الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا

ايت وكريم احماد بن الحسين
مدون ومراسل

(Ahmad Ait Ouakrim)

2008 / 12 / 3
المجتمع المدني


أه يا وطني الغالي من يستطيع أن يمسح دموعك الدموية المنهمرة كالوديان؟ حين يعم الفساد ويعجز القضاء بالنطق ويساير الأهواء في غياب أدنى شروط المراقبة من أجل ترسيخ ثقافة حقوقالإنسان في بلد لم يعرف بعد بأن العالم قد تغير وأصبح قرية صغيرة «وغير ديرها زينة راه توصل توصل».

حين تأسست هيئة الإنصاف والمصالحة استبشر العدد الكثير من المغاربة وخاصة ضحايا سنوات الجمر والرصاص خيرا من ورائها، لكن تسير الرياح بما لا تشتهي السفن. حتى المقبور بن زكري الذي قضى حوالي عقدين في الأسر وتذوق من الجبروت والطغيان ما لا يمكن للإنسان تصوره خان إخوانه وأخواته المناضلات الحقوقيات في الدفع بحقوق الإنسان إلى الأمام، وجعل من هيئة الإنصاف والمصالحة مجرد آلة لتخدير البعض وتسويف البعض الأخر.

ومارس القمع الذي كان يدافع عن منعه في حق إخوانه وأخواته. «من الخيمة خرج مايل»، أما أحمد حرزني فقد أصبح موضوع الشفقة من طرف الحقوقيين في الداخل والخارج حين أراد حرمان الشعب المغربي من الإطلاع على الشهادات التي دونت عن ضحايا فترت الجمر والرصاص، وتحمسه الزائد عن اللزوم في مقاضاة الجريدة التي أرادت أن تشارك قراءها بقراء تاريخ مغاربة عهد الجمر والرصاص. وربما لأنها بترت منها أجزاء وتغيرت فيها الآهات التي يصرخ بها الضحايا. وأراد أن يخفيها عنهم حتى يتم دفن كل الضحايا لتتاح للجيل التالي، الذي سيكتشف أن ما حكي عن عهد الجمر والرصاص من طرف الجمعيات الحقوقية الغير حكومية مبالغ فيه، لتكسير شوكة هاته الجمعيات في المستقبل ومواجهتها بتلك الشهادات المبتورة. ما قيمة البوح بالمعانات وطرق التنكيل والتعذيب مادام منع ذكر أسماء الجلادون شرطا أساسيا لجلسات الاعتراف والبوح؟ ما الدافع أصلا إلى عقد تلك الجلسات مادام الضحية سيتكلم عن المجهول رغم أن الضحية يعلم علم اليقين اسم جلاده الفاشي النازي الصهيوني؟؟؟ لا عليكم سأجيبكم بكل بساطة: لا يمكن ذكر أسماء الجلادون لأن الدولة مازالت في حاجة ماسة إلى خدماتهم الخسيسة التي يقدمونها للدولة. وبما أن الدولة تكافئ خدامها الأوفياء كما قال وزير الأوقاف المغربي فلا بد من مكافئة كل جلاد في هذا الوطن على خدماته التي قدمها إليها في تلك السنوات المسماة سنوات الجمر والرصاص. لأن ليس من السهل تكسير شوكة الشرفاء في هذه البلاد الغالية، إلا بعد جهد جهيد ونفس طويلة جدا، لأن 58 سنة غير كافية لترويض أسود الأطلس، رغم الاغتيالات والسجون ومجهولين المصير وتكميم الأفواه، فإن أسود الأطلس سيبقون دائما وأبدا مرفوعين الرأس لأنهم أصحاب الأنفة والكرامة، لأن الحياة لديهم بلا كرامة أسوء من الموت بلايين المرات.

أه يا عاهل المملكة، أه يا أمير المؤمنين، أه يا عاهل دولة الحق والقانون، أه يا عاهل الفقراء والمظلومين، إننا لا نريد أن نقرأ في جريدة من الجرائد الوطنية أو الأجنبية مقالا ما يحكي عن فترة حكمكم كما يحكا على فترة الجمر والرصاص و تنهل عليكم النعوت التي لا تليق بالملوك، وخاصة بسلالة الرسول (صلعم). فقط لأننا نحبك ومازال لدينا أمل في التغيير الذي سمعنا عنه مند أول هذا العقد وقد مرت اليوم ما يناهز 9 سنوات من فترة حكمكم. حتى لا يقول البعض بان عاهل المملكة ديكتاتور. حتى لا يقول البعض بأن عاهل المملكة يحكم بالغضب فقط. حتى لا يقول البعض أن آلة الفساد أقوى من عاهل المملكة. حتى لا يقول البعض أن خطابات عاهل المملكة مجرد شعارات استهلاكية موسمية. حتى لا يقول البعض أن عاهل المملكة لا يهمه مصير الدكاترة ونخبة المجتمع الذين صرفت عليهم الدولة أموال جمعت من دم جوف أغلبية المغاربة.

حتى لا يقول البعض أن الملك يعلم الشعب المغربي التبعية والثقة العمياء، في الأعيان الذين يفرضون أنفسهم على الشعب كبرلمانيين بالمال الحرام، وبمال الدعارة والمخدرات. حتى لا يقول البعض أن فترة ما يسمى بالعهد الجديد ليس إلا امتدادا لفترة الجمر والرصاص. حتى لا يقول البعض أن عاهل المملكة أطرش على شعبه وفريد من نوعه. حتى لا يقول البعض أن عاهل المملكة يصافح بعض البرلمانيين وخاصة منهم «القوادة، أباطرة المخدرات، النصابون....» حتى لا يقول البعض أن عاهل المملكة........!!!!!. وما أكثر حتى وحتى ......... فقط غيرتنا على نظامنا وحبنا للعاهل يجعلنا اليوم نصرخ بإعلاء صوتنا ليسمعه من يهمه الأمر، ونثير انتباه كل الغيورين في هذه البلاد الغالية.

للوقوف وقفة رجل واحد من أجل سمعة البلاد والعباد. لأنه من أنفه العار أن يُعَرٌفَ أي مغربي بأنه ليس إلا قوادا في دول الخليج، ومن أنفة العار أن تهضم حقوق المغربي في الجزائر الشقيقة، ومن أنفة العار أن يطرد المغربي من تونس بلا حقوق وحين يحتج على تلك التصرفات يجد الجواب من شرطة بن علي «حتى تلقاء الحقوق في بلاد عاد سول عليها في تونس الخضراء». وسفارات وقنصليات مملكتنا لا تحرك ساكنا إتجاه الدول التي تحتقر أبناء هذا البلد، وكأني بقنصليات المملكة ليس من مهمتها إلا جمع أموال البطاقات والطوابع الرسمية المضاعفة. ومن أنفة العار أن تنشر الجرائد الغربية بأن الفلسطينيين يناشدون الحكومة المغربية، بأن تعمل على إيقاف الوفود النسائية التي تمارس الدعارة من السفر إلى الأرض المحتلة. وفي الأخير وليس أخيرا متى ستفتح الملفات الحقيقية من أجل السمو بكرامة المغربي والمغربية داخل وخارج الوطن. الابن البار رغم الجور، الطغيان ولإقصاء منذ الزمن الأغب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر


.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س




.. المثلية الجنسية ما زالت من التابوهات في كرة القدم الألمانية