الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باختصار: عن سنكا و رأيه في الدين.

محيي هادي

2008 / 12 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سَـنَـكا هو أحد الفلاسفة الرومان. ولد في مدينة قرطبة الاسبانية عام 47 ق م و توفي عام 65 ب م بعد أن حكم عليه بالموت بطريقة بشعة.
لهذا الفيلسوف، الذي تعلم على يده الامبراطور نيرون، قول يذكر فيه: أن العامة من الناس ينظرون إلى الدين بأنه حقيقة ثابتة. و أن العلماء ينظرون اليه بأنه تزييف لها. أما الحكام فيعتبرونه بأنه شيء نافع.

و يصح قول سنكا "عامة الناس" على اولئك الذين يكثرون و يتكاثرون في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل و الأمية، لا تعرف القراءة و لا رسم شكل حروف الكتابة، و على الذين لايريدون وجع رأسهم في التفكير و البقاء على ما هم عليه من موروث الآباء و الأجداد. و من بين هؤلاء نجد الذين كان قد عادى، أو لايزال، كل ما يقدمه العلم من انجازات و تقدم. و معروف لدينا أنه وجد ، و لا زال يوجد، في العراق رجال لبسوا لباس الدين و احترفوه، حرموا الذهاب إلى المدارس للتعلم فيها و حرموا كذلك ركوب السيارات أو استعمال الهاتف و وسائل الاتصالات الأخرى.
لكن الحياة أثبتت للناس أن رجال الدين هؤلاء لا يستطيعون الوقوف ضد العلم و التقدم.

و كذلك فقد شذ عن تأكيد قول سـنكا العالم الفزيائي المعروف اسحاق نيوتن، من بين آخرين، فحاول أن "يثبت" بأن عمر الأرض هو بضعة آلاف من السنين، معتمدا بهذا على ما كتبوه في التوراة: العهد القديم من الانجيل.
و لم يفلح نيوتن في إثبات ذلك، بل أخطأ، و لم يستطع أن يزيف الحقيقة، مثلما لم يفلح كتاب التوراة و لا مفسروه و لا المعتمدون عليه من المؤرخين المسلمين و غيرهم. و معروف أن ابن عباس و غيره من المسلمين قد قالوا بأن عمر الأرض هو بضعة آلاف من الأعوام.
لقد أثبت الواقع على أن كتاب التوراة و "زملاءه"، و من تبعه، على باطل- و كم من باطل فيه؟- و أن العلم بتحرياته و اكتشافاته على حق.
و عند ذكر العالم الفيزياوي نيوتن يخطر على البال سؤال: كم قانون فيزياوي آخر كان يمكن لنيوتن اكتشافه لو كان قد خصص وقت قراءاته الدينية لبحوثه العلمية؟

و يصح قول سنكا عن الحكام: على حكام زمنه الذين استخدموا الدين لأغراضهم، و على حكام الحاضر في السعودية و ايران و و.... لكنه لا يصح على أولئك الذين فصلوا الدين عن دولتهم، و بفصلهم هذا فإن بلدانهم قد تقدمت تقدما ملحوظا و جيدا.

إن زج دين ما في الحكم و مزجه به لا يؤخر التقدم فقط، بل إنه يحارب العلم، و انه كذلك لا يحمي اولئك الذين لهم دين آخر. فقد راينا ذلك في التاريخ الأوروبي أيام عهد محاكم التفتيش الكاثوليكية التي كانت تجبر الناس على اعتناق هذا المذهب من الديانة المسيحية، فذهب في محارقها العديد من المسلمين و اليهود و المسيحيين الآخرين. و كذلك فإن كتب المسلمين تؤكد أن تاريخهم مشبع بالجرائم ضد معتنقي أديان أخرى، و ليس هذا فحسب بل و أيضا ضد بعضهم البعض ممن لا يسيرون على المذهب الديني الذي يريدونه.

إننا نرى الآن أن التاريخ الاسلامي يكرر طريقه السابق- و لكن هل سار المسلمون في طريق آخر؟- فالاعمال الاجرامية التي يقومون بها، في العراق أو السودان أو الباكستان، ضد أبناء بلدانهم، من أديان أو مذاهب أخرى، تؤكد ذلك.
كل هذه الأعمال طبعا يقومون بها باسم الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة