الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر صحفي مع الله ومحمد و المسيح

بسام البغدادي

2008 / 12 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا لم تفعل هذا؟
كنت صامتاً عندما كان هذا هو السوآل الوحيد الذي دار في خلد الشيطان وطرحه علي مرة تلو الاخرى بعد خروجنا من قاعة المؤتمرات من مؤتمر صحفي مع حضرة الجلالة سبحانه وتعالى و اثنين من رسله عيسى ابن مريم على يمينه و محمد صلعم على يساره.
دار الشيطان حولي يسأل ويستفسر, يستنكر ويسأل حول سبب واحد مقنع منعني من نزع الحذاء وقذف الله و المسيح ع ومحمد صلعم بالحذاء عندما حانت لي الفرصة وسمح لي الحرس الالهي جبرائيل و خبرائيل و عزرائيل بالدخول في هذا المؤتمر الصحفي. لكنني لازلت صامتاً ...

جلسنا في قاعة المؤتمرات و استمعنا اولا لشرح مفصل و دقيق للخطة الالهية التي تهدف الى خلاص البشرية و انقاذها من شرور الميليشيات الملائكية المارقة بقيادة رئيسها الشيطان, ثم دخلنا في شرح مفصل للتقدم الجاري في العمليات االالهية لتحرير و تنضيف الاجزاء المختلفة من الكرة الارضية من براثن هذه الميليشيات. ختاماً وقبل ان نبدأ بطرح الاسئلة اختتم المسيح عيسى بن مريم حديثه بأن هذه الخطة هي احدى اهم الخطط و اكثرها نجاحاً في تأريخ البشرية وبأننا وبعون من قوات الله تعالى متعددة الجنسية سنقوم قريباً بدحر الشيطان وكل قواه. في الجانب الاخر وقف محمد يهز رأسه موافقاً زميلة عيسى ابن مريم.

سألني الشيطان عن الدماء التي سفكها هذا السفاح خلال التأريخ كله, أراني بشاعة التأريخ المر و القذر الذي سطره الله سبحانه وتعالى على كاهل البشرية, من يومها الاول وحتى اليوم, أراني قطرات الدماء التي جرت من عنق هابيل عندما قام اخوه بجز عنقه , أراني اطفال الفينيقين يحرقون احياء في فتوحات اسرائيل لارض الميعاد و أراني دم مريم البنت الفلسطينة بنت الاثني عشر سنة التي اغتصبها جنود ريتشارد قلب الاسد مرة تلو الاخرى أمام ابيها في الحروب الصليبية ثم أراني اطفال الحجاز الذي جزت اعناقهم بسيوف لا اله الا الله فقط لان شعر عانتهم قد نبت. ولكنني لازلت صامتاً...

عندما فتح باب السوآل للصحفيين الحاضرين و الممثلين لعدة اتجاهات فكرية و ثقافية اعلامية انسانية قامت الزميلة وفاء سلطان بتوجيه ثلاثة أسئلة للرسول محمد حصرياً, بعدها توجه السيد بابا شنودة بالثناء و الاطراء على قيادة السيد المسيح عيسى ابن مريم ولم يرد ان يوجه اي سوآل معين حتى ان الله سأله أن كان لديه سوآل ما؟ بعدها استلم السيد زهير عطا سالم المكرفون و انهال بالتهم على فساد الخطة الامنية على كل من محمد و الله ولكن الاثنين اجابوا ببرود ودبلوماسية ومراوغة عالية حول جميع اسئلته بدون التطرق الى اي نقطة حقيقية بوضوح. الى جواري كان يجلس السيد صلاح الدين محسن, قمت بكتابة ورقة صغيرة و مررتها اليه, كتبت فيها. (لأجل الانسان, لأجل الاطفال الذين جزت اعناقهم في الجزائر, لاجل ارامل العراق, لأجل الجائعين في افريقيا).

الشيطان يحملني على جناح السرعة عبر الزمن الاسود الى مدينة المدائن في العراق عام 2004, هناك يقف مائة و اثنان وسبعون رجل وطفل و امرأة محاصرين بمايقارب الثلاثون ملثماً مدججاً بالاسلحة الرشاشة. الصراخ و العويل يعلو في مقدمة هذا الجمع الذي قاربت بدايته احد الانهار هناك. ثم يتقلص هذا الجمع شيئاً فشيئاً كلما اقتربنا من النهر وعلى ضفة النهر, يقف ثلاثة ملثمين يعلو صوتهم بصورة غير طبيعية (الله اكبر وبسم الله) , سكاكين تقطر بالدم, ثيابهم حمراء متسخة, و اقدامهم تغوص في الوحل و الدماء. اسم الله يرفرف فوقهم و الملائكة تسبح في العليين, الله اكبر وبسم الله, الله اكبر ولله الحمد.

لم يفهم السيد صلاح الدين محسن قصدي, وهم بطرح اسئلته على الله, وان كان لله شبيه او شريك يقوم بارساله في بعض المهمات تجنباً لحوادث الاغتيال, وبينما هم الله بالجواب, قمت بأخراج قدمي اليسرى من حذائي حجم اثنان و أربعون الذي اشتريته يوم امس, قمت بأخراج قدمي اليمنى كذلك, وتذكرت كم خطيبتي اعجبها شكل حذائي الجديد. تخيلت انني وفي افضل الاحوال و ان سامحني الله و محمد و المسيح لانني قذفت بحذائي الجديد هذا في وجهم فأنني وبصراحة و بكل تأكيد ساعود حافياً للبيت وقد خسرت مهنتي التي تعيشني ومصدر رزقي الوحيد الذي منه سابني بيتنا انا وحبيبتي.

يسألني الشيطان ويحوم حولي, وعندما وصلت باب البيت و احببت ان اتخلص من صحبته لانني اعرف ان خطيبتي اليوم في البيت وقد قامت بأعداد عشاء خاص لي, أخبرته , يا سيدي الشيطان اسمع علي ولنكن واضحين. أنا املك بيت, املك حبيبة, املك سيارة, املك حياة طويلة عريضة مليئة بالتجارب و الخبرات, ماذا يملك الله؟ لا شي.
سوآل ثاني يا سيدي الشيطان, انا اعمل و اجهد و اتعب كي احصل على ما اريد بتعبي وعرق جبيني و انا الان ذاهب للعشاء مع حبيبتي فماذا يفعل الله او محمد او المسيح الان؟ لا شي.
سوآل ثالث يا سيدي الشيطان, هل تعتقد بأن حذائي الجديد هذا والذي اشتريته بعرق جبيني والذي اعجب حبيبتي كثيراً لو كان له ان يختار نهايته سيختارها في وجه الله؟ لا عيسى و محمد يرضى هذا فكيف بحذائي هذا الذي هو اكثر واقعية منهم؟
يا سيدي انا عندما جلست هناك وقررت ان القي بحذائي في وجه الله هذا و محمده و مسيحه تفكرت بالامر و شعرت بأن حذائي هذا لهو لي اكثر نفعاً وقيمة من هؤلاء ثلاثة وانت تعرف هذا يا سيدي, وكلنا نعرف هذا فأتركني الان اتعشى مع خطيبتي فربما احصل على ماهو اكثر من العشاء الليلة.

وجبة هنية و اطيب تحية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ردا على المقال
ضياء مزهر ( 2008 / 12 / 18 - 20:15 )
في الحقيقة اود ان ان هذا المقال يفتقر اى الصياغة الادبية الجيدة بالاضافة الى انه يفتقر الى اسلوب الاقناع الذي يجب ان هو اهم العناصر الواجب توفرها في اي مقال لاسيما وانه يتعارض مع اهم المعتقدات التي يتفق عليها اغلب الجنس البشري ،لااحد سيظلمك اذا قال لك ان هذا المقال ليس هادفا بل هو احد المقالات التي يقصد منها تاجيج الصراع العقائدي في وقت يطلب من الجميع ان يعمل لاجل البناء وليس للهدم
مع وافر الاحترام للقائمين على هذا الموقع


2 - تمنى
مازن ( 2008 / 12 / 18 - 22:56 )
كم كنت اتمنى ان اكون بجوارك لحضور هذا المؤتمر الصحفى لانى فى ذهنى مئات الاسئله المحيره تدور فى ذهنى وانى اريد اجوبه مباشره لاعبر وسطاء وسماسره والسؤال الابرز لماذا انت تشدد على قضية كرهك وحقدك لزميلنا الشيطان وانتى تدعى انك قادر على كل شىء لماذا لتجعل كل شعوب العالم حياتهم رغيده وسلميه اعتقد ياسيد السذج انه تدور حولك الف اشارة استفهام


3 - ايها العلماني اين العلم؟
سلام العماري ( 2008 / 12 / 19 - 10:40 )
انا لست متدينا, حتى اقول لك اذا الله موجود, فسيصيبك شيئا ما؟. ولكني دائما اطلب الدليل على الفكره, ايا كانت, اسلوبك الرخيص هذا يدل على حالة قلق مرضي سيدمرك واعتقد ونك تعيش برعب داخلي , وانه حتما سيؤدي بك الى الانتحار.
ماذا استفدنا من توسيخك صفحات الحوار المتمدن.
اما كتابات صلاح الدين محسن, فهي كتابات جيده ومفيده, يطرح فكره حول الدين والقران ومحمد ويناقشها بدليل مقنع,
من اجل الحوار المتمدن , ان تبتعد عن هذا الاسفاف ,ومن اجل شخصيتك, لتكون ارفع واسمى


4 - الى الحوارالمتمدن؟
سلام العماري ( 2008 / 12 / 19 - 10:53 )
انتم اصدرتم نظام التعليقات وحددتم الشروط على ذلك, فهل تشمل الكتابات الاصليه ام لا؟ اذت كان ذلك نعم. هل تشمل الاهانات لله, باعتباره شخصيه عظيمه ومقدسه . عند الملايين من الناس. وكذلك الشخصيات الاخرى, مثل محمد وعيسى؟
نعم فالنناقش ونتناولهم لكن بكلام متمدن, واسلوب حضاري


5 - لاانتمي الى دين ولكن
محمد خليل عبد اللطيف ( 2008 / 12 / 19 - 15:28 )
ليس هناك دين في العالم سماوي او لاسماوي يدعو الى العنف واسالة دماء البشر والعدوان وقد تبيح الديانات رد العدوان والاذى...ولكنه الانسان الذي يستغل الدين لتحقيق اغراضه واطماعه...استفزاز العامة بهكذا مقالات هو احد اهم اسباب اندحار الفكر الشيوعي واليساري والعلماني مع الاسف

اخر الافلام

.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر


.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا




.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت


.. 108-Al-Baqarah




.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل