الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغريد البَير ....فتاة التجاوز الشيوعي

النصير ئاشتي

2008 / 12 / 20
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


تجلسُ في دائرة ِالحزن ِالمتكلس ِ، تنفض ُ عن عينيك نحاس التَوهم ، تقول الغد القادم أجمل ، ربما هو الأجمل ، لكنَّ دائرة الفرح الطفولي تضيق، حين يبدأ البكاء المُر يتصاعد ، تختنق بدموعك ، وكأن الأخرين يبكون بعيونك ،تحاول جاهدا ً أن تجعل الكلمات بوابة ً للنسيان ، لكنََ كلمات جليسك تفتح ُالف َباب ٍللذكرى ،فينهمر ُ الدمع كالمطرفي ربيع كوردستان ، تحاول ورفيقك أن تخفف أحزان الذكرى ، ولكن هيهات ، مادامت الصورة ماثلة أمام عينيه ، فالدمع يكون جليسنا الخامس ، انا وهو ورفيقنا والخمر والدمع .
تغريد .... فتاة الفرح القادم ، لا شئَ يقف أزاء أصرارها ، تستخدم كل أسلحتها ، حتى تحقق ما تصبو اليه ، مدللة ُالبيت ، ساحرة ٌ ، كلماتها قانون محبة ينفذها الجميع ، أولهم الأب بالطبع ،تفترض في روحها شيوعية القرن الثالث ، رغم إقطاعية نهاية القرن الثاني ، ينهضُ التمردُ في روحها ، صقر ٌيفرش جناحيه على كل بغداد ، تصرخ بأزلام السلطة بكل عنفوان الفتاة الشيوعية ، وتتجاوز المستحيل ،حين تبدو جبال العوائق ماثلة أمام عينيها ، وبالفعل كانت تغريد فتاة التجاوز الشيوعي بكل ما لهذه الكلمة من معنى .
يستذكرأخوها ( رفيقك النصير ابو علي مشمش ) أمامك حياة طافحة بالتحدي ، فتتجاوز الأستغراب من شجاعة هذه العائلة ، كل أبنائها وبناتها يشعرونك بشجاعتهم دون أن تقف عند حدود الشجاعة ، وتغريد أنموذجهم الشاب ، فتاة بعمر الورد ، لما تزل طالبة جامعية حين أخبرت والدها بتقدم حبيبها من أجل خطوبتهما ، تهاجرحين اشتداد الأزمة ، وتعود مرغمة الى الوطن ، مع أخيها وزوجته ، ليس أمامها من شئ غير العمل للحزب ، وكأن الحزب قدرها الذي خـُلقتْ من أجله .
الخمرة سلطان الروح وآلهتها ، تضيع بسحرها وتنسج عالما من بنفسج أحيانا ، وأحيانا أخرى تغرق في كوابيس الحزن والدمع ، فتستفيق بروحك كل الأحزان ، وكأنك أتيت الى هذا العالم بعربة من الأحزان والدموع ، لهذا ترى (ابوعلي ) يغرق بالنشيج المتقطع ،وهو يروي بعضا من حياتها ، رغم معرفتك بشجاعته وتحمله ،إلا أن موقفها في مركز الشرطة ، يبعث على الأعتزاز .
جرس الهاتف يقرع ، ترفع السماعة زوجته ، الصوت يبدو غريبا ، فهو صوتهم وحدهم ، صوت الجريمة والعنف ، صوت الخساسة والنذالة متميز عن كل صوت ،
يدعوالى حضور (ابو علي )الى مركزشرطة بغداد الجديده ، وكفالة أخته التي عملت حادث مروري ، يمر الوقت سريعا ، ولكن خشية تغريد من أن يكون أخيها قد بلع الطعم ، تخدعهم من أنه يتأكد أكثر من سماع صوتها ، تأخذ سماعة الهاتف ، تصرخ بأعلى صوتها من أنها لم تعمل حادثا ً مرورياً ، وعلى عامل أن لا يحضر ، وتكرر لا يحضر .....تبدأ الكلمات مشبعة بالدموع . لأنه يعتقد لولا صوتها عبر الهاتف ، لكان هو الأخر شهيدا مثلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي