الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلقول (ناسخ ومنسوخ في القرآن) هو تحريف للكلم عن مواضعه ولغو كافرين فى ٱلقرءان

سمير إبراهيم خليل حسن

2008 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يكثر ٱلعاملون على دحض ٱلقرءان وهم يستندون على ما تنشره ٱللغة ٱلفصحى من مفاهيم تحريف ولغو فى كلماته ومن خلال زعمها بأنّ لسانها هو لسان ٱلقرءان.
ويتركّز عمل ٱلداحضين على ما جآء من تحريف لكلمة "نَسَخَ" ٱلموضوعة لتحمل مفهوم "صورة طبق ٱلأصل" فيصل بهم عملهم إلى قولهم بتناقض ٱلقرءان فيما جآء فى قوله من كلمة "نسخ" وكلمة "نسى" مع قوله "لا مبدّل لكلمٰته".
وكانت ٱللغة ٱلفصحى قد حرّفت كلمة "نسخ" عن موضعها وسطرت تحريفها فى مصادرها. ومن تلك ٱلمصادر (المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة) وقد سطرت فيه ما يلى:
(نسخ الشيء أي أزاله، ويقال نسخ الله الآية: أي أزال حكمها، وفي التنزيل العزيز: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها" ويقال نسخ الحاكم الحكم أو القانون: أي أبطله).
وما سطرته يبيّن تحريف للكلمة عن موضعها ودليلها وجعلتها تدلّ لغوا على مفهوم "زال" ومفهوم "بطل" ومفهوم "نسى".
على هذا ٱلتحريف يقوم عمل ٱلداحضين فيروا تناقضا بين هذه ٱلمفاهيم للنّسخ وبين قول ٱلقرءان "لا مبدّل لكمٰته".
فما جآء فى (المعجم الوسيط) وفى غيره من مصادر ٱللغة يستند إلى ما قاله أشخاص من ٱلسلف مثل عآئشة وأبو هريرة وٱبن عباس وإلى ما سطره "ابن برزويه البخارى" و"مسلم" فى صحيح كلٍّ منهما. فقد سطر "ابن برزويه قول لغوٍ عن عآئشة:
(حديث رقم 5092): (عن عائشة قالت: "سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آيةً كنت أُنْسِيتُها من سورة كذا وكذا).
وسطر "مسلم" عنها:
(حديث رقم 1874): (عن عائشة قالت: كان النبي (صلعم) يستمع قراءة رجل في المسجد، فقال: رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أُنْسِيتها).
وسطر "ابن كثير" فى تفسيره ما نقله من لغو: (عن جرير عن الحسن قوله: "إن النبي (صلعم) قرأ قرآنا ثم نسيه". وعن ابن عباس قال: "كان مما ينزل على النبي (صلعم) الوحي بالليل وينساه بالنهار").
وصدّر (عبد الله ابن أحمد النسفي) حكمه ٱلشرعى معتمدا على ما سطره هؤلآء من مفاهيم تحريف: (تفسير النسخ هو التبديل، وانتهاء الحكم الشرعي).
فما سطره ٱلسلف يبيّن أنّهم لم يسطّروا ما يبيّن لهم إدراك وفهم لقول ٱلقرءان. فهم ينقلون قول مَن سبقهم كقول مطلق ونهآئىّ فيبطلون تفكير وفهم قلوبهم. ومثلهم يعمل ٱلداحضون ٱليوم. فهم يهاجمون ٱلقرءان بما قال عنه ٱلسلف ٱلمحرّفون.
لقد بدأت سلطة ٱللغة ٱلفصحى على نشر لغوها وتحريفها مع ٱنقلاب قريش فى سقيفة بنى ساعدة. وتمثلها ٱليوم (جامعة الدول العربية) وجميع ٱلذين يتبعون منهاج ٱللغة ٱلفصحى وينتصرون لهيمنتها على ٱلتعليم وفهم قول ٱلقرءان. وكان بٱلأمس لسلطة ٱللغة كهنوت غيبىّ بدأ مع ٱسم عآئشة وٱسم أبو هريرة وٱسم ٱبن عباس وٱسم ٱبن جرير وأسمآء غيرهم من ٱلغآئبين عن ٱلحياة. ولها ٱليوم كهنوت ٱلأزهر وكهنوت قم ٱلذى يحرس إلى ٱليوم لغو وتحريف ءابآئهم.
وما يفعله ٱلداحضون لقول ٱلقرءان يقوم على ما قاله أسلافهم من ٱلمحرّفين ويجعلون تحريفهم وسيلتهم لصناعة تزعم دحض ٱلقرءان. وهؤلآء لا يختلفون عن أسلافهم بما يصنعون. بل هم فريق منهم يأخذ بمنهاج لغو وتحريف ءابآئهم ٱلسلف وبه يحمّلوا قول ٱلقرءان مسئوليته.
لقد بيّن ٱلقرءان صناعة ٱللغو فى قوله ٱلعربىّ:
"وقالَ ٱلَّذينَ كَفَروا لا تَسمَعُوا لِهَٰذا ٱلقُرءَانِ وَٱلغَوا فِيهِ لَعَلَّكُم تَغلِبُونَ" 26 فُصِّلت.
وقد وضع ءابآء كهنة ٱللغة لغوهم فى كلام ٱلقرءان ليمنعوا ٱلناس من فهم قوله ٱلعربىّ:
"ما ننسَخ من ءَاية أو نُنسِها نأتِ بخيرٍ مِّنهاۤ أو مِثلِهاۤ أَلم تعلم أنَّ ٱللَّهَ على كلّ شئٍ قدير" 106 ٱلبقرة .
فما جآء فى ٱلقرءان من قول هو عربىّ مبين يحمل كلمة "نسخ" ٱلموضوعة لتدلّ على صورة طبق ٱلأصل من دون عجم فيه ولا عسر ولا ضلال ولا تناقض. فكلمة "ءاية" تدلّ على كلِّ شىء حىّ كان أم ميِّت:
"جعلنا ٱبن مريم وأمه ءاية" 50 ٱلمؤمنون.
ونسخ ٱلأية هو أخذ صورة عنها طبق ٱلأصل:
"هذا كتٰبُنا يَنطِقُ عليكم بٱلحقّ إِنّا كُنَّا نَستَنسِخُ ما كُنتُم تَعملون" 29 ٱلجاثية.
قٱلكتاب ٱلمنسوخ هو عن أعمالنا وهو صورة طبق ٱلأصل عنها. ومثله ٱلأية ٱلتى تنسخ يبقى نسلها جيل من بعد جيل. أما ٱلتى تنسى فيوقف نسخها وينقطع نسلها.
فى قول ٱلقرءان بيان عربىّ عن مسالَّتين من مسآئل وجود ٱلأشيآء. ٱلأولى نسخ ءاية. أى تكرارها ذاتها من دون تعديل علىۤ أىٍّ من صفاتها. وٱلثانية نسيان ٱلأية أى وقفها فلا تكرر. وٱلمثل عليها فى مفهوم ٱلانقراض.
وبٱلنظر فى كيف تتكاثر وحيدات ٱلخلية (وهى ءاية) أرى فى ٱنقسامهآ إلى خليتين ٱلمثل ٱلمطابق للبيان ٱلعربىّ "ما ننسخ من ءاية". وأرىۤ أن حدوث تطور فى ٱلأية بسبب تعديل معلومة فى كتابها (ٱلجينوم) مثل يطابق ٱلبيان ٱلعربىّ "نأتِ بخير منهآ أو مثلها".
فٱلقول ٱلعربىّ "نأتِ بخير منهآ أو مثلها" هو عن ٱلأية ٱلَّتى "نُنسِها". حيث يتم تبديلها بأية تماثلهاۤ أو ءاية خير منها (أى قدرتها على ٱلاختيار أكبر).
هذا ٱلمفهوم لكلمة "نسخ" له ذات ٱلدليل فى قول ٱلقرءان ٱلعربىّ أينما ورد. فقوله ٱلعربىّ:
"وماۤ أرسلنا من قَبلِكَ من رَسُولٍ ولا نبىٍّ إلاۤ إذا تمنَّىٰۤ أَلقى ٱلشَّيطٰن فىۤ أُمنيَّتهِ فينسخُ ٱللّهُ ما يُلقى ٱلشّيطـٰنُ ثُمَّ يُحكِمُ ٱللّهُ ءايِـٰته وٱللّهُ عليم حكيم/52/ لِيَجعَلَ ما يُلقى ٱلشَّيطٰنُ فِتنَةً للَّذين فى قلوبهم مَرَض وٱلقاسيةِ قلوبُهم وإنَّ ٱلظـٰلمين لفى شقاقٍ بعيدٍ/53/ ولِيَعلمَ ٱلَّذِين أُوتواْ ٱلعِلمَ أنَّهُ ٱلحقّ من ربّكَ فيؤمنواْ به فتُخبِتُ لهُ قُلوبُهم وإنَّ ٱللّهَ لهادِ ٱلَّذِين ءامنوۤاْ إلىٰ صرٰطٍ مستقيم/54/" ٱلحج.
هو بيان عما يفعله ٱلتّمنّى فى توليد ٱلأفكار ٱلشَّيطانيّة ٱلَّتى يوقع فى حبائلهاۤ أى إنسان حتى ولو كان رسول أو نبىّ. فما يبيّنه ٱلقول "فينسخُ ٱللّهُ ما يُلقى ٱلشّيطٰنُ" أنَّ ٱلنّسخ لما يلقيه ٱلشّيطٰن هو صورة طبق ٱلأصل عن قول فعلت فى نشأته ٱلأمنية. ويحدث هذا ٱلنسخ من قبل ٱلناس أنفسهم ٱلَّذِين تميل نفوسهم إلى ٱلظنون وٱلتحريف وٱللغو كعآئشة وأبو هريرة وغيرهم. وهو ٱحتمال بٱلخلق بيّنه ٱلقرءان:
"وٱللَّهُ خَلَقَكم وما تَعملَون" 96 ٱلصافات.
فكل أعمال ٱلناس (شيطانيّة كانت أم رحمانيّة) هىۤ أعمال ٱحتمالية بٱلخلق. وأنَّ تداول ٱلناس لما نسخ من قول فَعَلَ فيه ٱلتّمنى يبيّن أنّ ٱلناسخين وٱلمتداولين هم من أصحاب ٱلقلوب ٱلمريضة وٱلقاسية ٱلذين ينفرون من ٱلنظر وٱلبحث وٱلعلم فينسخون ويتبعون مآ ألقى به ٱلشيطٰن لتوافقه مع منهاج قلوبهم ٱلمريضة وٱلمتحجرة على جهلها.
أما ٱلَّذِين يطيعون أمر ٱللّه "ٱلَّذِين أوتواْ ٱلعلم" فينظرون ويعلمون أنّ نسخة ٱلقول ٱلفاعل فيها ٱلتّمنى هى مآ ألقى به ٱلشيطان فيعلمون بكذبها وتطمأن قلوبهم إلى ما يوصلون إليه من علم بتحريف ٱلمحرّفين ولغوهم.
على هذا ٱللغو يستند ٱلعاملون على دحض ٱلقرءان. فما قاله كهنوت يزعم فقها فى دين ٱللّه وهو يحرف ٱلكلم عن مواضعه جعله ٱلداحضون وسيلتهم فيما يستنبطون من تناقض بين مفهوم ٱلنسخ ومفهوم ٱلتبديل وجآءوا بقولهم زاعمين أن ما فى ٱلقول ٱلعربىّ:
"وإذا بدلنا ءَاية مكان ءَاية وٱللَّه أعلم بما ينزِّل قالوۤا إنمآ أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون" 16 ٱلنحل.
يشهد على ما يدحضون.
وجآءوا بقول عربىّ أخر:
"يمحو ٱللَّهُ ما يشآء ويثبِت وعنده أُمُّ الكتاب" 39 ٱلرعد.
يظنون أنّه يزيد من موقفهم ٱلداحض بكلمة "يمحو". فقالوا قول ءابآئهم ٱلأعجمىّ وٱللاغى ٱلذى صار وسيلة للذين يطعنون فى ٱلقرءان وهم يظنون أنّ ٱلقآئلين لغوا هم ٱلموكلون بٱلقول ٱلمبين.
ٱلمحو هو لأية تنسى وليس للتى تنسخ. فٱلأية ٱلتى تنسخ باقية فى نسختها ٱلجديدة. أما ٱلتى تنسى فتمحى وتأتى مثلهآ أو خير منها. وٱلأية لا تبدل بأخرى فما يبدل هو مكانها.
كمآ أنّ ٱلتبديل يحدث فى ٱلأيات وليس للكلمات تبديل:
"لا مُبَدِّلَ لكلمـٰتِهِ" 27 ٱلكهف.
كذلك ليس لسنّت ٱللّه تبديلا:
"فلن تَجِدَ لسُنَّتِ ٱللَّه تبديلاً ولن تَجدَ لسُنَّتِ ٱللَّه تحويلاً" 43 فاطر.
أما ٱلمسلمون ٱلبخاريّون كهنوت وداحضون فجميعهم يصدقون ما قاله عنهم إمامهم (الحافظ عماد الدين ابن كثير) فى تفسيره للقرءان (الجزء الأول صفحة 105): "المسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله ... وكلهم قال بوقوعه").
وهم يصدقون قول إمامهم (عبد الله ابن أحمد النسفي) فى تفسيره (الجزء الأول صفحة 116): "يجوز النسخ في الكتاب ـ القرآن ـ والسنة، متفقا ومختلفا... مثل الزيادة على النص... والإنساء أي أن يذهب بحفظها عن القلوب").
يرى ٱلداحضون أنّ ٱلتبديل أمر يجعل من ٱلقرءان متناقضا. فهو يقول "لا تبديل لكلمٰتِ ٱللّه" و"لا مبدّل لكلمٰته" وٱلتبديل وٱلنسخ وٱلتغيير واقع بشهادة علمآء أئمة حافظون!!
لا يختلف ٱلداحضون ٱليوم فى منهاجهم ٱللاغى عن منهاج لغو وتحريف ٱلحافظين من ٱلأئمة ٱلسلف. فهم يرون وهم عمى وعلى قلوبهم أقفالهآ أنّ ما قاله ٱلحافظون مسئولية يحملها ٱلقرءان من دون أن يعملوا فكرهم ومسئوليتهم فى فهم قوله.
لقد عمل أئمة ٱللغو وٱلتحريف ما يحرف ٱلكلم عن مواضعه ويلغوا فى قول ٱلقرءان. وجآء ٱلخلف من ٱلداحضين يعززون ٱلتحريف وٱللغو وبهما يستنبطون ما يظنون من تناقض فى قول ٱلقرءان.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah