الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاغتراب في العالم العربي

محمد نبيل الشيمي

2008 / 12 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك خلط لدي البعض حول مصطلحي الاغتراب والتغرب او الغربه علي الرغم من الاختلاف بينهما. التغرب او الغربة بمعني نزوح انسان عن وطنة واهله وذويه الي وطن اخر قهرا او اختيارا بحثا عن الامن او الحصول علي فرصة عمل اولتلقي العلم وتنتهي الغربة فور العودة الي الوطن علي ان هناك من يري ان بامكان المتغرب التعايش في الغربة اذا استقر وطاب له العيش في البلد الذي نزح اليه وخير مثال لذلك الذين هاجروا الي بلاد المهجر واصبحوا الان عصب الحياه فيها بل واصبح منهم رؤساء دول وحكومات ومنهم من اثري الحياة الثقافية .
اما الاغتراب فيعرف بانه:
شعور بالغربة او الغرابة.
انعدام العلاقات الحميمية بين الناس.
اما الوجوديون فيرون انه انفصال الفرد عن الانا الواقعية بسبب الانغماس في التجديدات والاصرارعلى التطابق مع رغبات الاخرين ومع مطالب المؤسسات الاجتماعية .وكان الفيلسوف الالماني هيجل اول من صاغ مصطلح الاغتراب واعتبره اغترابا روحيا سببه انفصال الذات عن المجتمع وله وجهان:
وجه ايجابي يؤدي الي الابداع ويقصد به هنا المحدد الاساس في ادراك الانسان لذاته وهو بذلك يعد قوة دافعة.
وجه سلبي يؤدي الي العزلة ويعني اغتراب الذات واحساسها باليأس ويشعر الانسان خلالها بان ذاته غير حقيقية وتنتابه حالة من الملل وقد يبلغ مرحلة الاكتئاب.وعامة فان من علماء النفس والاجتماع من يرون ان الاغتراب اقرب ما يكون الي حالة من انعدام الرغبة لدي الانسان في التمازج مع مجتمعه ويسير في طريق الانعزال بما يعني هروبا جزئيا من الجوانب التي يفشل في التكيف معها او الانتماء لها وقد يصل الامر الي الانسحاب اي الهروب الكلي وفقدان الثقة في المجتمع لدرجة انه يفقد انتماؤه تماما ويكون جلد الذات احد مظاهر هذه الحالة حيث يهرب الانسان الي داخل نفسه مع شعور طاغ بالعجز والفشل.
واالاغتراب نتاج انساني فالانسان يصاب بالاغتراب نتيجة لعوامل كثيرة العامل الرئيس فيها الاحساس بالقهر نتيجة ممارسات تقوم بها سلطة مستبدة اونظام حكم فاسد او وضع اجتماعي تغلب عليه المظالم والفوارق الاجتماعية والطبقية والظلم والذي يمثل الفقر وضيق ذات اليد احد صوره واتصور ان الامام علي كان يعني بمقولته الخالدة الفقر في الوطن غربة مانقول عنه اغتراب.وهنا يكون المغترب غير قادر علي التغيير او التاثير في الاوضاع اوحتي تعديلها في ظل تسلط من جانب فئة تفرض ارائها ومعتقداتها دون ادني اعتبار لباقي المجتمع ومن ثم يحدث التمفصل اللاارادي لدي الانسان ويقول بعض علماء الاجتماع ان بعض الذين مورس ضدهم الاقصاء والتهميش اصبحوا اكثر احساسا بانعدام العدل وينعزلون عن باقي المجتمع وينكفئون ويتقوقعون وحينئذ يفقد المجتمع جزءا من قوته الفاعلة علي كافة المستويات .
والعالم العربي مثال حي علي ظاهرة الاغتراب بسبب ماتمارسه الحكومات من استبداد وقهر وكبت للحريات وتسييد الراي الواحد واعراض تام عن فكرة تداول السلطة واستئثار جماعات بعينها بكافة المزايا كالحصول علي مساحات شاسعة من الاراضي والقروض المصرفيه واحتكار شبه كامل للتجاره الخارجية والداخليه والاستئثار بفرص العمل لاولادهم وذويهم حتي وهم عديمي الكفاءة والصلاحية وهكذا كل يوم يضاف الي افواج المصابين بالاغتراب اعدادا جديده اسيرة التردد والضياع ورفض وانقطاع الصلة بالمجتمع وصولا الي مرحلة الاحساس العدمي .
ولا شك ان العالم العربي يعد بيئة صالحة لظاهرة الاغتراب فهل يدرك حكامنا ذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: أسطول جوي قديم ومتهالك؟.. تفاصيل عن مروحية الرئيس رئي


.. الصور الأخيرة للرئيس الإيراني رئيسي قبل تحطم مروحيته وموته




.. الحرب في غزة: هل من تأثير على قطاع السياحة في مصر؟ • فرانس 2


.. تساؤلات في إيران عن أسباب تحطم مروحية الرئيس من بين 3 مروحيا




.. سيناريوهات وأسباب محتملة في تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟