الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصول الإنسيّة اللائكيّة (شارل كونت)

أحمد التاوتي

2008 / 12 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


توطئة: ( المترجم )
العقل اليوناني كان طفرة بكل المقاييس.. لم يكن - إطلاقا- امتداداً لسلف. مع اليونان انتقلنا إلى مرحلة الإنسان كمحور للكون و كعقل مفكر مستقل عن الطبيعة. هو جزء منها بما يكفل قوامه البيولوجي، ومتحرر منها بما هو عقل يدركها.. مع اليونان مع اليونان بذرت هذه العقيدة: الإنسيّة أو النزعة الإنسانيّة. و من هنا انعتق الفكر البشري في فضاء العلم الحقيقي .. لم يحد من ذلك سوى الهجمة الشّرسة للثقافة الإبراهيمية التي نزحت من الهلال الخصيب إلى روما من خلال الرّسول بولس و تعويذاته المسيحية..و هناك حصلت الرّدة الرهيبة للعقل الإنساني و قذفت بأوربا في عصور سُمّيت بحق عصور الظلام، بحيث لا يزال إلى اليوم أنصار الثقافة الإبراهيمية بمختلف دياناتهم يُعيّرون أوربا بها.( أي ببضاعتنا التي صدرناها لهم) و يفتخرون عليها"بعصرهم الذهبي" الذي واكب ظلامهم.( أي بما ورثناه عن عقلهم اليوناني الجبار).. في الأمر مفارقة تدعو إلى التّأمل.
بالنّسبة للإنسان ، ليس هناك ما يدعو إلى التوقف طويلا؛ لقد فهم الدّرس، و أول ما قام به هو عزل البضاعة الإبراهيمية و حصرها في المجال الخاص، و عاد إلى معانقة ثقافة أثينا المدينة..و هكذا بدأت اللائكيّة الحديثة كامتداد للانسيّة القديمة …
فيما يلي نقدم لقرائنا الكرام مقالا يبين علاقة الامتداد هذه لصاحبه شارل كونت، واحد من الناشطين في المجال الفكري السياسي بفرنسا..عضو اتّحاد العقلانيين union-rationaliste.org، مكلّف بمهمّة بفضاء اللائكية برابطة التّعليم ، و محرر موقع laicite-laligue.org.

****
منذ 3000 سنة خلت، قدم شعب من قلب أوربا، و استوطن شبه الجزيرة التي نطلق عليها اسم اليونان، لتغدو معقلا لثورة ثقافيّة فريدة في العالم. لقد قدّمت الإطار لحضارتنا بتأسيسها للإنسيّة اللائكية.

جنوب شرق أوربا، تميز في العصر البرونزي بموجات عديدة من النزوحات. أجداد اليونانيين لم يتخلفوا عن محاربة أبناء عمومتهم الكريتيين و الحيثيين و كذا جيرانهم شعوب بلاد الرافدين و المصريين. هؤلاء كانوا يسمونهم " أمراء الجزر القاطنين للخضراء الكبرى" : البحر الأبيض المتوسط .

الهللينون الذين أطلق عليهم الرومان اسم اليونانيين، يعيشون باليونان في الجزر و على أطراف بحر ايجه . ملاحم "عصر الأبطال" خلدت من طرف هوميروس في الإلياذة و الأوديسا. ملاحم شعريّة، تعتبر برأي شارل بيقي Charles Péguy ، " أكبر انجاز فنيّ لأعظم العباقرة" . إنها تعبّر بطريقة بسيطة و جذابة عما يميّز الثّورة الثقافية اليونانية. لقد قام بحق "انقر" Ingres في رسم تأليهة هوميروس عندما أحاطه بأعظم العقول قدامى و محدثين.

"الإنسان هو مقياس كل شيء" حسب بروتاغورس . انه يصف بلمحة، الإنسيّة القديمة، أصل الإنسيّة اللائكية الحديثة.
ميلاد حضارة محورها الإنسان عن طريق الفكرو السياسة و الفن تغدو موضوع غرابة؛ فطالما سمعنا عن " المعجزة اليونانية". هذا بدون شك لا يستقيم بالنّسبة لأول شعب درس العالم بطريقة عقلانية من غير شرحها بالمعجزات.
برتراند روسل Bertrand Russel يشير إلى ذلك في كتابه تاريخ الفلسفة الغربية: "الإزدهار العجيب للحضارة اليونانية يبقى الحدث التاريخي فوق العادة و الأكثر امتناعا عن التّفسير. مصر و بلاد الرافدين كانتا تمتلكان الخصائص الضّرورية لكل حضارة و أشعّتا بها خارج حدودهما. و بقيت مع ذلك تنقصها بعض العناصر إلى الزّمن الذي اكتشفها فيه اليونان. لا أحد يجهل التّطور الذي أضفوه على الفن و الأدب. و لكن الذي أحدثوه بالمجال العقلي الخالص أدعى للإعجاب: لقد أسّسوا الرياضيات و العلوم و الفلسفة.

رواداً، كتبوا التّاريخ لا على شكل حوليّات بسيطة؛ لقد درسوا القضايا الكبرى لطبيعة العالم و الحياة الإنسانية بعيدا عن الطّرق التقليدية المكرّسة. و حدث كنتيجة لهذه الوثبة المدهشة أن أضحى النّاس و لمدّة طويلة يتكلّمون عنها كما لو كانت لغزا. و مع ذلك يمكن أن نفهم التّطور المُذهل لليونان من منظور تموقعنا بالمجال العلمي".

حسب المأثور، أول حكيم كان، تاليس المليسي Thalès de Milet، عابراً بخطاه "من الأسطورة إلى العلم" . لقد أظهر الحكمة ( صوفيا) التي أوصى أفلاطون فيما بعد بمحبتها؛ ( فيلو- صوفيا) . كان أول من حقق بدون مسلمة سابقة في الطبيعة، الكون، الإنسانية.

أجيال زاخرة تفرعت عنه. نذكر ببساطة عبر الاتجاهات المتعاقبة و المتقابلة، مدرسة مليتوس نفسها. ثم فيتاغورس، أمبيدكليس، كزينوفانس، هيراكليتوس، السّفسطائيين المغمورين، سقراط، أفلاطون، أرسطو، الدّيمقراطية و الذريين، بارمنيدس و الايليين، الكلبيين و الشّكاكين، الأبيقوريين و الرواقيين… الرّومان هم أنفسهم تأثّروا بفكر اليونان التي ألحقوها بهم ثم حملوا المشعل. أفكار ماركوس أوريليوس أفضل مثال لذلك. هذا المجهود الجبار يستمر إلى غاية الغلق المفروض على" الأكاديميّة" الذي يؤشّر لبداية العصر الوسيط.

اليونان وضعوا جميع الأسئلة الكبرى، علمية، وفلسفية، و أخلاقية. و اقترحوا حلولا لكل واحدة منها. عمدوا إلى ذلك من خلال قواعد و تصنيفات لا تزال معتمدة إلى أيامنا. جان بيير فرنان Jean-Pierre Vernant يؤكده في: الأسطورة و الفكر عند الإغريق: " للفكر العقلاني حالة مدنيّة، نحن نعرف تاريخ و مكان ميلاده".

حرية التّفكير مرتبطة وثيقا بالحريّة السياسية. اليونانيون كانوا أحرارا لأنهم كانوا يخضعون للقوانين التي وضعوها لأنفسهم. لقد عرفوا كيف يجدون من داخلهم قوة التّحكم في مصيرهم. كانوا يرفضون الخضوع إلى دكتاتور أو إلى شعوب أخرى. لقد أحدثوا الحاضرة ( المدينة) بإحداثهم للمواطن. لقد أبدعوا السّياسة بوصفها كذلك. بارقليدس نسب الدّيمقراطية اليونانية إلى الكمال. فهو يؤكد باعتزاز في أحد خطاباته: " نظامنا السياسي لا يتخذ لنفسه قوانين الآخر مثالا. نحن قدوة أكثر من مقلّدين. بالنسبة للاسم، فكما أن الأمر لا يتعلق بالعدد القليل و إنما بالأغلبية، فليكن: الديمقراطية. و فيما يعود على كل فرد، فالقانون يتيح للجميع، على اختلافاتهم الشّخصية، الحصّة المتساوية. أما بالنّسبة للألقاب، فإذا تميزنا بأحد الميادين، فإن ذلك لا يعود إلى الانتماء إلى شريحة، و إنما الأهلية هي التي تسرع بكم إلى المعالي. و على العكس فإن الفقر ليس من آثاره أن يمنع القادرين على العطاء للأمة بسبب وضعيتهم البائسة. نحن نجسد الحرّية، ليس فقط في سلوكنا السياسي و لكن في جميع ما يمثل ارتياباتنا المتبادلة بحياتنا اليومية: لا نغضب إزاء قريبنا إذا تصرّف وفق هواه، و لا نذهب إلى التحرّش الذي و إن لم يسبب ضررا ما، فانه يبقى جارحا ظاهريا. على الرّغم من هذا التّسامح الذي يسيّر علاقاتنا الشّخصية بالمجال العمومي، فان الخوف يمسكنا قبل كل شيء عن اقتراف أي سلوك غير شرعي. بحيث نعير الاهتمام إلى القضاة المتعاقبين و إلى القوانين خصوصا منها تلك التي تقدم دعما لضحايا الظّلم، أو التي، و إن لم تكن قانونا مكتوبا، تنطوي كجزاء على إحسان لا جدال فيه".

صحيح أن الجميع لم يكونوا مواطنين بالمدينة اليونانية. على الخصوص النساء، الغرباء ( المستأمنين) و العبيد. يبقى أن خطوة أولى حاسمة قد طويت. الديّمقراطية اليونانية توافقت تدريجيا على أن يكون بالمقدور المادي لجميع المواطنين أن يتكفلوا بظروفهم كأفراد أحرار.

المختص في الحضارة اليونانية جوستاف كلوتس Gustave Glotz استطاع أن يتكلم حتى عن " اشتراكية الدولة" لأثينا. الحرّية و المساواة نشأتا باليونان كمفاهيم فلسفية. هنا أيضا ترجمتا كحقائق سياسية ملموسة.

على رأي جوستاف كلوتس، " حرّية، مساواة، حقوق المواطنين هذه؛ لا يمكنها أن تمارس إلا إذا فرضت بعض الالتزامات على المدينة. على الدّولة أن تضع قوتها في خدمة الأفراد. شيء حسن من أجل أن تضمن بشكل كامل لكل فرد حرّيته التي تذهبها تدريجيا انعكاسات المسؤولية الجماعية. شيء حسن من أجل ضمان شيوع المساواة، من أجل إتاحة الحصّة الشرعية للمواطنين البسطاء في الحياة السّياسية. عليها أن ترصد تعويضات إلى أولائك الذين يضعون أنفسهم في خدمتها" ( المدينة الإغريقية).

الأخوّة ، بوصفها رابط اجتماعي يتأسّس بعفوية داخل كل جماعة بشرية، تغدو هي الأخرى عملة ضمنية في العصور القديمة. بحيث يمكن أن تكون بها: حرّية، مساواة، أخوّة.

ليس في الأمر مبالغة..

كلود موسييه Claude Mossé بينت مقدار إلهام العصر القديم للثّوار الفرنسيين بالعصور الحديثة في كتابها: العصر القديم في الثّورة الفرنسية. تقول: " مفاهيم الحرّية و المساواة هيئت في العالم القديم… كما أنه باليونان و روما سبق التفكير في مفهوم المواطنة ".

انجاز آخر، قديم و حاسم، كان بالمناسبة إعلان الجمهورية من طرف الرومانيين الذين تحرروا بالقوة من السلالة الملكية الاتروسكانية.

كلود نكولييه Claude Nicolet حلل مهنة المواطن في روما الجمهورية بكتاب يعد مرجعا يحمل هذا الاسم. و خلص الى النتيجة التالية: " نحن كلنا مواطنون رومان ".

" نحن نصنع الجمال في البساطة " كما صرّح "بيركلس" في أحد خطاباته. آلاف الأعمال كتبت في الفنّ القديم. من المنصف أن نشيد بأحد الأوائل من علماء العصر الحديث الذين أعادوا اكتشاف هذا الفن.

ونكلمان" J.Winckelmann يصف فيما يلي واحدة من أشهر الروائع: أببولو دي بلفيدر l Apollon du Belvédère :
" من بين جميع الأعمال الفنيّة التي فلتت من عبث الزّمن، تمثال أببولو .. هو بلا مراء الأكثر بهاء . لقد صمّم الفنان عمله على المثال المفارق، ولم يستعمل المادة إلا بالقدر الذي يجري به أفكاره في المحسوس.. بقدر ما يفوق الوصف -الذي أعطاه هوميروس لأببولو- جميع الأوصاف التي أتى بها الشعراء بعده، بقدر ما تتفوق هذه الهيئة على جميع صور هذا الإله.. ربيع أبدي. كمثل الذي يغمر الحقول الغنية بالاليزيه. يضفي شبابا جذابا على السّحر الذكوري لجسده و يشع في نعومة على القامة الفخورة لأطرافه.. سلام لا يتحول يطبع محياه و عينه تضيء عذوبة ، كما لو كان وسط الغواني التائقات إلى مداعبته ".

كتابه، تأمّلات حول محاكاة أعمال الإغريق في الرّسم و النحت، كان اكتشافا حقيقيا بأوربا و أمريكا الشمالية.
كل شيء كتب عن الانسجام و القياس و الأناقة في الفنّ القديم. كان فيه الإنسان هو المركز. حجم القامة البشرية للتماثيل، السفور الجسدي بلا إحراج، تشي بذلك.. مجتمع الآلهة صورة لمجتمع الناس. يكفي أن نعود إلى الإلياذة و الأوديسا .
بنحو يبدو غريبا للذين عرفوا هيمنة ديانات التوحيد، كان الفنّ و المقدّس مرتبطان في القديم. ما يعني أن البعد الرّوحي لا يأتي من اله واحد قادر خالق، من خارج الطبيعة. العالم كان متناغما..

الدين لم يكن يتجلى بالعقائد و لكن بأساطير قد يتراوح الإيمان بها قليلا أو كثيراً. و كما كان يقول بروتاغوراس: " فيما يتعلق بالآلهة، لا يمكنني أن أعرف هل توجد أم لا توجد، و لا أي شكل لها؛ هناك حقا موانع لهذه المعرفة: عدم الوضوح في الأمر و قصر الحياة". لا رجال دين، و لا اكليروسية و لا حرب مقدّسة.

انه لمن المعبر أن تكون أولى الأعمال الموجهة ضد الاكليروس؛ لأمثال: سيلوس، بورفيرس، جوليان… (Celse, Porphyre, Julien…) كتبت في نهاية العهد القديم ضد تعصب و لا تسامح المسيحية التي شرعت في هجمتها على أوربا.

" الديانة " الوثنية كانت مجموع هائل من المناسك و الرموز التي تعبر بطريقة فنية عن انتمائها إلى المدينة. الإدانات التي نعتقد بأنها كانت من أجل "الكفر" لم تكن في الواقع سوى إدانات" لسلوكيات غير حضارية".

و على غرار الفنّ و المقدّس.، فان علم الجمال و علم الأخلاق كانا على ارتباط وثيق أيضا.. مبادئ الأخلاق لم تسقط من السّماء. هي نتيجة علاقات الناس فيما بينهم. ميشال فوكو Michel Foucault بين مثلا أن: " التأمل الأخلاقي لليونانيين حول السلوك الجنسي لم يطمح إلى تبرير محظورات و لكن إلى تهذيب حرّية ".

ينشر بالتعاون مع فريق الترجمة في شبكة العلمانيين العرب http://www.3almani.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأي الفيلسوف هيجل
سلام فؤاد ( 2008 / 12 / 11 - 02:49 )
أعتقد إن أحسن من يرد على طرح شارل كونت هو أرسطو العصر الحديث، الفيلسوف هيجل، حيث قال في محاضرات في فلسفة التاريخ التالي : (( كل ما عرفه الشرق هو أن شخصاً واحداً حر هو الحاكم، أما المواطنون فهم جميعاً عبيد لهذا الحاكم.. أما المرحلة الثانية فتمثلها الحضارة اليونانية والرومانية، حيث نجد أن نطاق الحرية قد إتسع عمّا كان عليه عند الأمم الشرقية : فاليونان، وكذلك الرومان، عرفوا أن البعض أحرار، وهذا البعض هو المواطن اليوناني أو الروماني، أما المواطنون في الأمم الأخرى فقد كانوا ينظرون إليهم على أنهم ((برابرة)) أو ((همج))، ولهذا إتخذوا من أسرى الحرب عبيداً وأرقاء، حتى أن عمالقة الفكر اليوناني، مثل أفلاطون وأرسطو، أقرّوا نظام الرق لأنهم لم يعرفوا أن الإنسان بما هو إنسان حر. أما الأمم الجرمانية فقد كانت، بتأثير المسيحية، أول الأمم التي تصل إلى الوعي بأن الإنسان بما هو إنسان حر، وأن حرية الروح هي التي تؤلف ماهيتها. وقد ظهر هذا الشعور أول ما ظهر في قلب الدين، وهو أعمق منطقة للروح. ولكن إدخال هذا المبدأ في مختلف العلاقات السائدة.. إحتاج إلى عملية ثقافية قاسية وطويلة قامت بها الشعوب الأوربية الجرمانية )).


2 - متفقين
أحمد التاوتي ( 2008 / 12 / 11 - 12:56 )
الأخ سلام فؤاد أوافقك تماما على ذلك.. صاحب المقال يوافقك أيضا .. أدعوك إلى إعادة قراءة هذه الفقرة: ( صحيح أن الجميع لم يكونوا مواطنين بالمدينة اليونانية. على الخصوص النساء، الغرباء ( المستأمنين) و العبيد. يبقى أن خطوة أولى حاسمة قد طويت. الديّمقراطية اليونانية توافقت تدريجيا على أن يكون بالمقدور المادي لجميع المواطنين أن يتكفلوا بظروفهم كأفراد أحرار.)
على صحة نسبة القول المسوق بتعليقك ؛ لا يفوتك بأن الفيلسوف هيجل كان في معرض الدفاع عن الدين.. و هجومه على الفلسفة أمر مفهوم.. و تركيزه على الأمم الجرمانية هروب من ورطة موقع الدفاع إلى ورطة أشد .. ثم لو عايش المسيحية بقرونها الأولى في وداعتها لكان على جانب من الصواب، و لكنه ابن العصر الحديث و درس تاريخ العصر الوسيط. ، بكل ما يقتضيه الدرس. من اعتبار.

(أفلاطون وأرسطو، أقرّوا نظام الرق)... موافق أيضا.
(لأنهم لم يعرفوا أن الإنسان بما هو إنسان حر.)... هذا تفسير خاص ، و أحترمه.

(وقد ظهر هذا الشعور أول ما ظهر في قلب الدين، وهو أعمق منطقة للروح. ولكن إدخال هذا المبدأ في مختلف العلاقات السائدة.. احتاج إلى عملية ثقافية قاسية وطويلة قامت بها الشعوب الأوربية)...
جميل أن لا يتأخر طويلا في إيجاد التفسير الحقيقي الذي يعفي أف


3 - إعادة قراءة التاريخ
سلام فؤاد ( 2008 / 12 / 11 - 14:20 )
شكراً جزيلاً على نشر التعليق وعلى رد السيد أحمد التاوتي.. وأود هنا أن أضيف قائلاً : أن قراءة شارل كونت للتاريخ هي قراءة المدرسة الوضعية (العلموية)، والتي سادت حتى أواسط القرن الماضي، لكن ظهرت بعدها قراءات جديدة للتاريخ الغربي قامت بتوجيه النقد لتلك المدرسة، حيث وصفتها بالعلموية والدوغمائية والإسقاطية. لقد أخطأ شارل كونت حين وصف المسيحية بالديانة الإبراهيمية.. المسيحية هي نتاج تفاعل الفكر الإبراهيمي مع الفكر اليوناني، وبهذا تكون المسيحية قد إنفصلت عن بيئتها الإبراهيمية الأصلية. أرجو من السيد الكاتب أن يراجع كتاب -تكوين العقل العربي-، تأليف محمد عابد الجابري، وكتاب -مناخ العصر-، تأليف د. سمير أمين، وذلك للإطلاع على القراءة الجديدة للتاريخ الغربي الأوربي. مع جزيل الشكر والتقدير..


4 - لنراجع معا..
أحمد التاوتي ( 2008 / 12 / 11 - 21:17 )
شكرا أخي فؤاد سلام على الفضل و اللياقة.. أعدك بإعادة قراءة الكتابين..خصوصا و أن الكاتبين عزيزين و هم على اختلاف مشربهما مرجعين أجلهما كأبوي.
و حتى لا نسيء إلى كاتب المقال لا بد من التنبيه إلى أنه لم يذكر الثقافة الإبراهيمية.، و لا العلاقة بين الشرق و الغرب . و إنما تعرض إلى مؤشرات بالفكر اليوناني تنبؤ عن وجود البذرات الأولى لللائكية الحديثة ، ما أسلمه إلى تأكيد الامتداد. أعيد توجيهك الى قراءة المقال و لا تتوقف عند التقديم.
أفهم الآن أنك ركزت على التوطئة، و هي من تقديمي توخيا لجلب اهتمام القارئ العربي إلى موضوع غربي/غربي بامتياز..و لكنه – و هذا ما دفعني إلى ترجمته- ينير لنا و يقترح عرضا، الكثير عن السر الحاسم لدور الفكر العقلاني في تقدير الديانات و التعاطي مع الأزمة المدنية التي تسببها.
بالنسبة للمدارس و تعاقبها، شيء طبيعي هناك مهما كان الاختلاف، و أمر لا بد منه لتطور المدارك..و تقدم الخلف على السلف بخطوة، لا يشطب السلف من تاريخ -خارطة الطريق-.
يبقى أن أشير الى أن أحدا لا ينكر تفاعل المسيحية التاريخية مع الفكر اليوناني كما تفاعل الإسلام التاريخي معه أيضا. و هذا لا ينفي القاعدة مع هذه الديانات التي مؤداها أن تدلف المجتمعات في وداعة و صفاء ريثما يتم -التمكين في الأرض-. ل

اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة