الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهاد بالأحذية يا خلفاء صدام

طاهر مرزوق

2008 / 12 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إلى هذه الدرجة أصبح إلقاء الأحذية من أعمال البطولة والشجاعة والفخر بين مجتمعات عربية بأكملها ؟ هل لأنهم عاجزين على أتيان ذات الفعل على حكامهم رؤساء وملوك ؟ لماذا كل هذه الهستيريا الجماعية بالحذاء الصحفى ؟ فإذا كانوا متفقين على كراهية بوش وأحتقاره ، فلماذا لم يخرجوا سابقاً فى مظاهرات مليونية من البشر تطالب بإسقاط أنظمة الحكم فى بلادهم وإخراج المستعمر ؟ لكن الحقيقة تقول أنهم لايستطيعون الخروج لأنهم جبناء لايعرفون أستخدام العقل المسجون منذ ألف وأربعمائة سنة
ومن نتائج فقدان الإنسان لعقله هو قيامه بأعمال هستيرية ليقنع نفسه والآخرين من حوله بأنه موجود وقادر على مواجهة الخطر وليس فاشلاً أو عاجزاً عن حماية نفسه ، فالعرب يعرفون جيداً أن الخطر ليس فى أمريكا أو بوش بل فى العصابات الإرهابية الدينية التى عاثت فى الأرض فساداً
لذلك يجسد كل عربى نفسه فى صورة الصحفى ملقى الحذاء لأقناع نفسه بأنه بطل وفارس شجاع ألقى حذاءه على رئيس أكبر دولة فى العالم وياله من شرف ينسبه العربى لنفسه مثلما كان يفعل فى غزواته من قتل وسبى وتشريد تحت شعار " الله أكبر " والجهاد فى سبيله!
أحدهم قال لى معلقاً " الشعوب العربية شعوب موكوسة مش فالحة إلا فى الهيافة " .نعم الهيافة هى التى تدفعهم إلى أن يعلنوا تضامنهم مع الفارس العربى المغوار الذى صال وجال فى ساحة الوغى ، وتضامنهم الذى بلا حدود مع موقف العزة والشرف والكرامة لهذا الصحفى صاحب الحذاء ، ولم يتوانى آخرين عن تذييل تأييدهم بعبارة دينية ليكون الله فى الوسط مثل " الله اكبر والعزة للمؤمنين والخزي والعار للكافرين واعوانهم " ، "الاسلام ينتصر دائما " ، " رفع رأس الأمة الإسلامية " .
ومن المعلومات الإخبارية التى قرأتها أن هذا الصحفى العراقى ذهب يطلب عملاً بقناة الحرة الأمريكية قبل فعلته البطولية الحذائية بأربعة أيام لكن القناة الأمريكية رفضته . إذن هذه هى القضية و" مربط الفرس " ولا علاقة لها بالوطنية !
هذه هى طبيعة الفرد العربى الذى يرفع دعواته الدينية صباح مساء بموت الكافرين الأمريكان وخراب بيوتهم وفى نفس الوقت يأكل من خيراتهم بل ويذهب إلى قناة الحرة الأمريكية يطلب عملاً وهو الذى يعمل فى قناة البغدادية لأنه يريد أموالاً أكثر ، فلا توجعوا رؤوسكم بأسطوانة أنه صحفى وطنى قومى !
لا أعتقد أنه كصحفى عراقى لايعلم شيئاً عن عصابات الإرهاب الإسلامية التى تنحر وتقتل البشر وترهب الشعب العراقى فى بيوتهم وتطردهم من ديارهم يومياً ، هل حاول هذا الصحفى الحذائى التربية والتعليم أن يحصى للعالم كم من الشعب العراقى قتلت وشردت تلك العصابات الإجرامية ؟
يا للمجد والعزة التى حققها ذلك الصحفى الذى أعتبره الكثير من العرب خليفة صدام حسين على كرسى البطولة والفروسية العربية والذى أتى ليحرر أمته العربية من الأستعمار .
وزفت الأنباء العربية " قرار لجنة الأداء النقابي بنقابة الصحفيين بمصر، منح جائزة شرفية مكتوبة على ورق البردي للصحفي العراقي نظير إلقاءه الحذاء على بوش " ، وللأسف هذا هو قمة البؤس البؤس المصرى وثقافة الصحافة المصرية الضالة التى تقدس الحذاء وتتجاهل الآلاف من المصريين الذين يبيعون أعضائهم البشرية وأهمها الكلى ليعيشوا فى مجتمع فاسد وظالم وهذا هو أكبر دليل على فساده حيث يقيمون الحفلات ويقدمون الجوائز للأحذية .
وأتساءل : لماذا ألقى هذا الصحفى حذاءه على الإرهابى بوش كما يعتقد ولم يفعل نفس الشئ مع أباطرة الإرهاب الذى يعيش بينهم ؟ هل يخاف أن يرمى حذاءه على أحدهم فيرتد عليه قنبلة مدمرة ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا نتوقع
الدكتور صادق الصراف ( 2008 / 12 / 17 - 23:39 )
ماذا نتوقع من هكذا أمة مهزومة ومقهورة وقد سحقتها أنظمتها المتخلفة الرجعية الدكتاتوريةعلى مدى عقود من الزمن


2 - أيتام عفلق
الدكتور صادق الصراف ( 2008 / 12 / 18 - 00:40 )
هذه أساليب أيتام عفلق


3 - اما تكتفي ياصراف
علي ( 2008 / 12 / 18 - 07:01 )
قليلا من الحبوب المهدئه للصراف يبدو ان الغيره من بطولة منتظر جرحته عالاخر، عيب والله عيب


4 - تعليق رقم 3 السيد علي
شامل عبد العزيز ( 2008 / 12 / 18 - 11:40 )
اعتقد ان للسيد الصراف وجهة نظر تختلف عن وجهة نظرك فلماذا عيب عليه ولماذا لايكون عيب عليك . ارجو ان لايكون هناك ازدواجية في المعايير فليس كل الناس تؤمن مثل ماتؤمن والعكس صحيح


5 - احسنت يا طاهر
AMJD ALIRAQI ( 2008 / 12 / 18 - 15:09 )
اقول ان العفالقه والمتطرفين الشيعه والسنه هم فقط الذين هللوا وزمروا لمنتظرالجاهل.........والله في عون العقلاء


6 - سؤال
ابو سلام العراق ( 2008 / 12 / 18 - 18:09 )
الاستاذ طاهر المحترم
لقد علقت على احدى المقالات وذكرت باني ارفض ماقام به الصحفي وطلبت ان لايسييس الموضوع ويترك للقانون والقضاء
ان يقول كلمته مع الاسف هناك اتهامات تذكر بنفس اسلوب الذي كان يستخدمه النظام البائد بحق معارضيه
اريد انااسأل نفس السؤال لماذا لم يتجرأ صحفي او اي مواطن مقيم في اوربااواميركا برشق اي مسوؤل عربي عنده زيارته هذه البلدان
وخاصة المسوؤلين العراقيين زمن النظام البائد
مع ااحترامي وتقديري

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah