الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعا عن الدكتورة وفاء سلطان

شامل عبد العزيز

2008 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ أن ظهرت الدكتورة وفاء سلطان على قناة الجزيرة ولاول مرة عام 2005 ولحد الان فان ماقيل عنها ليس بالشيء الهين سواءا من المعارضين او المؤيدين.
لقد أخذت الدكتورة حيزا كبيرا في المواقع التي تكتب فيها وفي المقابلات التي تُجريها قل نظيره. وللدكتورة من المؤيدين والمعارضين اعداد هائلة وهذا مانلاحظه ونسمع به ونقراءه مع العلم ان موقع الدكتورة من اكثر المواقع التي يتم زيارتها واكيد ان بريدها الالكتروني في كل يوم فيه اعداد لاتحصى من الرسائل . هذا مويد لها وهذا معارض واخر يسب ويشتم واخرون يوافقون على الطرح الذي تطرحه.
مهما تحمل الدكتورة من افكار ومهما تطرح من اراء آليس من الاصول العلمية بالنسبة للمعارضين والمخالفين الذين يتبنون افكارا ضدها ان يلتزموا بالجانب الادبي والعلمي في الرد عليها. ماهي فائدة الشتائم وبماذا سوف نستفيد من القذف وماهي محصلة عبارلت الاستهجان والصاق التهم التي يتم وصف وفاء سلطان بها؟
هل حقق المعارضون شي من ذلك؟ هل قابلوا الفكرة بالفكرة؟ هل استطاعوا ان يصلوا الى اجوبة مقنعة من خلال الردود الكثيرة عليها وهل اقتنع احد بذلك؟
الملاحظ هو العكس. فلقد نالت وفاء سلطان شهرة فائقة وعلى كافة المستويات وفي كافة المجالات وكان الاحرى بالمعارضين ان يسلكوا طريقا اخرا في الرد عليها اذا كانوا يحملون افكارا مقنعة يقتنع بها من يشاهد ويقرأ ولكن الذي يحصل دائما هو العكس فالسحر ينقلب على الساحر ويرتد عليه بينما تمضي وفاء سلطانفي طريقها وتكتب الافكار التي تؤمن بها.
ان المتابعين للدكتورة من المعارضين والمؤيدين لم نجد اي كاتب اخر يمتلك نفس الاعداد التي تمتلكها وفاء سلطان وهذا اكبر دليل سواءا من المخالفين او المؤيدين على قوة الطرح التي تطرحه والذي يؤثر تاثيرا مباشرا على كل من يقرا لها او يستمع اليها. لقد ملئت الدنيا وشغلت رجال الدين واهل الفتوى والعلماء المسلمين ولكنهم لم يستطيعوا مجاراتها باي حال من الاحوال.
ان الردود الكثيرة على وفاء سلطان من قبل العوام الذين لايفقهون شيئا والذين تاخذهم الحمية والتي تسكن بعد حين سوف لن نلتفت اليها لانها ملئية بالعبارات التي تخرج عن الذوق العام وهي ليست ذات قيمة ولكن الذي يجب ان نلتفت اليه هو الردود التي تصدر من الذين يسمونهم العلماء ابتداءا من القرضاوي وانتهاءا بكل الذين كتبوا عنها او حاورتهم في القنوات الفضائية او من المهتمين والاختصاصيين والاكاديميين الذين يحملون افكارا معارضة ويعتبرون انفسهم انهم يدافعون عن الاسلام.
ان النقد العلمي الصحيح إنما يقوم على قرع الحجة بالحجة ودفع الدليل بالدليل وان يكون ذلك في اسلوب عف وعبارة مهذبة اما ماعدا ذلك فانه يعتبر هراء وهذيانا يرتد على صاحبه بالمقت ويُرمى من اجله بالجهل والسفاهة والغباء.
لنفترض ان وفاء سلطان ليس لها دين معين أو انها نصرانية كما يصفونها وانها تتقمص شخصية اخرى وان هذا ليس اسمها او انها يهودية كما يقولون او. او. او.
آليس باب الرد عليها من قبل المسلمين يجب ان يكون مطابقا لما جاء في القران في مثل هكذا حالات وعليهم ان يلتزموا بنصوص القران حتى يُثبتوا انهم مسلمين بحق؟
اين المجادلة بالحسنى؟ اين المجادلة بالحق؟ اين الالتزام بالاداب والنهي عن الفُحش في الكلام؟ لماذا هي يهودية صليبية؟ هل لانها أخذت النصوص الواردة في كتب المسلمين وعرضتها على الواقع لكي تشاهد ماهو مدى انطباق هذه النصوص في حياتنا المعاصرة؟ لقد تبنت وفاء سلطان اراءها من خلال قراءتها لكل كتب التراث لدينا.
هل جاءت وفاء سلطان بالنصوص من عندها؟ هل هي الوحيدة التي تتبنى مثل هذه الافكار؟لماذا كل راي مخالف لنا يعتبر صاحبه من الامريكان واليهود والنصارى واعداء الاسلام؟ لماذا لانقارع الحجة بالحجة؟
هل نحن نخاف على ديننا من وفاء ؟ آلا يومن المسلمين بان الدين باق؟ الايومنون ان القران لاياتيه الباطل؟ فلماذا الخوف؟
لماذا لاتتم المحاججة معها على ضوء النقاط الواردة اعلاه ؟ ماهي الفائدة ان تقوم الدنيا ولاتقعد عندما يحاول شخص التقرب فيما يسمى الخطوط الحمراء في الدين؟
آليس الدين متين فلماذا يخاف المسلمين؟
ماذا فعلنا عندما شاهدنا الرسوم المسيئة للرسول؟ ماذا اصدرنا عندما اخرجوا فيلما عن حياة النبي ؟
حرقنا الاعلام واعلنا مقاطعة البضائع التي نعيش عليها وهاجمنا السفارات وقتلنا المخرجين؟
هل هذا هو الحل؟ هل هذا هو الدفاع عن الاسلام؟ هل هذا هو السبيل لنشر الاسلام؟ هل هذه الافعال هي الصورة الجميلة عن الاسلام؟
في كل يوم نزداد انحطاطا وكل ذلك بسبب الهمجية والجهل الذي يغلب على تصرفاتنا دون رؤية واضحة ودون رأي محدد ودون فكرة سديدة. عواطف وتشنجات وكلام فارغ لايقدم ولايؤخر.
من يريد ان يباري الاخرين عليه ان يمتلك نفس الادوات ويتبع نفس الاساليب في سبيل وصول فكرته الى مبتغاها اما القصائد الفاضحة والكلام المسيء للذوق العام مع العلم انه حرام عند المسلمين الا انهم يتناقضون دائما دون ان يشعروا. سوف تضاف هذه الافعال الى افعالنا الاخرى المخزية التي اوصلتنا الى اسفل القاع. هذه الافعال سوف تدخل في جعبة الاسلام دون ان يلاحظ ذلك احدا من المسلمين.
من يريد ان يقارع وفاء سلطان وكل من يتخذ نفس المنهج الذي تنتهجه عليه ان يكون كفوءا وبنفس درجة المخالف ان لم يكن اكثر وان يمتلك عقلا متفتحا واسلوب رزين وان تكون له حجة مضادة تُبين له الطريق حتى يستطيع ان يقف ندا لها ولكل اتباعها.
اما غير ذلك فانه كلام في الهواء. فهل سوف نجد من يستطيع ان يفعل ذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال