الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة إغتيال عقولنا على من تقع ؟؟ الراوي أم المروية أم المردد ؟؟؟ ج (2)

محمد عابدين

2008 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إستكمالا ً لمقالنا السابق عن

جريمة إغتيال عقولنا على من تقع ؟؟ الراوي أم المروية أم المردد ؟؟؟
ج ((2))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تكلمنا عن بعض التفسيرات التي َتحيرَ العقل الواعي في إستيعابها لمُخالفتها الواقع .. وأظهرنا دهشتنا من إصرار البعض على تأجيج فكرة التمسك بها حتى ولو َخالفت الحقيقة وَجانبها الصواب وأنكرتها الحقائق العلمية .

وتعجبنا من أن بعضهم لا َيرى شيئا غير طبيعي في إغتيال العقول
لدرجة إنك تجد
من منهم يرى أن كشف السلبيات وتعرية الأخطاء طعنً في الدين وإضعافا ً للأمة ، وهز لإستقرارها في مناخ عالمي معادي .
ولم يراجع نفسه ويقول .. ما المانع في تنقيح تراثنا !!

ورمزنا لذلك ببعض التفسيرات غير المنطقية وحسب المفهوم البشري آنذاك ، لآيات الله عز وجل ..
ونلتمس لهم العذر للعديد من الأسباب ومن أهمها الفكر الجاهلي المسيطرعلى العقول ، و البيئة ، والمناخ ، و.. و ..
ونحمد لهم إجتهادهم حول تفسير كلام الله حسب مفاهيم عصرهم ، ولكن المطلوب تعديل فهمهم عند أولادنا ليتوافق وعصرهم .
بما إكتسبنا من معرفة َمن الله بها علينا .. لتواكب تفسيرتنا وأقاويلنا تعاليم العصر والمدنية المتحضرة .. التي أخذت علينا أكثر مما أخذت منا ..

وهنا في هذا المقال سنأخذ منحى آخر .. ألا وهو إختلاف أهل السلف في مفاهيمهم لآيات كتاب الله وهم أقرب منا لصاحب الرسالة زمنا ً وعشرة ً .. وإذا كانوا وسبق أن إختلفوا وهم من هم .. فما بالك اليوم بمن يملك أسماع وعيون وأحاسيس وفكر البشر تحت يده .. وقلمه .. ولسانه عبر وسائل الإعلام ليبث عليهم عبر العنعنات ما لا يعقله عقل ولا عاقل .. كالتداوي ببول الجمل .. وكلامه مشمول بأحاديث يؤكد لنا صحتها و العديد والعديد مما شابه .. والغريب في الأمر إنه يتوعدنا إن لم نستجب له ولكلامه
مرددا ً دائما ً على مسامعنا :
وَحَمَلَة الْقُرْآن هُمْ الْمَحْفُوفُونَ بِحُرْمَةِ اللَّه الْمُلْبَسُونَ نُور اللَّه الْمُعَلَّمُونَ كَلَام اللَّه مَنْ وَالَاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّه وَمَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّه , يَقُول اللَّه تَعَالَى : يَا حَمَلَة الْقُرْآن اِسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ بِتَوْقِيرِ كِتَابه يَزِدْكُمْ حُبًّا وَيُحَبِّبْكُمْ إِلَى عِبَادِهِ يُدْفَع عَنْ مُسْتَمِع الْقُرْآن بَلْوَى الدُّنْيَا وَيُدْفَع عَنْ تَالِي الْقُرْآن بَلْوَى الْآخِرَة وَمَنْ اِسْتَمَعَ آيَة مِنْ كِتَاب اللَّه كَانَ لَهُ أَفْضَل مِمَّا تَحْت الْعَرْش إِلَى التُّخُوم .
وأتساءل أيوجد كلام آخر لله عز وجل لم ينزل علينا .. ونزل عليهم فقط ؟؟ !!
أليس كلام الله عز وجل هو القرآن .. فأين ما سبق من كلام الله في كتابه
وفي أي سورة نزلت ليقولوا : يقول الله تعالى
أم هي وردت لوضعنا تحت رقابة ، ولمصادرة عقولنا ، ولإقامة الوصاية علينا
ما دام علقنا قاصرا ً في نظرهم !!!!!
فكيف لنا أن نحدد سبلنا .. وهم سبق وأن حددوه من قبل ؟؟
ولا نستطيع الحياد عنه ..
والحيرة إنك تجد نفسك في وسط هذا الكم من الإختلافات لا تقوى على تحديد أيا ً من الصحيح الواجب إتباعه من عدمه ، ولابد من كل بد أن تعتمد في نفسك إجابتهم هم ، وهم فقط وليس غيرهم !!!!
ومن أين لنا بمعارضتهم وهم المحفوفون بحرمة الله عز وجل
من وَالاهم وَالى الله ومن َعادهم َعاد الله ؟؟
أية قدسية تلك التي لبسوها وفرضوها علينا ؟؟

ولكن ..
سنعارضهم .. مستعينين بكلامهم وبما لدينا ولديهم من أمهات كتب التفاسير وليس من خلال كتب فرعية وأفرعها وما إنبثق منها .
وأتساءل :
إذا كان هناك إختلاف في الفكر والمفهوم لأصحاب الرأي الذين عاصروا أقرب العهود لعهد الرسالة نتج عنه رأي متضارب بأمهات الكتب حول معني من معاني أهم الكلام في حياة المسلم وهو كلام الله .. فمن أين له أن يستوعب الغرض من مضمون الكلام ، وأيهما يستوجب إتباعه ؟؟ .
فما بالنا والكتب المنبثقة منها وتأثير النواحي الإجتماعية والسياسية والإقتصادية في الفكر الغالب بين طياتها آبان تحريرها وتحقيقها .. وتأثير كل ذلك على الوعي البشري لدينا كأمة تقدس كل ما في تراثها .

ومما يؤكد حرصنا على إنتقاء ما يوازن العقل البشري مع ردود أفعاله
تتبعنا لمثل هذه المرويات والإختلافات ، وإظهارها لعل وعسى نستوعب ديننا بعقولنا وليس بعقول غيرنا .
سنأخذ مثال بسيط في تفسير الآية الأولى من سورة ( يس)
ونقتطع أجزاء من كتب التفاسير حرصا ً على وقت القارئ وعدم الإطالة
ونأتي بها للتدليل والبرهان

ففي
تفسير إبن كثير

نجد .. بعض ما إختلفوا في تأويله حول مفهوم كلمة (( يس ))
سُورَة يس : قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَة وَسُفْيَان بْن وَكِيع حَدَّثَنَا حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوَاسِيّ عَنْ الْحَسَن بْن صَالِح عَنْ هَارُون أَبِي مُحَمَّد عَنْ مُقَاتِل بْن حَيَّان عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ لِكُلِّ شَيْء قَلْبًا وَقَلْب الْقُرْآن يس وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللَّه لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَة الْقُرْآن عَشْر مَرَّات "
ثُمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ حَدِيث حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَهَارُون أَبُو مُحَمَّد شَيْخ مَجْهُول
إذا ً لماذا ُيذكر للناس رغم غرابته ، وتغريبه ، وتجهيل القائل به ؟؟؟

َرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَعِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَالْحَسَن وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ أَنَّ يس بِمَعْنَى يَا إِنْسَان وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر هُوَ كَذَلِكَ فِي لُغَة الْحَبَشَة وَقَالَ مَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم هُوَ اِسْم مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى

وفي
تفسير الجلالين
سُورَة يس [ مَكِّيَّة إلَّا آيَة 45 فَمَدَنِيَّة وَآيَاتهَا 83 ] "نَزَلَتْ بَعْد سُورَة الْجِنّ"
"يس" اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِهِ
وفي
تفسير القرطبي

يس
وَهِيَ مَكِّيَّة بِإِجْمَاعٍ . وَهِيَ ثَلَاث وَثَمَانُونَ آيَة ; إِلَّا أَنَّ فِرْقَة قَالَتْ : إِنَّ قَوْله تَعَالَى " وَنَكْتُب مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ " [ يس : 12 ] نَزَلَتْ فِي بَنِي سَلِمَةَ مِنْ الْأَنْصَار حِين أَرَادُوا أَنْ يَتْرُكُوا دِيَارَهُمْ
فهل هي مكية بالإجماع أم مدنية بإختلاف الآراء أم جزء منها مكي والأخر مدني ؟؟
ولما الحيرة !!
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أَنَس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ لِكُلِّ شَيْء قَلْبًا وَقَلْب الْقُرْآن يس وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللَّه لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَة الْقُرْآن عَشْر مَرَّات ) قَالَ : هَذَا حَدِيث غَرِيب , وَفِي إِسْنَاده هَارُون أَبُو مُحَمَّد شَيْخ مَجْهُول ; وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق , وَلَا يَصِحّ حَدِيث أَبِي بَكْر مِنْ قِبَل إِسْنَاده , وَإِسْنَاده ضَعِيف
فهل نعتمد على ما هو ضعيف الإسناد في تفسيرنا لكلام الله عز وجل ؟؟
وَقَالَ شَهْر بْن حَوْشَب : يَقْرَأ أَهْل الْجَنَّة " طه " و " يس " فَقَطْ
سؤال إعتراضى
حتى لا نفقد تسلسل الحوار :
هل خالطهم ليعرف بقرائتهم ؟؟ وماذا يقرأون ؟؟
ولماذا أنكر باقي القرآن ذو الثلاثين جزء وحدد سورتي " طه " ،
" يس " ليس إلا ؟؟
وألزم بتفقيطهم دونا ً عن الباقي من كتاب الله عز وجل بذكره
" فقط " !!


فِي كِتَاب اللَّه لَسُورَةً تُدْعَى الْعَزِيزَة وَيُدْعَى صَاحِبهَا الشَّرِيف يَوْم الْقِيَامَة تَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا فِي أَكْثَر مِنْ رَبِيعَة وَمُضَر وَهِيَ سُورَة ( يس ) .
تابع السؤال الإعتراضي :
وما أدراه بإسمها ومن أين أتى به ؟؟ ومن هو صاحبها ؟؟ أله عند الله عز وجل غير ما كان لرسوله ليعلم أكثر منه ؟؟
وما أدراه عن كنهها تشفع أم لا " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " فمتى علم بإذن الله تعالى لهذه السورة بالسماح لها بالشفاعة ؟؟ !!
وهل علم بذلك دونا ً عن رسول الله التي ُأوحيت إليه ؟؟

فِي " يس " أَوْجُه مِنْ الْقِرَاءَات : قَرَأَ أَهْل الْمَدِينَة وَالْكِسَائِيّ " يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ " بِإِدْغَامِ النُّون فِي الْوَاو . وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَالْأَعْمَش وَحَمْزَة " يَسِنْ " بِإِظْهَارِ النُّون . وَقَرَأَ عِيسَى بْن عُمَر " يَسِنَ " بِنَصْبِ النُّون . وَقَرَأَ اِبْن عَبَّاس وَابْن أَبِي إِسْحَاق وَنَصْر بْن عَاصِم " يَسِنِ " بِالْكَسْرِ . وَقَرَأَ هَارُون الْأَعْوَر وَمُحَمَّد بْن السَّمَيْقَع " يَسِنُ " بِضَمِّ النُّون ; فَهَذِهِ خَمْس قِرَاءَات . الْقِرَاءَة الْأُولَى بِالْإِدْغَامِ عَلَى مَا يَجِب فِي الْعَرَبِيَّة ; لِأَنَّ النُّون تُدْغَم فِي الْوَاو . وَمَنْ بَيَّنَ قَالَ : سَبِيل حُرُوف الْهِجَاء أَنْ يُوقَف عَلَيْهَا , وَإِنَّمَا يَكُون الْإِدْغَام فِي الْإِدْرَاج . وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ النَّصْب وَجَعَلَهُ مِنْ جِهَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا أَنْ يَكُون مَفْعُولًا وَلَا يَصْرِفُهُ ; لِأَنَّهُ عِنْدَهُ اِسْم أَعْجَمِيّ بِمَنْزِلَةِ هَابِيل , وَالتَّقْدِير اُذْكُرْ يَسِينَ . وَجَعَلَهُ سِيبَوَيْهِ اِسْمًا لِلسُّورَةِ . وَقَوْلُهُ الْآخَر أَنْ يَكُون مَبْنِيًّا عَلَى الْفَتْح مِثْل كَيْف وَأَيْنَ . وَأَمَّا الْكَسْر فَزَعَمَ الْفَرَّاء أَنَّهُ مُشَبَّهٌ بِقَوْلِ الْعَرَب جَيْرِ لَا أَفْعَل , فَعَلَى هَذَا يَكُون " يَسِنِ " قَسَمًا . وَقَالَهُ اِبْن عَبَّاس . وَقِيلَ : مُشَبَّه بِأَمْسِ وَحَذَامِ وَهَؤُلَاءِ وَرَقَاشِ . وَأَمَّا الضَّمّ فَمُشَبَّهٌ بِمُنْذُ وَحَيْثُ وَقَطُّ , وَبِالْمُنَادَى الْمُفْرَد إِذَا قُلْت يَا رَجُل , لِمَنْ يَقِف عَلَيْهِ . قَالَ اِبْن السَّمَيْقَع وَهَارُون : وَقَدْ جَاءَ فِي تَفْسِيرهَا يَا رَجُلُ فَالْأَوْلَى بِهَا الضَّمّ . قَالَ اِبْن الْأَنْبَارِيّ " " يس " وَقْف حَسَن لِمَنْ قَالَ هُوَ اِفْتِتَاح لِلسُّورَةِ . وَمَنْ قَالَ : مَعْنَى " يس " يَا رَجُل لَمْ يَقِف عَلَيْهِ . وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَغَيْرهمَا أَنَّ مَعْنَاهُ يَا إِنْسَان , وَقَالُوا فِي قَوْله تَعَالَى : " سَلَام عَلَى آل يَاسِين " [ الصَّافَّات : 130 ] أَيْ عَلَى آل مُحَمَّد . وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر : هُوَ اِسْم مِنْ أَسْمَاء مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; وَدَلِيله " إِنَّك لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ " . قَالَ السَّيِّد الْحِمْيَرِيّ : يَا نَفْسُ لَا تَمْحَضِي بِالنُّصْحِ جَاهِدَةً عَلَى الْمَوَدَّةِ إِلَّا آلَ يَاسِين وَقَالَ أَبُو بَكْر الْوَرَّاق : مَعْنَاهُ يَا سَيِّد الْبَشَر . وَقِيلَ : إِنَّهُ اِسْم مِنْ أَسْمَاء اللَّه ; قَالَ مَالِك . رَوَى عَنْهُ أَشْهَب قَالَ : سَأَلْته هَلْ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَسَمَّى بِيَاسِين ؟ قَالَ : مَا أَرَاهُ يَنْبَغِي لِقَوْلِ اللَّه : " يس وَالْقُرْآن الْحَكِيم " يَقُول هَذَا اِسْمِي يس . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ هَذَا كَلَام بَدِيع , وَذَلِكَ أَنَّ الْعَبْد يَجُوز لَهُ أَنْ يَتَسَمَّى بِاسْمِ الرَّبّ إِذَا كَانَ فِيهِ مَعْنًى مِنْهُ ; كَقَوْلِهِ : عَالِم وَقَادِر وَمُرِيد وَمُتَكَلِّم . وَإِنَّمَا مَنَعَ مَالِك مِنْ التَّسْمِيَةِ بِـ " يَسِينَ " ; لِأَنَّهُ اِسْم مِنْ أَسْمَاء اللَّه لَا يُدْرَى مَعْنَاهُ ; فَرُبَّمَا كَانَ مَعْنَاهُ يَنْفَرِد بِهِ الرَّبّ فَلَا يَجُوز أَنْ يُقْدِمَ عَلَيْهِ الْعَبْد . فَإِنْ قِيلَ فَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : " سَلَام عَلَى آل يَاسِين " [ الصَّافَّات : 130 ] قُلْنَا : ذَلِكَ مَكْتُوب بِهِجَاءٍ فَتَجُوز التَّسْمِيَة بِهِ

وَقَدْ سَرَدَ الْقَاضِي عِيَاض أَقْوَال الْمُفَسِّرِينَ فِي مَعْنَى " يس " فَحَكَى أَبُو مُحَمَّد مَكِّيّ أَنَّهُ رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لِي عِنْد رَبِّي عَشَرَة أَسْمَاء ) ذَكَرَ أَنَّ مِنْهَا طه وَيس اِسْمَانِ لَهُ . قُلْت : وَذَكَرَ الْمَاوَرْدِيّ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( إِنَّ اللَّه تَعَالَى أَسْمَانِي فِي الْقُرْآن سَبْعَة أَسْمَاء مُحَمَّد وَأَحْمَد وَطه وَيس وَالْمُزَّمِّل وَالْمُدَّثِّر وَعَبْد اللَّه ) قَالَهُ الْقَاضِي . وَحَكَى أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ عَنْ جَعْفَر الصَّادِق أَنَّهُ أَرَادَ يَا سَيِّد , مُخَاطَبَة لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ اِبْن عَبَّاس : " يس " يَا إِنْسَان أَرَادَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ : هُوَ قَسَم وَهُوَ مِنْ أَسْمَاء اللَّه سُبْحَانَهُ . وَقَالَ الزَّجَّاج : قِيلَ مَعْنَاهُ يَا مُحَمَّد وَقِيلَ يَا رَجُل وَقِيلَ يَا إِنْسَان . وَعَنْ اِبْن الْحَنَفِيَّة : " يس " يَا مُحَمَّد . وَعَنْ كَعْب : " يس " قَسَم أَقْسَمَ اللَّه بِهِ قَبْل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاء وَالْأَرْض بِأَلْفَيْ عَام قَالَ يَا مُحَمَّد : " إِنَّك لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ " ثُمَّ قَالَ : " وَالْقُرْآن الْحَكِيم " . فَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُ مِنْ أَسْمَائِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَصَحَّ فِيهِ أَنَّهُ قَسَم كَانَ فِيهِ مِنْ التَّعْظِيم مَا تَقَدَّمَ , وَيُؤَكِّد فِيهِ الْقَسَمَ عَطْف الْقَسَم الْآخَر عَلَيْهِ . وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى النِّدَاء فَقَدْ جَاءَ قَسَم آخَر بَعْده لِتَحْقِيقِ رِسَالَته وَالشَّهَادَة بِهِدَايَتِهِ .
وفي
تفسير الطبري

يس
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يس } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل قَوْله : { يس } فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ قَسَم أَقْسَمَ اللَّه بِهِ , وَهُوَ مِنْ أَسْمَاء اللَّه . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 22220 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ لَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { يس } قَالَ : فَإِنَّهُ قَسَم أَقْسَمَهُ اللَّه , وَهُوَ مِنْ أَسْمَاء اللَّه وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَاهُ : يَا رَجُل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 22221 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا أَبُو تُمَيْلة , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن بْن وَاقِد , عَنْ يَزِيد , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله { يس } قَالَ : يَا إِنْسَان , بِالْحَبَشِيَّةِ 22222 - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ شَرْقِيّ , قَالَ : سَمِعْت عِكْرِمَة يَقُول : تَفْسِير { يس } : يَا إِنْسَان وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ مِفْتَاح كَلَام اِفْتَتَحَ اللَّه بِهِ كَلَامه . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 22223 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثنا مُؤَمِّل , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : { يس } مِفْتَاح كَلَام , اِفْتَتَحَ اللَّه بِهِ كَلَامه وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُوَ اِسْم مِنْ أَسْمَاء الْقُرْآن . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 22224 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { يس } قَالَ : كُلّ هِجَاء فِي الْقُرْآن اِسْم مِنْ أَسْمَاء الْقُرْآن قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَقَدْ بَيَّنَّا الْقَوْل فِيمَا مَضَى فِي نَظَائِر ذَلِكَ مِنْ حُرُوف الْهِجَاء بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته وَتَكْرِيره فِي هَذَا الْمَوْضِع.
إختلفت المفاهيم وتعددت الروايات ولم نخرج منها سوى بأننا لم نستطع التحقق من معرفة المطلوب الإلهى منا والغرض من التسمية ( هل هي قسم إلاهي – أم إسم ذات لله – أم إسم لرسوله – أم إسم لسورة من سور القرآن – أم إسم صفة بشرية أم كلمة إفتتاح .. فهل أنزل الله عز وجل ديانة للعالمين تكون غامضة عليهم ويستعصى فهمها إلا على من إستثناه منا بالفهم ؟؟
هذا جزء من كل ..
فما بالنا وباقي تفسيرات ومفاهيم آيات كتاب الله .. وما بالنا بالحديث وعلومه وما فيه من إختلافات الرواية والإسناد والتصنيف
وما بالنا من الأحكام الشرعية وأصول الفقه
وما إختلفوا فيه وحوله
وهنا نقول لمن تجمدت عقولهم وجحدت قلوبهم بأن رسالة الإسلام لم تكن موضوعية محددة يختص بها جيل من الناس دون جيل ، ولا مكان دون مكان ولا زمان دون زمان ولا بسبب دون سبب وإلا لكانت سقطت أحكامها بزوال السبب ، أو المكان أو إنتهاء الزمن .. بل هي رسالة سماوية عامة للناس أجمع أرسلت للناس عامة .. إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
وبما أن المجتمع الإسلامي يمر بمرحلة إنتقال غريبة لا يدركها إلا الواعون تؤدي للوصول لمرحلة الحياة العصرية ، فيجب علينا أن نتساءل حول :
كيف سنواجهها بموروثاتنا وتقاليدنا الفريدة وإختلافات أهل السلف فيما روي عنهم ؟؟ !!
فلا بد أن نساهم بوعي فيما تستهدف له حياتنا من تغير وتغيير لنحقق إتصال سلمي مع الآخر ولنبتعد عن نمو ماضينا في حاضرنا ، ولنتمسك به كتاريخ وأصل ليس إلا ، فالتاريخ في أساسه ماهو إلآ النشاط الإنساني متأثرا ً بقوى غير شخصية ، وبالتالي فليس كله يصلح ليكون أسس حياه للحاضر والمستقبل لما يوجد من إختلاف في العديد من النواحي التي واكبت ظروف الماضى ، وتختلف عن ما هو قائم وآت ..
ولنا لقاء آخر بإذن الله
محمد عابدين










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا