الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الحج- والبعد الانسانى

عبد العزيز الخاطر

2008 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جماعة " الصحبه" التنظيم الفعال والضمير المستيقظ
آذان الله للناس بالحج دعوة انسانيه عظيمه تسحق تحتها كل تجزئه وتفرق او تميز وامره سبحانه وتعالى للناس بشهادة منافع لهم جراء ذلك تدل على تعدد منافع وايجابيات هذه الفريضه العظيمه حيث الامر ابعد من مجرد الاداء الالى دونما اغتسال الروح وتعاليها وتجردها فوق الماديات والمحسوسات انها مقابله مع الله قبل خروج الروح من البدن فى بيته وحول مشاعر حبيبه صلى الله عليه وسلم اما علم السنين والحساب فهو واضح فى التوقيت وترادف المشاعر وتكرار ذلك سنويا عدد ما تغيرت الاجيال وتبدلت الاحوال.
لقد من الله على باداء فريضة الحج لهذا العام وقدر لى ان اشهد توحد الجانب العملى بالجانب الروحى وآلية الاداء بروحانية الدعاء ولم يكن ذلك شيئا سهلا او متيسرا لولاء توفيقه سبحانه لى بان اكون احد اعضاء جماعة" الصحبه " لهذا العام والتى دأب صاحباها الاخ عبدالله بن احمد المهندى " ابو احمد" والاخ محمد حسن نقى " ابو جاسم" منذ اكثر من عقد على تنظيم رحلات للحج تقوم اساسا على اهمية اقتران الجانبان لهذه الفريضه العظيمه وليس هذا فقط وانما الحرص كل الحرص على ان يستفيد الحاج معهما من كل دقيقه من دقائق تلك الايام القلائل المشهوده الى جانب ارساء مفهوم الصحبه بين المجموعه وما يمثله من بعد انسانى هام رغم فروق السن فيصبح الامر لقاء من اجل الله وفى محبته رسوله الكريم كل ذلك دونما سعيا لاى مكسب مادى اودنيوى بل ان مايزيد من تكلفه هذه الصحبه او الرحله يعود للجماعة لا قتسامه بعد ذلك.معظم حملات الحج ينتهى دورها بعد وصول الحاج الى المشعر ونقله بعد ذلك الى مشعر اخر وكم شهدنا وقتا ضائعا لدى الكثير ولغوا شائعا فى غير مكانه ولا زمانه نظرا لعدم توافر النظره التكامليه للعديد من حملات الحج لهذه الفريضه ذات الطابع الخاص والمتميز فى تاريخ البشريه كلها وعدم الاهتمام بتنظيم هذا الوقت الثمين وربطه دائما فى ذهنية الحاج بانه قد لايعود عليه وهو فوق التراب فيستشعر بالتالى عظم ما قد يفرطه فى حق نفسه وجسامة ماقد يضيعه فى حق الله ومساءلته له. وانا جزم هنا باننا فى جماعة " الصحبه" هذا العام لسنا استثناء لولا برنامجنا المزدحم بجانب روحى كبير المتمثل فى اقامة الليل وقراءة القران والتفاسير والتكبير واذكار الصباح والمساء والتى حفظها البعض من كثرة تكرارها حتى فى الحافله على الطرق حيث التنقل من مكان الى اخر والمتابعه والحرص الدائمين من جانب الاخوين الكريمين ابو احمد وابو جاسم على ابقاء هذا البرنامج المزدحم والذى يقدم بطريقه انسانيه واعيه ومنظمه تقرن بين اداء الشعائر والتاريخ وتجرد النفس خاصه وان الرحله تشتمل ايضا على زيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقعها الفاصله فى تاريخ الامه وقبور رجال الاسلام الاوائل من الصحابة والتابعين .كم كانت نظرات الاخ ابو احمد تلاحق الغافل منا حتى ينتبه ويعود من تلقاء نفسه الى الذكر وقراءة القران كى لايبدو خارج المكان والزمان , كم كانت اسئلته تشحذ المتكاسل ليستذكر ما قد نسى من احاديث او ذكر , كم كان دعاء الاخ ابو جاسم مؤثرا فينا حتى بكى له الصغير قبل الكبير فى عرفه حيث فجر التاريخ للانسانيه جمعاء او في" منى" حيث مشهد الحشر مصغرا عند رجم الشيطان وهوى النفس, لقد من الله عليهما بالقدره على امتصاص تمرد الشباب وتوجيهه بصوره اكثر فائده حيث العدد الاعظم للمجموعه من الشباب الغض وكذلك حسن استماعهما للكبير وملاحظاته وادماج الجميع من جو اخوى حميمى من الحوار النافع.لم اشهد حج السنين السابقه ولكننى استطيع ان اقول بارتياح ان نجاح اى عمل يحتاج الى عاملين اثنين اولهما نستطيع تسميته بالظرفى او الخارجى والاخر يمكن الاشارة له بالعامل الداخلى او الشخصى وفيما يتعلق بموسم الحج هذا العام فان العامل الخارجى او الظرفى المتمثل فى الجهود العظيمه والجباره التى تبذلها حكومة المملكه العربيه السعوديه جعل من هذه الرحله الايمانيه فى منتهى اليسر والراحه فالتسهيلات حيث مشيت وحيثما استقريت وان كان ثمة قصور فهو فى جهل من يحج بفقه الحج وعدم التزامه بمؤشرات السلامه من نظافه وتطهر وتمثل لروحانيه الحج فى ذاته . اما الجانب النفسى او الداخلى كما اشرت فهو ما يحرص عليه اصحاب جماعة "الصحبه " الافاضل من العمل بالارتقاء بالحج الى مستوى الروحانيه والتنظيم رغم آلية اداء المشاعر .ان عملية تنظيم وقت الحاج فى منتهى الاهميه واشاعة روح الاخوه بين الحجاج تاخذ بيد المتكاسل وتنبه الغافل وترتفع بالاداء بما يعود بالنفع على الجميع.
لقد عدنا اكثر تنظيما او تقبلا للتنظيم فى حياتنا بعد هذه الرحله الفاصله فى تاريخ الانسان المسلم, ابتعدنا عن الرسميات لنعود احبابا نلتقى فى حب الله وحب رسوله عليه الصلاة والسلام, ابتعدنا عن الالقاب لنصبح اكثر قربا وانسانيه لبعضنا البعض, تركنا زخرف الدنيا على امل ان يصغر فى اعيننا يوما بعد اخر فلا نستبدل الادنى بالذى هو خير , تبددت الهموم وتلاشت الاحزان واضمحلت الفوارق فلا تسمع الا حمدا لله وثناء على رسوله الكريم, لقد كان بيننا صاحب المركز ورجل الاعمال والمهندس والطالب والكبير والصغير وذو الجاه ولكن لم نستشعر ذلك كله امام تسامى انسانيه الاسلام ومركزية الانسان فى الكون ووقوفه مجردا خاويا من احمال الدنيا وزخرفها الزائل امام خالقه.ان فلسفة الحج تقوم على استشعار المساواه ووحدة المصير, فكرة التميز فكره دنيويه خالصه يجب ان تخف حدتها وقوتها بعد اداء الانسان لهذه الفريضه, لقد لبسنا اكفاننا يوما او بعض يوم ونزعناها وليس ببعيد ان نلبسهامتى ما شاء الله بل ذلك حتما مقضيا لتذوب معنا فى قبورنا التى ندعوا الله ان تكون روضة من رياض الجنه.
ان هذا المقال ليس تزكيه لاحد بقدر ماهى مشاعر عائد من اداء هذه الفريضه العظيمه والذى استشعر اهميه ليس فقط اداءها بل طريقة هذا الاداء وتنظيمه فهذه الامه فى حاجه ماسه للتنظيم لتحقق اهدافها وغاياتها.وليس تنظيم وقت الحاج وربطه ببرنامج بما يخدم الهدف الاسمى للحج سوى حجر الاساس لذلك
جزى الاخ" ابو احمد" وابو جاسم" صاحبى جماعة" الصحبه" خير الجزاء وجعل عملهما خالصا لوجهه سبحانه واورثهما الجنة يتبوءان منها حيث يشاءان انه على كل شى قدير.وتحياتى وامنياتى الطيبه لجميع الاخوه فى الجماعه الذين سكنوا القلب والضمير وكيف لا وقد مشينا وتالفنا فى اعظم مكان مشت له قدم واسمى هدف التف حوله بشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فضيلة التواضع
سلام السوسنة ( 2008 / 12 / 14 - 20:20 )
سيدي
يبدو ان حجك هذا قد زرع بك كل الفضائل ما عدا فضيلة التواضع
الا ترى انك جعلت من نفسك وصحبك اشباه ملائكة ومن بقية خلق الله من الحجيج حولك يقضون وقتا ضائعا ولغوا شائعا كما تقول
ترى اليس من اهداف الحج الذوبان في الجمع وليس التميز؟

بالمناسبة انا لا ارى تن الحج هو اسمى هدف التف حوله بشر
انها طقوس وثنية تمت اسلمتها ويوجد مثيلها في كل ديانات الارض.
آمل ان تكون قد تمتعت برجم عمود الاسمنت بسبع حصوات واصبت الشيطان اصابات بالغة

اتمنى ان يعمر الايمان قلبك بالسلام والتواضع

والسلام


2 - الفهم المقلوب
عبدالعزيز الخاطر ( 2008 / 12 / 15 - 02:33 )
يا سيدى او ياسيدتى
تكلمت عن بعض حملات الحج التى همها فقط ايصال الحاج الى المشاعر دون ربطه ببرنامج يساعده على قضاء وقته كما ينبغى هناك ولم اتطرق للكبر واحسب اننا كنا موفقين حيث توفر لنا ذلك
وهى تجربه مشاهده رايتها واحسستها فعليا يبدو انك تفهم الامور بشكل مقلوب او انك تحمل حكما مسبقا فانت حر فى رايك واعتقادك ولا يضيرنا ذلك شيئا ولاينقص من الاسلام كونك لاترى قدسية لتلك المشاعر العظيمه فهون عليك فالملايين المتدفقه سنويا من كل فج عميق لن يضيرها تمنعك او رايك فى ذلك فهون عليك.


3 - 2 الفهم المقلوب
عبدالعزيز الخاطر ( 2008 / 12 / 15 - 03:08 )
او يبدو انك لم تقرأه بشكل صحيح الم تقرأ الفقره التى تشير- ونحن لم نكن استثناء من ذلك لولا ان قيض لنا الله من يحثنا وينبهنا - اين الكبر فى ذلك اليس ذلك اعترافا بالضعف ارجو ان تكون دقيقا يا سيدى اما رؤيتك بان الحج ليس اشرف هدف او بقعه فانت حر قد يرى البعض الحج للبيت الابيض او الكرملن او الاليزليه او الى قصر من قصور الحكام اوالزعماء اعظم واشرف فلا يضير الامه شيئا من ذلك


4 - حج مبرور
شامل عبد العزيز ( 2008 / 12 / 15 - 10:38 )
حج مبرور. وكم كنت اتمنى ان تكون هذه المقالة للاشخاص الذين كانوا معك فقط لاني وبصراحة لم افهم ماهي الغاية العظيمة من وراء مقالك لانها اشياء نسمعها في كل موسم ومع العلم بان هناك اشياء نسمعها على عكس ماتقول.


5 - النيه يا اخى شامل
عبدالعزيز الخاطر ( 2008 / 12 / 15 - 11:46 )
ستسمع الكثير ولايجب عقد مقارنه بين ما تشاهده والغايه الروحيه والرمزيه للحج يجب ان تتاثر بما تشاهده من تصرفات جاهله وخاطئه من الكثير من الجهلاء ثم ان الحج له عده منافع كما ذكر القران منها الاجتماعى والاقتصادى والثقافى ولكنه فى الاساس فريضه تتبتغى التجرد والنيه هناك الكثير ممن ياتى ولكن ليس بنية الحج


6 - الاخ عزام التميمى مدير المركز الاسلامى فى لندن
عبدالعزيز الخاطر ( 2008 / 12 / 15 - 12:11 )
نعرف ان بعض الممارسات الدينيه مثل الطواف والحج الى البيت كانت تمارس قبل الاسلام ولكن الاسلام خلصها من التبعيه لغير الله من وسطاء وشركاء من اصنام وما الى ذلك و المعروف ان قريش كانت تحتكر وتشرف على مثل هذه الاعمال دون باقى قبائل ومجتمعات الجزيره

اخر الافلام

.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa


.. 63-An-Nisa




.. 64-An-Nisa