الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث العلمانية..ازمة المواقع وازمة انتاج الخطاب

علي حسن الفواز

2008 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدوان تجاذبات الوضع السياسي الرسمي العربي باتت امام مفرق طرق، وامام انماط اكثر تعقيدا من الصراعات غير التقليدية، اذ تنطوي هذه الصراعات على تأشير تخندقات جديدة تهدد باعادة صياغة الخارطة الصراعية برمتها..صراعات ليس بين عسكرة العقل السلفي بكل اتجاهاته وانماطه المتمترسة حول الماضي خطاباته وتآويله وبين عسكرة الحكومات التقليدية، بقدر ماهو اصطناع لاطار صراعي ليس جديدا تماما، لكنه يعبر عن صياغة اشكالية لاصطفافات القوى الفاعلة القديمة والجديدة خاصة القوى ذات المرجعيات اليسارية التي فقدت الكثير من بريقها وجمهورها بعد انهيارالاتحاد السوفيتي السابق ونموذج الدولة الحامية..ولعل موقف اغلاق بعض المواقع العلمانية اوذات الاتجاهات التنويرية من قبل الجهات الحكومية يمثل تعبيرا عن استعادة لوعي مشكلات قديمة مثلما يعبر عن حساسية (قديمة جديدة) من تأثير السحر اليساري على المزاج العربي المحكوم بعادات اكثر مما هومحكوم بانظمة وسياقات عمل وبرامج..
وهذا الموقف من قبل بعض الحكومات قد يحمل في طياته مؤشرات على مغازلة بعض الاتجاهات التي ترفض النزعات العلمانية اصلا وتعدها نزعات الحادية، مثلما هو موقف تقليدي من اثار الاخطار القديمة التي ربطت بين اليسار ومفاهيم الثورة الدائمة، ومفاهيم الحرية والتمرد وحقوق الاقليات والطبقات بمفاهيمها الايديولوجية والعقائدية، والتي مازالت غلوائها مكرسة للاسف في العديد من زوايا العقل الشعبي العربي.. لانريد ان نتحدث عن فشل اليسار العربي الليبرالي في انتاج نموذج للدولة او لنمط الثقافة الشعبية، لان هذا الحديثفات اوانه، لانه في حقيقته فشل للاحزاباليسارية في تعاطيها مع مشكلات التحول السياسي التحرري بدأ الذي بدأ فينهاية الاربعينات، ناهيك عن مشكلات التحالف غير المدروسمع الاحزاب البرجوازية والقوى السياسية الناهضة انذاك..
ان اعادة قراءة مشكلات التحالف بين عديد القوى السياسية التي تؤمن بفكرة الدولة الجديدة ناهيك عن مرجعياتها هو احدى ابرز الملفات التي ينبغي ان تقرأ بعمق وشفافية مسؤولة في مواجهة ازمة ثقافة اللادولة!! او ثقافات التاريخ النصوصي، لان فقدان امتيازات صناعة الدولة يعني توسيع هامش انهياربناءالمشروع الديمقراطي في المنطقة العربية وتوسيع قاعدة القوى الاجتماعية والثقافية التي تدعو لصناعة الدولة الجديدة دولة الحرية والمواطنة والحقوق العامة، وربما تحويل المنطقة الى بؤر صراعية لمصالح اقليمية وعالمية وحتى داخلية، تكون الضحية فيها الشعوب ومستقبل الاجيال الجديدة..
ان ازمة الديمقراطية هي ازمة ارتباك ثقافة الديمقراطية وسوءانتاجها وتداولها، وازمة انتاج الخطاب الاعلامي للديمقراطية..واعتقد ان اعادة انتاج الخطاب الثقافي للديمراطية بما فيها اشكال الديمقراطيات البسيطة في بعض الدول العربية هو هامش ينبغي التعويل عليه، وتطويره ودعمه، خاصة وان المكان العربي لايملك مورثات للبيئة الديمقراطية ولا للقوى الديمقراطية، فضلا عن وجود فشل عميق في تارخنا السياسي المعاصر لانتاج خطاب واضح المعالم للديمقراطية على مستوى الدولة او الخطاب..
ان العمل على فكرة النموذج هو الاساس الاولي لانضاج عوامل الديمقراطية التي لايمكن ان تعيش خارج الحواضن والمصالح، واحسب ان نماذج الدول ذات الاستقطاب الواسع للاستثمارات وعمل ااشركات المتعددة الجنسيات هو المقدمة الاجرائية لانضاج فعل الديمقراطية المؤسساتية، وبالتالي مواجهة ازمات ما يترتب عليها من اشكال اخرى للخطاب الثقافي..وطبعا هذه الازمات وتجاذبات الصراع لاتعفي اصحاب المواقع وحتى العقل السياسي والايديولوجي الذي يقف وراءها من عدمقراءة المشهد بمهنية عالية وبمسؤولية قد تسهم يصياغة مواقف غير صادمة للعقل الحكومي والسلفي، مواقفيمكن ان تتبنى خطابا مسؤولا يدرك تفاصيل الصراع واشكالاته واسئلته..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك