات، ولم يشفع لها كل ذلك لتجنب التحرش حيث فوجئت أثناء سيرها فى أحد شوارع مدينة ٦ أكتوبر بشخص يسير خلفها وعندما اقترب منها أمسك بصدرها وأجزاء حساسة من جسدها لتسقط على الأرض وتستغيث بالمارة .
إن ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء تتنامى في العالم العربي ، وبدأت تطل برأسها بصورة وحشية في الآونة الأخيرة حتى وصلت لحوادث تحرش جماعي بالفتيات في الأعياد والمناسبات العامة، كان أخرها في دولة الكويت وفي مصر ثاني أيام عيد الفطر بعد أن ظهرت في مصر العام الماضي. ومن ناحية أحرى يؤكد تقرير للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بمصر تزايد الجرائم ذات الطابع الجنسي، كما صدرت احصائية عن المركز تؤكد وقوع جريمة اغتصاب كل 30 دقيقة. كما كشف التقرير أن 90% من مرتكبي هذه الجرائم من العاطلين عن العمل.
كل هذة الظواهر تعكس حجم وعمق الأزمة في المجتمعات العربية ، من خلال التناقض الحاد والصارخ بين ما تبدو عليه تلك المجتمعات من تدين وورع وتقوى، وبين ما يجري في العمق وفى قاع المجتمع ، حيث تزداد الجرائم ذات الطابع الجنسى كلما زادت القيود الدينية ، وزادت انتشار المظاهر الدينية كاطلاق اللحى والحجاب والنقاب. والعجيب يخرج علينا من يقول أن سبب ذلك ما تبثه الفضائيات من مواد جنسية وعولمة الدراما والفيديو كليب ، والبورنو . لكن الحقيقة التى يحاولون إخفاءها أن السبب الرئيسى و الحقيقى فى حالة الهياج لدى الشباب هو الكبت و التزمت و الانفصال التام فى المجتمع بين الشباب و الفتيات ، و هذا تراكم لنمو الفكر الوهابى والأخوانى السلفى و لنمو ظاهرة الحجاب و تشجيع التيارات الإسلامية على تنامى ظاهرة عدم إختلاط الرجال بالنساء واعدين إيانا بمجتمع طاهر نظيف تسوده العفة و غيرها من الوعود الكاذبة التى لـم و لن تتحقق لأنها بكل بساطة وعود ضد طبيعة الحياة الاجتماعية والنفسية للبشر . وهذا الفكر الوهابى الأخوانى لا تتوقف فيه الفتاوى حول المراة وفتنتها وحجابها، واخرها فتوى الحجاب بعين واحدة، وفتاوي الزواج المنفلت من عقاله من حيث التعدد والتنوع، وجهود مجمع رجالات الدين بالحجر على المرأة وعزلها وابعادها عن الرجل، وتحريم خروجها من البيت منفردة، وتحريم الاختلاط، وتحريم مشاهدة التلفزيون وقيادة السيارة، وتحريم سفرها بدون محرم حتى لمدينة مجاورة ، والافتاء بزواج الصغيرة والرضيعة وارضاع الكبير ، والحجر على النساء، وحرمانها حقها بالحياة الا اذا قبلت بان تكون خادمة في المطبخ مربية للاطفال، ملفعة بالجلباب الاسود، وألا ترى الدنيا الا بعين واحدة، ومن خلف ستار، رغم كل هذه القيود وغيرها من القيود الاجتماعية الاخرى المستمدة من قيم المجتمع البدوي واعرافه الا انها لم تمنع الجرائم الجنسية وذلك لسبب بسيط وهو ان العزل والحجر لا يتفق وسنة الحياة وطبيعة التكوين الانساني.وهذا يكشف بوضوح ان التزمت الديني والتشدد والتطرف لا يحول دون الفساد والافساد، وان الارهاب والجبر الذي يمارسه رجال رجال الدين لايحول دون ان انتشار الجرائم الجنسية الشاذة . و تثبت كافة الدراسات ان الانفتاح والديمقراطية والوعي وانتشار الثقافة والعلاقات الانسانية القائمة على التكافوء هي السياج الحقيقي لاخلاق المجتمع برجاله ونسائه. ويجب أن نقرع ناقوس خطر أمام كل الجهات المسؤولة من سلطة وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني وتربويين ومفكرين ومشرعين ورجال دين وغيرهم . والمسألة لم تعد تحتمل النفاق والدجل الاجتماعي،والتقليل من حجم الظاهرة،أو تسطيح المشكلة وتبسيطها،أو الإصرار على نفي هذه الظاهرة ،وكيل الاتهامات ومهاجمة من يقولون بوجودها، بل يجب مواجهتها وضرورة معالجتها وتحصين المجتمع ضدها عبر عمليات جادة حثيثة من التربية والتثقيف في البيت والمدرسة والجامعة، لقد فشلت النظرية الإسلامية عن العفة من خلال الحجاب …فشلـت فى صيانة المرأة لأن معظم حـالات التحرش والشذوذو الإغتصاب كانت لفتيات و سيـدات محجبـات ، و فشلـت فى عصمة الرجل مـن الزلل لأن الشباب المكـبوت يمـارس الرذيلة فى الخفــاء .وهذا يكشف بوضوح أكذوبة الصحوة الدينية ، وان التزمت الديني والتشدد والتطرف لا يحول دون الفساد والافساد، وأن الحجاب لا يعني أبدا الشرف والورع والفضيلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان