الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساعة واحدة في ضيافة خلية سلفية جهادية

علي السعيد

2008 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في شتاء عام 1986 توجهت الى مدينتي , أم الحروب والبقرة الحلوب , البصرة الفيحاء ,توجهت اليها لزيارة اهلي واقاربي واصدقائي ورفاقي .بعد وصولي وأستقراري سألت عن صديق , كان عضوا في أتحاد طلبة العراق _فرع البصره قيل أنه قتل وشقيقه في أفغانستان بعدأن تطوعا للعمل ضمن القوات السوفتيه التي غزت أفغانستان . لاأعلم أن كان هادي حسن وفؤاد حسن ضمن حملة تطوع من داخل صفوف الحزب الشيوعي العراقي أم إنهما قد تطوعا بشكل شخصي . وبما ان جولتي في المدينه كانت سريعه ,بسسب قصف المدفعيه الايرانيه لمدينتي الهادئه الوديعه , الا أنني إ شتهيت كأسا من عرق العصريه أو المسيح أذن لا بد من زيارة صديقي وزميلي القديم (ق). أعرف أنه لايخلو منها على الدوام . طرقت عليه الباب فأستقبلني استقبالا حافلا بأبتسامته الخجوله المعهوده ,ألا أن ما أثار أستغرابي فيه ... لحيته الطويله التي ما تعودت ان أراه هكذا أبدا , سألته وأنا أحتضنه ... خيرا ياعزيزي أن كانت هناك مشكلة أو وفاة ...؟ أجابني وكأنه يهمس في إذني ... بأن الامور قد تغيرت الله أهداني طريقه المستقيم ...!! أستأذن مني لحظات وعاد لداره , شعرت أن شئ ما قد حدث ...! وشعرت أيضا أن في بيته ضيوف ربما أراد أن يستأذنهم بدخولي , سمعت صوتا غريبا من داخل البيت يناشد صديقي بأن يدخلني ديوانه ويقول دعه يدخل أريد أن اواجه مثل تلك النماذج ..! خرج صديقي الملتحي ليسمح لي بالدخول ... مع كلمات أعتذار متقطعه منه بوجود أصدقاء له . دخلت ديوان صديقي الملتحي وكان في أستقبالي اربعة رجال ملتحين , دشاديشهم القصيره زادتهم نشازا , وزادتني قرفا وأ شمئزازا . عرفني بهم واحدا تلوالاخر ... الشيخ فلان والشيخ علان والشيخ مهران والشيخ مردان ...! جلست القرفصاء وأنهالت علي عبارات الترحيب مطعمه بأسمه تعالى . الجميع جالسون أمام شاشة التلفاز لمشاهدة (فديو ) عن تنصيب وزراء حكومة ملالي أفغانستان في العراء . المله عمر وزيرا لل.... المله عثمان وزيرا لل.... والمله بختيار وزيرا لل.... ثم أستمر الفلم في المقاتلين العرب في أفغانستان وجانب من عمليات التدريب العسكري , الطعن , الذبح , القنص . كما لاحظت الي يساري بعض السجلات والكراريس وكتاب بجزئيه لأبن تيميه . أنتهى الفلم فتنفس أصحاب اللحى الصعداء . أشعلت سكارتي فأشمئز الملتحين ... شعرت بحرج صديقي من سكارتي وأعطاني ورقه فارغه لأترك عليها مخلفات السكاره ...! فاتحني أكبرهم سنا, وبدون إذن مني وهو شيخ طويل القامه , طويل الوجه , طويل اللسان , قصير الدشداشه ... سألني لماذا لم تترك السكاير...؟ . أجبته وللمجامله (أن شاء الله ) . بادر صديقي بالكلام ... كلنا أصحاب ذنوب ... والله وحده الغفور الرحيم ... لكني (والكلام له ) أحبك في الله لذلك أطلب من الله أن يهديك كما هداني أنا ... تركت ألاثم والمعصيه ... فتوجهت لله !! وألان المناسبه طيبه أن تساهم في الصلاة معنا وتذكر الله وتغير ما في نفسك ..!! أجبته وأنا لا زلت أجامل وأتجرع مرارة كأسه التي وعدت بها نفسي معه وفي نفسي أقول ماتلك الكأس يا أخي لا هي زحلاوي أو مستكي أو عصراوي ... مرارة كأسك لا يضاهيها بالمراره كأس أخر .أقامو الصلاة أربعة رجال يتقدمهم الرجل الطويل ذو اللحية واللسان الطويلين , ما أن أتموا الصلاة بمد سبابة أياديهم ثم ألالتفات يسرتا ويمينا ... حتى بادر بكلاما يميط اللثام عن أجتماعهم ... أخي أتمنى مرة أخرى , أن تصلي معنا , أن هداك الله . وألان أحب أن أفاتحك بموضوع كفيل بأن يمحي ماتقدم وماتأخر لك من ذنب ... وهو الجهاد , وبما أنك بعرف الشرع عاصيا ومرتدا , وبما أنك منتميا الى عقيدة مستورده ملحدة لا تعترف بالواحد الاحد القهار فالشريعه الاسلاميه تعدك من المرتدين عن دين الحق , وبما إنك مرتدا فالقتل إنزال عقوبة الله دون رحمة أو شفقة ...!!! . أعتدلت في جلستي وأشعلت سكارة أخرى , هذه المره دون خجلا أو أحراج , ياشيخنا العزيز الجهاد الى أين ؟ ولأجل من؟ للقدس وفلسطين ...؟ أم .. أجابني بسخريه ..الى أفغانستان ... ومنها سوف تفوز فوزا عظيما فيما لو عزمت أمرك وتوكلت على ربك فهو أولى بأن يغير حياتك الدنيا والاخره . عزيزي الشيخ ... ماتسموه الجهاد ألان في افغانستان تقوده المخابرات الامريكيه وتلك فرصه ذهبيه للامريكان لخنق ألاتحاد السوفيتي وتدمير التجربه ألاشتراكية . هل أنتم تتصرفون تحت أجندة المملكه السعوديه ؟ . نهض من سجادته وهو يحاول لفها وطيها وبادر ألاجابه فورا ... السعوديه بقيمنا لم تكن النموذج الاسلامي أو الدوله الاسلاميه المنشوده , نحن نعرف أن جهادنا مستغلا الخيمه الامريكيه ... لكنها الفرصه الذهبيه للجهاد والسعي لأقامة دولة الخلافة لأكمال مشوار دولة الخلفاء إعادة مجدها . أجبته ساخرا هل تقصد ياشيخنا الجليل دولة الخلافة هي دولة الخلافة العثمانية ..؟ قاطعني بلسانه الطويل .. يارجل .. الذي أقصده دولة الخلفاء الراشدين .. ألم تقرأ التأريخ ..!! نعم قرأت ولا زلت أحب قراءة التأريخ .. ولكني لم أجد التهديد بالقتل أو التكفير في أي دين على ألاطلاق , ولا أعرف من أين علمت من أنني أنتمي الى عقيده مستورده . الانسانيه ياشيخنا هو معتقدي في أدبها وعلمها وأقتصادها وسياستها وهو نهر جار ... ليس خزيا أو عيبا أن نغرف شيئا منه ... بعكس ذلك سنكون أكثر غباءا وتخلفا .. هكذا أنا أنظر للامور ياشيخنا .. وأصدقائي منهم المسيحي واليهودي والبوذي فأنا في أفكاري وثقافتي أنسانيا ... واحدا منهم . أستهجن الشيخ طويل القامه واللحية واللسان كلامي هذا ورد علي بكلام ينم عن الغباء والجهل .. ما شاء الله هذه أفكارك .. ماسونيه ! يجب أن تنتهج طريق الاسلام وهو وحده الكفيل بأن يجعلك أكثر أنسانيه وتنهل منه علومك ..! أعتقد ياشيخي الجليل أنني لا أضمر الحقد والكراهيه لأحد.. ولا أفكر بقتل أنسان إن عجزت عن إقناعه بفكري وعقيدتي . أحس صديقي بالحرج وتطور الجدال .. فقدم لي فنجان قهوة مددت يدي اليسرى لتناولها .. لكن الشيخ الطويل بادر بكل فضولية ووقاحة .. لا يجوز أستلامك الفنجان بيدك اليسرى, يجب ان تقدم يدك اليمنى ,هكذا نحن المسلمون ..خيرنا في يميننا وشيطاننا في يسارنا . غادرت أجتماعهم متوجها الى أقرب حانه. في سنوات الحصار ألقي القبض على الشيخ الطويل فأودع السجن لستة أشهر , أخلي سبيله بعد مقابلة عزة الدوري له ولا يعلم ما الذي جرى بينهما غير أنه سافر الى خارج العراق ليستقر في اليمن السعيد . شيخ أخر من شيوخ الخلية .. ألقي القبض عليه عند دخوله ماليزيا ثم سلم الى سلطات صدام . ألاخر قتل في ظروف مبهمه قبل ألاحتلال في العراق أما الشخص الرابع .. مجهول ألاقامه والمصير . صديقي الذي كان ملتحيا .. وصاحب الذنوب المغفور له من ربه فقد ألتقيته في عمان وأحتسينا معا كأسا كان مذاقه كافورا ...!!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - thankyou
شامل عبد العزيز ( 2008 / 12 / 20 - 18:40 )
الف عافية استاذ علي السعيد. نتمنى ان نقرأ ألمزيد

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah