الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدعوك فقالوا ..

عمرو اسماعيل

2008 / 12 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن الدين عند الله الاسلام أو المسيحية أو اليهودية فقط ..
فهل احتكر الله هؤلاء لكي يبعث لهم دون غيرهم رسلا ..
وماذا عن باقي شعوب الأرض شرقها وغربها .. هل نساهم الله ..
وخدعوك فقالوا .. الاسلام هو الحل ..
فعن أي حل يتحدثون ..
اسلام الخميني أم ابن باز أم اسلام طالبان بقيادة المدعو أمير المؤمنين الملا عمر .. أمير أكتر الامارات تخلفا في العصر الحديث بل والقديم ..
أم أنه اسلام بن عاكف مرشد الاخوان وتابعه ابن هنية في غزة ..
خدعوك فقالوا أن منظومة طظ في مصر والمسماة مجازا الاخوان المسلمين يؤمنون بالدولة المدنية .. ..
فهم مازالوا يؤمنون أن أقباط مصر .. أهل ذمه .. في مخالفة صريحة للدستور المصري .. الذي يعتبر كل أهل مصر مسلميهم ومسيحييهم .. مواطنين علي قدم المساواة لهم نفس الحقوق .. ومن أهمها حرية العقيدة وحرية إقامة شعائر هذه العقيده .. كما يؤمنون بها .. ومازالوا يؤمنون بعدم تولية اي امرأة منصبا قياديا .. ولا يؤمنون بأي ديمقراطية الا كوسيلة وليس غاية .. وسيلة يصلون بها الي السلطة ..
ولكن أيضا خدعوك فقالوا أن الدستور في مصر مدني .. فطالما به المادة الثانية .. فهو دستور غير مدني يعطي الفرصة لمنظومة طز في مصر أن تفرض رأيها .. مهما تعرض اعضائها للإعتقال علي ايدي النظام .. ...

من يعتقد أنه مازال في مصر أهل ذمة.. هو في الحقيقة ينتمي الي منظومة طظ في مصر .. وأنصحه مع زعيم هذه المنظومة إن لم يكن يعتقد في أهمية الوطن .. مصر .. وحقوق المواطنة بصرف النظر عن الدين والجنس واللون والعرق .. أن يبحث عن مكان آخر هلامي وخرافي .. لن يجده حاليا علي ظهر الكرة الأرضية .. لأن الحقيقة والواقع يقول .. أنه هناك مصري وسوري و سعودي وماليزي و أمريكي وفرنسي .. في كل هذه الدول سواء وافق من وافق أو رفض من رفض .. الواقع يقول أن الدين هو لله والوطن هو للجميع .. في مصر الدين هو لله ومصر هي للجميع .. وكذلك هو الحال في اي دولة أخري .. المصري يحتاج تأشيرة لأداء مناسك الحج في دولة اسمها السعودية.. هل هناك تأكيد لهذه الحقيقة أكثر من ذلك أنه لا توجد مثل تلك الدولة الوهمية .. دولة تجمع المسلمين .. فدعوكم من الأوهام التي انتهت الي غير رجعة .. و من يحاول استدعائها و الاصرار عليها هو في الحقيقة من يعاني من اضطراب وجداني بل واضطراب عقلي ..
خدعوك فقالوا أن دولة الخلافة الاسلامية هي الحل .. رغم أن التاريخ الحقيقي يقرر أن الشعوب الإسلامية و لا أقول الدول الإسلامية عاشت خلال القرن العشرين أفضل قرونها على الإطلاق من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية رغم حكوماتها الديكتاتورية و رغم الاستعمار ورغم هزائمها المتتالية أمام إسرائيل وذلك بفضل انتهاء عصر الخلافة العثمانية وبفضل تطبيق القوانين المدنية والتي اقتبسناها من أوروبا وخاصة فرنسا ...
فتحت حكم الخلافة التي ادعت أنها إسلامية كانت الشعوب تعانى الأمرين من شظف العيش ولم تكن فى الحقيقة أكثر من مجموعة من العبيد تعمل فى الأراضي الزراعية لكى يأخذ الخليفة خراج الأرض فيبنى القصور ويشترى الجواري و الغلمان و كان هو دائما الآمر الناهي يعطى من يشاء ويمنع ممن يشاء , ويلتف حوله فقهاء السلطان يعظونه برفق أن فعلوا أو يبحثون له عن مبرر فى الشريعة لجرائمه, أما الشعب المقهور فليس أمامه سوى طاعة ولى الأمر وإلا السيف البتار جاهز لقطع الرقاب لمن تسول له نفسه الخروج على ولى الأمر.
وكانت الأراضي الزراعية تعتبر ملكا خاصا للحاكم ينزعها ممن يشاء و يهبها لحاشيته و أتباعه فتكونت الإقطاعيات ليزداد غنى من لا يستحق ويزداد فقر الملاك الحقيقيين للأرض والعاملين عليها , حدث هذا فى جميع العصور من أيام عمر وعثمان ومرورا بمعاوية وهارون الرشيد وحتى أيام محمد على فى مصر .. ولم نجد من الصحابة والتابعين من يقف أمام الحاكم ليمنع الظلم عن الرعية إلا أبو ذر الغفاري فتم نفيه لإسكات أول صوت اشتراكي فى التاريخ الإسلامي.
وقد كان دائما تقييمنا لعظمة الخليفة أو الحاكم هو كم من البلاد قد فتحها و كم من القصور قد بناها أما كيف كانت تعيش الرعية أو كم عدد القتلى من المغرر بهم باسم الجهاد من الغلابة الذين هم وقود المغامرات الحربية و أطماع الحاكم فى زيادة رقعة أملاكه وبالتالي ملأ خزائن ما كان يسمى مجازا بيت المال لكى يوزعه هذا الحاكم كما يشاء و على من يشاء, على شاعر أفاق يقول فيه قصيدة مدح أو فقيه منافق يبرر له دينيا أفعاله بينما الشعب الغلبان يعانى الأمرين فى زراعة الأرض و يموت منه الآلاف من الجوع والأوبئة أو فى جبهات القتال.
كان هذا حال الخلافة العثمانية ومن قبلها العباسية و الأموية, حتى أن من سخرية القدر ان عبيد هؤلاء الخلفاء من المماليك قد أصبحوا هم السادة لأنهم كانوا يجيدون استعمال السيف ووجدوا من يدعوا لهم على المنابر من رجال الدين رغبة أو رهبة.
كان هذا حال الشعوب دائما فى عصور الخلافة الإسلامية, ولم يكن هناك أبدا قانون ألا القانون الذى يرضى رغبات الخليفة أو واليه فى أي مصر من الأمصار فالخليفة كان فى الحقيقة يملك الأرض ومن عليها من بشر وزرع و حيوان. حدث هذا فى جميع العصور الإسلامية بعد الخلافة الراشدة و حتى فى بعض فتراتها. ولترجعوا الى ما يمتليء به تراثنا من أخبار الرفاهية و البذخ فى القصور و أخبار الفقر و العوز بين العامة, ولترجعوا الى ما تمتليء به أمهات كتب تاريخنا من قتل و سبى و هتك أعراض ليس للأعداء ولكن للمسلمين من رعية الحكام المتنافسين على الملك و السلطان وقد لا توجد مدينه عربية إلا و قد استبيحت فى فترة من تاريخها حتى مدبنة الرسول قد استباحها جند يزيد بن معاوية بعد عقود قليلة من وفاته وحدث نفس الشيء من أتباع محمد بن عبد الوهاب لمعظم مدن الجزيرة العربية.

خدعوك فقالوا أن الاسلام دين ودولة ...
إن اللحظة التى تخلينا فيها عن الإسلام كدين و اعتبرناه دينا و دولة كانت اللحظة الفارقة فى التاريخ بين سعادة الدنيا و الآخرة و العنف و التطرف و إراقة الدماء باسم الدين و الإسلام ....
إننا نحتاج الإسلام كدين حب لكى نعرف الله و نتقرب اليه ونتعلم الرحمة ومكارم الاخلاق ...
أما أمور دنيانا من حكم و اقتصاد و زراعة و صناعة فقد تركها لنا الخالق لكى نديرها بأنفسنا تحقيقا لحكمة الاستخلاف فى الأرض مستلهمين فى ذلك مباديء الاديان العامة من عدل و مساواة وحرية وأمان, فليقل لى أحدكم أن كان يعرف, متى طبقت هذه المباديء طوال القرون في بلادنا التعيسة الحظ ... بينما تحظى بها الكثير من شعوب الأرض التي نتهمها بالكفر و الزندقة وندعو عليها ليل نهار و رغم ذلك نزداد تخلفا وتزداد هذه الشعوب قوة و رفاهية ولم نسأل أنفسنا أبدا لماذا, ألا يوجد هناك احتمال و لو ضئيل أن هذه الشعوب عندما فصلت الدين عن الدولة كانت على حق, ألم تتحسن احوالنا الاجتماعية ولو قليلا عندما تخلصنا من الخلافة العثمانية وطبقنا القوانين المدنية, وأنا أقول أحوالنا الاجتماعية وليست السياسية فما زال الفكر الشمولي يحكمنا و مازالت هناك أنظمة تستمد شرعيتها لأنها من قريش أو أنها هاشمية أو أنها تحكم باسم الدين.
الحقيقة المرة يا سادة أن من منحنا هذا التحسن فى أحوالنا الاجتماعية فى القرنين السابقين كان نابليون بونابرت عندما غزا مصر فزاد احتكاكنا بالحضارة الغربية وعرفنا قيمة القانون المدنى ثم أكمل كمال أتاتورك الطريق فخلصنا نهائيا من مشروعات الخلافة, فلماذا ننتظر دائما أن يكون الإصلاح على يد الأجنبى . أن مصر كانت أكثر ديمقراطية و هى تحت الأحتلال البريطانى وكانت هذه الديمقراطية هى المناخ التى مهد لثورة يوليو و الخلاص من الأستعمار البريطانى ولكننا لم نستفيد من التجربة و لا من التاريخ ومازال يوجد بيننا من يدعو الى العودة الى القرون الوسطى و مآسيها و يريق دماء الأبرياء بأسم الدين و الشريعة الأسلامية بعد أن كنا قد تخلصنا من هذه الآفة
لا أدرى ما هى المشكلة فى أن يعبد كل انسان ربه بالطريقة التى يريدها , يتعبد الشيعى على المذهب الجعفرى و يتعبد السنى على المذهب المالكى أو الشافعي أو الحنفي ويكون الوطن متسعا للجميع والحكم للأكثر كفاءة بناءا على اختيار الشعب فى انتخابات نزيهة حرة دون اى اعتبارات دينية او طائفية , قبلية أو عائلية.
ألم يحن الوقت لكى تتخلص شعوبنا من وصاية رجال الدين شيعة كانوا أم سنة, ومن وصاية شيخ القبيلة أو كبير العائلة وتمتلك أرادتها الحرة.
ألم يحن الوقت لكى نتخلص من أوهام تراث السلف الذين أراقوا دماء المسلمين صراعا على السلطة باسم
الدين.
ألم يحن الوقت أن نعرف ان عصر خالد بن الوليد الذى جعل نهر دجلة أحمر اللون قد انتهى الى غير رجعة وأنه لو حكم عليه بمقاييس عصرنا لوجب محاكمته كمجرم حرب.
أن الحل فى أيدينا فإما أن نطبق قيم العصر فى الحكم من الديمقراطية و سيادة القانون المدني على الجميع والإيمان بأن الدين لله و الوطن للجميع أو تزداد معاناتنا ونضيع الوقت الثمين فى تجارب أليمة مآلها الفشل
لأنها لا تصلح للقرن الواحد و العشرين وثبت فشلها مرارا و تكرارا.. فهل نعى..
عمرو اسماعيل











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
ali ( 2008 / 12 / 19 - 09:10 )
والله ياسيد عمرو انك صدقت في كل كلمة قلتها - بارك الله فيك- انا شخصيا اتمنى ان يأتي ذلك اليوم الذي نصبح فيه مثل الدول الكافرة من حيث تطورهم ورقيهم ولكن ياعزيزي هيهات مع رجال دين لايزالون يتغنون بامجاد الماضي التي لو تمعنا فيها لوجدنا انه تاريخ مليئ بالمكائد و المؤامرات وكلها حيكت باسم الدين وشيوخنا الابرار يجيدون ابراز الجوانب الايجابية والتغني بها عند السلف الصالح ويعتمون على جوانب حياتهم المليئة بالسلبيات . الم يتقاتلوا ويسفكوا دماء بعضهم بعضا اولم يكفر بعضهم بعضا .. نحن في مرحلة احوج ما نكون فيها لفصل الدين عن الدولة وجعل الدين مسالة شخصية بين المرء وخالقه و لا ادل على ذلك الا ما حصل بالعراق فهذا البلد رغم وجود الشيعة والسنة في بلد واحد ولمئات السنوات الا ان ذلك لم ينجح في جعلهم ينصهرون في بوتقة المجتمع الواحد والمصالح المشتركة اذ سرعان ما بدات المذابح بطريقة توحي ان انسجامهم بالماضي - كما يراه البعض - ما هو الا اهدوء العاجز الذي سرعان ما كشر عن انيابه حين وجد الفرصة لذلك.


2 - أنا موافق ولكن هل أنت متأكد؟
مصرى وبس ( 2008 / 12 / 19 - 13:50 )
هل أنت متأكد أن من قال أن الدين عند الله الإسلام كاذب؟ أنا متأكد من ذلك ولكن يجب إدراك الكلام والإيمان به قبل كتابته


3 - وضيح حقيقه, ليس الا؟
سلام العماري ( 2008 / 12 / 19 - 14:44 )
الاخ عمرو, كتبت((ان الدين عند الله الاسلام او المسيحيه او اليهوديه فقط))وهذا خطا((اان الدين عند االله الاسلام)) وهذا هو الصحيح. وكتبت((ماذا عن شعوب الارض.... هل نساها الله))يا اخي
الفكره اي فكره انسانيه او الهيه, عندما تبتدء من شخص ومن مكان لا يتعدى مكان الشخص, قد يكون متر مربع, ثم تبدا الفكره
تنمو اشخاصا ومكانا, وتكبر وتتسع,حتى تملا الارض كل الارض
وتشمل الانسانيه كلها. فلله لم يحتكر الاديان ولا الناس, وها انت
ترى اختلاف الاديان ومنذ وجد الانسان.ومع وجود اصحاب الافكار
مثل الله او ماركس او انت .وكل منهم يقول انا الحل
وعند الابتعاد عن المؤسس تختلف اوتتشوه او تتبدل بعضها باختلاف
المفكرين الاخرين. فا لماركسيه صارت لينينيه او ماويه حميديه
نسبت الى حميد مجيد
ومثلما تعرف ماذا كان دستور الماركسيه اللينينيه على يد الثوره البلشفيه بفيادة طيب الذكر لينين. هل كانت هناك حريات عقيديه سواءعلمانيه او دينيه؟!انا اعتقد كلها كانت مواطنين ذميين ومن درجه بهيميه!!كان الحزب الاوحد والقائد الاوحد
يااخي انت في الاسطر الاولى ملحد ثم بعد كم سطر صرت مؤمن
واسلامي((اننا نحتاج الاسلام دين حب.....الخ)) وانا اؤيدك بفصل الدين عن الدوله, وكل فرد وما تتخذ من فكر

اخر الافلام

.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-


.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف




.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم