الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحقيق / ردود أفعال غاضبة .....على ( الموبايل ) من قبل إدارات المدارس

إبتهال بليبل

2008 / 12 / 7
التربية والتعليم والبحث العلمي


( القنوات الفضائية الغير بنائه ساهمت في تدمير الثقافة الاجتماعية)

لا تعدو قضية الهاتف النقال ( الموبايل ) التي شغلت إدارات المدارس مؤخراً ، سوى واحدة من إلاسقاطات لتلك الموجة العصرية التي ضربت العالم وغزت فضاءه ، وعلى الرغم من الضرورة الملحة في عدم الاستغناء عنه ، ألا أن المجتمع بدأ يتقىء من نتائجهُ السلبية ، باعتباره حدثاً خادشاً لبعض الآسر وملوثاً لرداء التحفظ ودخيلاً جديداً على أخلاقيات المجتمع ، إلا أن القضية في حقيقتها لا تتعدى سوى سوء المتابعة وقلة إلادراك لواقع الأمور ، حيث أن الموبايل أحتل موقعه داخل كل بيت وبدأ يداعب الصغار والكبار، ولعل ما يفوق خطر وجوده أنه متاح على مدار الساعة متربص بأحدث صرعاته، وعلى الرغم من كون الهاتف النقال أصبح من الضرورات الحياتية وفي متناول جميع الأعمار، ومع تزايد استخدامه ، زادت الأصوات المطالبة بالحد من هذا الاستخدام وذلك لما بدأ يشكله من خطر على الآسرة . التآخي .. اليوم تحاول فتح هذا الملف الساخن لجميع أفراد المجتمع العراقي وتسليط الأضواء على هذه الظاهرة لنكتشف المسببات الحقيقية لها ، والمحاولة في وضع حلول جذرية للتخلص منها ..

(فصل ثلاثين طالبة من مختلف المراحل الدراسية)

اللوم كل اللوم على ألآباء الذين يتساهلون مع بناتهم ، ويسمحون لهم بحمل هواتف نقالة وارتداء ملابس لا تليق بالأجواء المدرسية ، وعليه فقد قامت إدارة المدرسة بفصل ثلاثين طالبة من مختلف المراحل الدراسية لهذا العام ... كانت هذه بعض من العبارات التي قالتها مديرة لمدرسة ثانوية للبنات في احد المناطق السكنية في بغداد ، في اجتماع دعت فيه جميع أولياء أمور الطالبات ، حيث حرصت مديرة هذه المدرسة على حضورهم لكي تلقي في الاجتماع معاناتها من قبل رصد بعض الظواهر السلبية ، والتي أكدت على أن ساحة المدرسة تحولت إلى سباق كبير بين الطالبات على أظهار أحدث وأغرب ألأجهزة النقالة وأحدث الأزياء ذات موديلات لا تتلاءم مع قوانين المدرسة ، كما أنهم على حد قولها يرفضون أي نصح لتغيير سلوكهم ، لأنهم يريدون أن يعيشوا هذه الفترة بمزاجهم ، وان حاولت أن تنصح احد الطالبات المخالفات تصر بالقول على أن أهلها موافقين على ذلك ..

(متابعة الأهل المستمرة)

ميادة عبد الله ربة بيت وأم لأحدى طالبات المرحلة الثانوية تقول " أن عدم متابعة الأهل المستمر لبناتهم هو السبب في ظهور هذه الحالات ، أنا أحرص كل الحرص على متابعة أبنائي والسؤال عنهم باستمرار في المدرسة ، كما إني أشرف على استخدامهم للموبايل ولكن بحدود المعقول والطبيعي فلا أمنعهم ولا أتركهم كيفما يشاءون .

(عدم حاجة الطالبات إلى الموبايل)

أحد الطالبات تبدي اندهاشها من تصرفات زميلاتها الأخريات في التشبث الغير طبيعي بالموبايل ، وتقول أنني لا أحمل موبايل خلال فترة دوامي بالمدرسة ، لأنني فعلا لا أحتاج إليه ، حيث أننا نأتي للدراسة وليس لدينا متسع من الوقت لاستخدامه ، وأن احتجت إليه فحتما سيكون خارج الدوام مثلاً عندما انقطع عن الدراسة لفترة كأن أكون مصابة بوعكة صحية ، عند ذلك سأحتاجه للاتصال بإحدى زميلاتي والاستفسار عن الواجبات المدرسية .

(قيود وضوابط)

أما فيما يخص الضوابط فقد أصدرت وزارة التربية قراراً يمنع منعاً باتاً اصطحاب الهاتف النقال ( الموبايل ) من قبل الطالب إلى مدرستهُ ، وقد منحت صلاحيات لإدارة المدارس بمصادرة الأجهزة وفصل الطالب في حالة عدم امتثاله للضوابط والقوانين .

(طالبات ينقلن صورة غير صحيحة للأهل عن إدارة المدرسة)

كما التقينا بــ ( شيماء ) مديرة في أحدى مدارس الثانوية التابعة لمحافظة الأنبار فحدثتنا شاكرة بالقول " الفصل حالة لا داعي لها ، هناك خطوات تتم قبل تطبيقهُ منها التحذير ، التوجيه ، الإرشاد ، الإنذار ثم أخطار الأهل ، كما أكدت أن الأهل يأتون يتكلمون بلسان بناتهم بثورة وغضب نتيجة إنذار بناتهم بالفصل أن لم يمتثلوا للقرارات ، ولكنني الحمد لله أتبع طريقة فعالة لامتصاص الغضب ومن ثم إفهام الأهل إن بناتهن لا ينقلن الصورة الحقيقية لهم ، فأن الإدارة الناجحة تكمن في استخدام أسلوب الهدوء في مثل هذه الأمور مع الأهل .

(طالبة تمتلك هاتف نقال قيمته ( 800 دولار) دون علم والدها)

تقول نهلة ألشمري / مدرسة " هناك تبايناً في أتباع مثل هذه الظواهر بين طبقات الطالبات حيث أن أكثر الملتزمين بقرارات وزارة التربية من ناحية عدم اصطحاب الموبايل طالبات من طبقة دون المتوسط من ناحية الدخل ألمعاشي ، على الرغم من وجود بعض الظواهر الشاذة منها وهذا يكون طبعاً بمساندة الأم دون علم الأب ، ومنها حالة وقعت لأحدى الطالبات وقد تم مصادرة هاتف نقال كان بحوزتها تبلغ قيمته ( 800 دولار ) وعندما وجهنا لها إنذار بمنعها من الدوام إلى أن يأتي ولي أمرها الذي أستغرب كون أبنتهُ تحمل مثل هذا الجهاز وهو لا يمتلك ربع ثمنه وكيف أنه أظهر لنا هاتفهُ الذي لا تتعدى قيمتهُ ( 50 دولار ) ، وتبين بعد ذلك أن زوجتهُ ( والدة الطالبة ) هي من قامت بتجميع المبلغ وشرائه لها"

(علم النفس )

من جهتها ، تؤكد لنا الدكتورة إيمان خلف عبد الرءوف أستاذة علم النفس / بغداد " أن الفتيات بهذه الأعمار يتصفن بعدم النضج الانفعالي وكذلك عدم استكمال نمو الضمير الاجتماعي ، وبالتالي يجدن صعوبة في عملية التكيف ، وعلى الرغم من نضجهن الجسدي ونظرة الأهل لهن على اعتبارهن كباراً لوصولهن إلى مرحلة الدراسة الثانوية ، ألا أنهن لا يزلن يعشن طفولة الذات الاجتماعي ، كما أن الفتيات في هذه الأعمار يمتلكن صفة النرجسية ولا توجد لديهن أي مراعاة لمشاعر الآخرين ويفهمون الحرية والقانون والكرامة الإنسانية بمفهوم خاص تسيطر عليه الأنا الفردية ، وتضيف أما الأسرة في مجتمعنا فيغلب عليها الانفعال والتوتر في فرض السلطة الأبوية في الحرص الزائد مما يولد ردود فعلية عكسية من قبل الفتيات ، وتنصح ألآسرة أن لا تستخدم في تربيتها أسلوب العنف والانفعال والتخويف لان مردوه سيئاً ويجب عليها أن تحتضن بناتهم في مثل هذه الأعمال لأنها فترة حرجة وخطرة كما أنها سبب في الكثير من المشاكل التي تسببها لهم بناتهم ...

(الباحثة الاجتماعية)

كل ممنوع متبوع ، هذه أول عبارة نطقتها الباحثة الاجتماعية تيسير مفيد علي ، حيث استكملت حديثها بالقول الأسرة هي السبب وبالذات الأم فهي الأساس بما يحدث لبناتنا وطريقة أسلوبها في التربية من حيث مساندة أبنتها أو التخلي عنها ، وكثيراً ما نتساءل عن السبب الذي تلجأ فيه بناتنا لمثل هذه التصرفات وهل لها علاقة بكون شخصية الفتاة جريئة بطبعها وعدم شعورها بالمسؤولية ، أم ماذا ؟ فنجد الاستعداد يتولد لفعل ذلك من داخل الأسرة ، الأب رجل يكدح طوال النهار ليأتي بلقمة العيش والأم لا تعير أي أهمية لذلك التعب وتهرع لجمع المال وتوفير مثل هذه الأمور ( الهاتف النقال ) لأبنتها لكي تتباهه به أمام زميلاتها ، وحتما سبب ذلك هي الفضائيات اللعينة التي غزت عالمنا ، أن هناك عدة عوامل تشير إلى أن الفتيات جزء من المجتمع وتتأثر بالأعلام وما يعرضه من خطوط موضة في التقنيات العالية وخاصة في الأجهزة النقالة ينعكس عليهن بصورة مباشرة في بعض السلوكيات من خلال تقليد مشاهير ونجوم الفن تقليداً أعمى ، دون النظر إلى المكان والزمان الذين يتواجدون فيه ، فنجد الطالبة تأتي إلى المدرسة وهي تحمل موبايل بكذا مبلغ وهي لا تفهم خطورة هذا الأمر ، حيث أنها تعيش في وسط يحتوي على أكثر من طبقة فيولد ذلك فروق اجتماعية بين الطالبات ويخلق جو من الكراهية والغيرة بينهن وقد تلجأ أحداهن لتقليد زميلتها إلى طرق ملتوية فتكون عرضة للإغراءات من قبل النفوس الضعيفة وتسقط بذلك في وحل الخطيئة ، ومن العوامل الأخرى منها القنوات الفضائية الغير بنائه التي ساهمت في تدمير الثقافة الاجتماعية العربية التي تكمن في العادات والتقاليد الجيدة إلى ثقافة غربية منبوذة ..وتستكمل حديثها بالقول " الدور الأسري له أثر كبير وانعدام الرقابة الأسرية وانشغال الآباء بمصالحهم والبعد التام عن القيم الدينية والتخلي عن المبادئ والأخلاق كل هذه العوامل كان لها أثر كبير في ذلك .. وتشير إلى ضرورة تواجد اهتمام من الآسرة ببناتها حتى لا تنقلب الحرية إلى الآباحية ، فمتابعة الأهل لمدخولات بناتهن المالية لا تؤدي إلى تلك السلوكيات الشاذة ، وحتما هناك بنات نشئن في بيئة بسيطة لكنهن بقين محافظات على واقعهن وطبقتهن دون محاولة في أي تغيير فيها ، وهذا بالأساس يقع على حسن تربيتهن .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-