الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التكامل في الرؤيا الصوفية عند ابن عربي
علاء هاشم مناف
2008 / 12 / 5الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ان للحكمة الكلامية في استخراج حالة الوجود من خلال منطق فكري مسبق يقوم بفرز الصورة الوجودية عبر صيغ من المعاني مطلوب تحقيقها وعبر بديهية ،كانت قد حققت معارف مؤكدة وضرورات للاجراء الطبيعي لمنطق العقل في وحدة وجوده وهو يقترن باسباب برهانية ، يكون التسليم بها صيغة من صيغ التصوف الاسلامي .
وابو بكر "محمد بن عربي الطائي " ونسبة يرجع الى "قبيلة طي " ولد في مدينة مرسيلية في الاندلس في سنة "560 هـ / 1164 م" وتوفي في دمشق في سنة "638هـ / 1240" لقب "بمحي الدين " وبه "سلطان العارفين " تعبيرا عن منزلته الصوفية .
ان الوجود البرهاني ياتي من خلال ارتباط الضرورة المطلقة والمطابقة للحقيقة الصوفية العليا وهي الجمع بين الوحدة المطلقة للذات الالهية والعالم وعدم انفصالهما وهي الصيغ الوجودية التي تقود الى الفكر الصوفي .(1)
وكانت المواجهة الحادة بين اشكاليات والاتجاهات الفكرية التي اشرت الاتجاهين الرئيسيين ، الاتجاه العقلي عند ابن رشد بعد ان تخلص من النزعة الصوفية المسيطرة على الفكر ، والاتجاه الاخر هو الاتجاه الحدسي الصوفي الذي اعتمد الرؤيا الغيبية عند الصوفي ابن عربي والذي اتخذ المبدأ الوجودي ، بصيغته المشروطة من خلال الخصوصية العليا للحقيقة العليا، وهي وحدة الوجود عند ابن عربي وهو يدفع بكل الاشياء باتجاه قياسي و ضمن اطار طبيعي ، وقد تمثل هذا بافلاطون ، صاحب نظرية المثل وافلوطين صاحب العقل الكلي والمنهج الاشراقي عند
السهر وردي . والفكر المطلق عند هيجل والبرهان على هذه الصيغ ، فالاشياء الموجودة ، مرهونة بكائن ضروري ومطلق يحدد الصيغ البرهانية ، من خلال الكائنات الضرورية التي تضع التصورات لهذا الوجود ، هناك قوة تحدد الزمكان والحركة ، أي ان فهم ما يرى من الاستبدال والامكان بالاحتمال وهي اشارة الى ، الحالات الموضوعية والمنطق الخارجي .
والتجربة الصوفية جاءت من الوجود المطلق والضروري ، والتجربة الصوفية ، هي جميع نقيضين ، الوحدة المطلقة ، والاتصال المعرفي لذات الخالق في آن واحد ، فالقضية الصغرى تحتوي على الجميع من صيغ الخبرة الكبرى والاستنتاج الضروري والمهم من الخبرة بالصورة المطلقة ، فالبرهان يبدأ بالخبرة ، وبمعظلة التوحيد في اطار من المعظلة المعرفية في فهم الوجود
ـــــــــــــ
(1) دراسات في الخطاب الديني ، للكاتب نفسه ، دار الوئام 2003 ص86
وان موضوع الخبرة البرهانية يحدد مواضيع الخبرة ضمن منطق وجودي يبين الروح والعقل ، فمنطلق التوحيد الاطلاقي تتم معالجته باطار من الصوفية وهذا المنطق الذي صاغ وحدة الوجود من خلال منطق الهوية الوجودية المطلق .
فالتوحيد الاطلاقي يعد مسلمة رئيسية عند "ابن عربي" وهو الذي وضع فوارق بين الذات الالهية والاسماء التي تعبر عن هذه الذات، فالقضية تجلت في الانسان ، فالانسان اساس وجود هذا العالم وهي العملية التي تجلت في شخصه بالصيغة الاساسية للوجود الكوني والانسان وهو الابتداء بالشكل المعين للوجود وان الوجود الاعتباري لهذا العالم هو الغاية الاولى للوجود الالهي ، والانسان هو سبب وجود هذا العالم .
والمبدأ الرئيسي بصلة هذا العالم في لغة والتي تاكدت بالصورة المتجلية بالتعيين الضروري للكائن بواسطة المحمول وهو خلاصة جمع المحاميل المتعارضة والممكنة .
ولذلك يجب تعيينه بواسطة معناه العام في الوجود المتحرك، فالاطر اللاهوتية عند ابن عربي تختلف عن البنى القياسية للزمن الوجودي الازلي وهو وجه من وجوه الحقيقة والنظرة المعرفية والصورة الحملية لعملية التجلي هذه ، والانسان اشرها في النص الديني من خلال قناة المعتزلة التي فتوحها الرئيسية من صيغ الكلام اللالهي ، والعقل الانساني واللغة هما نتاجان ضروريان لهذا الكائن ، فجاء الكلام الالهي بلغة الانسان ، والفصاحة اللغوية في النص الالهي وهي صيغ بين الافكار التركيبية والابدال والاختيار للكلمات المحدودة والمعبرة عن اطارها وفي اطارها الزمكاني ، والمتحركة بين مجاميع كبيرة من الكلمات والاستخدام الدقيق في مجال السياقات الخاصة او المواقع ومجال السياقات العامة والمتطورة من مواقع الاعراب وضمن قوانين اللغة ، والكليات من خلال عملية الاحكام في الوجود العيني ، وان هذا الحكم والاثر يقع ضمن الموجودات اللاهوتية والغيبية ، وان منطق النتاجات الحسية هو تعبير عن منطق الكليات .
فاليقين ياتي من خلال المعاني العامة ذات الوحدة في عملية التذكير للكائن البشري ،وان المسالة الاساسية للفلسفة عند "ابن عربي" هي العلاقة الجدلية بين الكائن والوعي فهو في تقديره هو الانحياز لكي ياخذ جانبه المثالي، ولكن المؤشرات تؤكد ان فكر ابن عربي قلق ومضطرب ، من خلال تشتت آرائه ، والامور الكلية هي التي تؤشر الظاهرة من حيث صيغة الوحدات كما هي في الباطنية من حيث أطرها العقلية وهي التي تحدد الفصل بين الله وأسمائه الحسنى ، ولا زالت عند ابن عربي متعاليات من الحقول العقلة المطلقة ومن خلال تفكيك صيغة العلاقة بين الله والتجربة الانسانية المعرفية والتي حددت العلاقة بسياقاتها الصحيحة ، وكذلك تفكيك الذات والاسماء الحسنى والتاكيد على البنية الاجتماعية ، وعلينا ان لا نسقط البنية التاريخية او المرحلة التاريخية من عمليات التشكيل الرئيسية التي حدثت في المجتمعات الاسلامية ، من جانب اخر فان ابن رشد ليس هو الوحيد الذي خسر المعركة من خلال المنازلة مع الغزالي ، ولكن خسارة الواقع الاجتماعي العربي والاسلامي ايضا هو الذي اشر الكثير ، ولا زالت الهزيمة مستمرة للفكر العربي الاسلامي، فليس المعتزلة ولا الغزالي هما المسؤولان عن ، هذه الكارثة الاجتماعية والفكرية والسيكولوجبة فإن حركة التدهور والانكسار قد بدأت قبل هذه الفترة ، ولم يفعل هو الشيء ،المطلوب سوى ركوب الموجة المتاحة فكريا واجتماعيا وسياسيا، وكان الغزالي ياتمر بأمرة السلاجقة وهو خاضع لهم اما معاداة الاتجاهات الفلسفية ، والعقلانية العلمية فهي سابقة على الغزالي ، انها تعود الى فترة الاعتقاد القادري الذي افصح كما قال امام رؤوس الاشهاد وان الخليفة القادر اعلن الحرب على المعتزلة واستطاع ان ينجح في نهاية المطاف .
وان البرهان في طرح هذه القضية ، يتم من خلال الدراسة الدقيقة وتتحدد النتيجة ، من خلال البنية الاجتماعية ذات المنهج التاريخي وان المسلّمة الاساسية تؤكد ان الغزالي كان المنظّر الرئيسي للسلاجقة ، وكان اسلوبه سلسا وسهل لذلك اشتهر بين عموم الناس .
ان الحركة الانسانية العربية والاسلامية قد سبقت الحركات الاوروبية بستة او سبعة قرون على اقل تقدير الا انها اجهضت في القرن الثالث عشر .
والخلاصة في هذا الموضوع .. هو ان "ابن عربي" قد عالج المازق الصوفي من خلال مفهوم التوحيد في اطار صوفي لوحدة الوجود.
وان المشكلة النظرية في صياغة وحدة الوجود وفي اطار من البحث العلمي وما قصد اليه " ابن عربي" ... هو لب المشكلة في البحث العلمي ، فالمقصود هو التحديد لفهم المشكلة وفق المناهج العلمية وان ما حملته هذه الاقيسة وما نطقت به النصوص والتصورات فهي اشارات ذات ادلة عقلية مباشرة.
ان مسالة الوجود عند ابن عربي تتحدد في اطار الوجود والوحدة المطقة في التنزيه لتصورات لها علاقة ذات معالم لتصبح كيان نظري في اطار وحدتها المطلقة .
فالصورة الوجودية عند "ابن عربي" تزداد اطلاقا وتجريدا ومعان من خلال التوحيد في اطار المطلقات وهي قاعدة رئيسية عند "ابن عربي " وكما هو الحال في السابقة الصوفية وان الإيغال في الاطلاق والتجريد ، هي تصورات اولية في الحفاظ على تجريديتها والاحتفاظ بمكامنها التجريدية .
ان الاطلاق هو الاصرار على تكوين فكر اتصالي تجريدي عن عالم مسكون بالمتناقضات والعمق والاستحالة بين المطلق الذاتي وفي التعاليل والمعاليل ذات الاطراف في الاتصال، فالنظرية في احصاء المطلقات الاسمية هي تكوينات متعددة الابعاد ومتصفة بالوجود وهو الحق في وجود ومنطق الحكم المطلق فهو القبول والمقبول روحا بالنفخ وتحقيقا لصورة المساواة لقبول النقيض والتجلي في الحق الوجودي من خلال الصورة في الاشياء وعلى اساس التضمين والاستعداد لقبلية الروح المطلقة وفيه وقع وحصل التجلي في مرآة الانسان الجلية الصافية والقابلة والمعتقدة بالفيض الالهي ،فالصورة المطلقة هي الفيض في الروح كابتداء اولي مطلق من مطلقات الخلاصات ذات الدلالات التي تعالج منطق الحق الوجودي.
فالاشكال المطلقة هي وجود تجلي البشر ، فالوجود متداخل بين الذات والموضوع والحقيقة واحدة من حيث صلاتها بالعالم كوجود ومعقولات واسماء لصورة صافية وحقيقة للوجود الاعتباري بدرجة تظهر الرؤية المركبة ، والضرورية من خلال عالم له وجود قديم قدم الزمان .
فالمشروع التوحيدي " عند ابن عربي" مشروعا انسانيا يتسع لكل الاديان من خلال منطق اسلامي وسيادة سلطة النص الوجودي من خلال منطق تراثي اسلامي "فابن عربي" عمل على توحيد النصوص عبر جعل التراث الديني هو الحدود المرجعية لوحدة العقل العربي وان تثبيت هذه الالية الوجودية من خلال تطور الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للواقع الاسلامي وسيادة الاطر المعاصرة من خلال الانسان الوجود وتجلية في آدم ، ومحمد وهو المظهر في الوجود وهو الكامل في الروح الانسانية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز