الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتظر الزيدي بين ثقافة العنف والخوف

علي ماضي

2008 / 12 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يجمع كل من يهتم بدراسة المجتمع العراقي على تفشي ظاهرة العنف بين شرائحه وبكافة أنواعه فهناك:
1. عنف اسري
أ.عنف بين الازواج
ب.عنف من الاباء باتجاه الابناء
جـ. عنف بين الابناء
2. عنف مدرسي
أ.عنف المعلم اتجاه التلاميذ
ب.عنف التلاميذ فيما بينهم
3. عنف بين مكونات المجتمع العراقي
أ.عنق بين الاثنيات
ب.عنف بين الديانات
جـ.عنف بين المذاهب
كما انه لا يخفى على المتتبع على ان العراقيين استخدموا كافة انواع الاسلحة البيضاء والخفيفة وصولا الى الصواريخ القصيرة المدى من نوع كاتويشا ومدافع الهاونات ولوكانت اسلحة الدمار الشامل في متناول ايديهم لاستخدموها في ابادة الاخروخصوصا في العنف الديني او المذهبي.
في احد الايام تزاحم سائقي سيارتين على طريق عام ،لم يؤدي التزاحم الى تصادم،فما كان من السائقيين الا ان يترجلا و في يد كل منهما قضيب حديدي بقصد الاقتصاص من الاخر،لولا تدخلي في الوقت المناسب ،مخاطبا اياهما((الله ستركم ولم يحصل الحادث فلماذا تصران على حدوثه بضرب احدكما الاخر)) لكان احدهما معاقا والاخر مسجونا على احسن تقدير.
كما اني اشرت في مقالي الموسوم لمحة من تجذر العنف في لاوعي المجتمع العراقي*،كيف ان شيخا جليلا(رحمه الله) تحول في لحظة انفعال الى وحش يريد ان يدفن( من يظن انهم يرقصون على جراح مذهبه من خلال تعبيرهم بشكل مغاير عما يظنه التعبير الانسب)في بالوعة وهم احياء.
هذا هو المجتمع العراقي.
و منتظر الزيدي ،جزء من نسيج هذا المجتمع المهوس بالعنف الى حد الادمان،لذا فلاعجب ان ينفعل الى درجة تدفعه الى فعل ما فعل،وكذلك من اوسعوه ضربا (من الحمايات الشخصية ) الى حد كسروا لها أضلاعه بحسب ما تنافلته بعض الاخبار.
ثقافة الخوف
كنا(قبل ان تخلف بيننا بساطير جنود الولابات المتحدة وفوهات مدافعها مساحة من الحرية) لا نجرأ على ان نلعن صدام حتى مع عوائلنا خشية ان يلتقط ذلك احد الاطفال فيتلفظ به امام معلمته ،او امام الاطفال الاخرين فيصل بطريقة او بأخرى إلى أجهزة صدام الأمنية ،وصورة ما سيحدث بعد ذلك لا تحتاج إلى إسهاب وتفصيل، لا بل كنا نخاف أن نشتمه حتى مع أنفسنا خشية أن تعتاد ألسنتنا على ذلك ،وكنا نوصي احدنا الاخر (لسانك حصانك...)،وكنا لا نجرأ ان نغير القناة التي كان يخطب من خلالها قائدنا الضرورة خشية ان نتهم يكراهيتنا له ،وكنا...وكنا.....
منتظر الزيدي هو جزء من نسيج هذا المجتمع المسكون بالخوف الى حد الهلع.
حجم ما أنجزته الولايات المتحدة في العراق
أن فردتي حذاء منتظر كانتا بمثابة مؤشرا بيانيا عن مدى نجاح الولايات المتحدة في تحرير الإنسان العراقي من مخاوفه.أن يخرج من عمق هذا المجتمع الخائف رجل بجرأة من يرمي رئيس أعظم دولة وبحضور رئيس وزراء دولته وفي محفل رسمي بفردتي حذاءه،ليس بالانجاز الهين،أضف إلى ذلك شعب بدا يتظاهر ليعبر عن آراءه وأفراد بدءوا يتحررون من مخاوفهم ،دستور، وساسة اخذوا يتملقون اصوات ناخبيهم،أقاليم تنتقد المركز،ونزاعات يلوح اطرافها باحالتها الى المحكمة الدستورية العليا،لعلي لا أغالي لو قلت ان حجم ما أنجزته الولايات المتحدة في العراق يداني عندي حجم التغير لنبي يخرج من عمق الصحراء بكل جفافها ليمنحها بعضا من دفء الحضارة.

ماذا بقي ؟
بقي أن نًعلّم أجيالنا القادمة والحالية فن التعبير عن آراءهم بعيدا عن العنف ، وهذا بحاجة إلى إعادة النظر بفلسفة التعليم وإستراتيجيته التي نتبعها في مدارسنا،ان نعيد بناء المعلم ونعيد تثقيفه ،ان نرتقي بمستوى ثقافة الأسرة التربوية.
لا احد ينكر ان ما فعله منتظر لا يمت إلى الأخلاق بصلة ،ولا إلى الإعلام يصلة ،ولكن و قبل ان نكسر يده وعدد من أضلاعه ، علينا ان نُشرّع عددا من القوانين التي من شانها ان توقف أحذية الآباء من أن تنهال على رؤوس الأبناء بحجة التربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المقاله الذهبيه
AMJD ALIRAQI ( 2008 / 12 / 21 - 07:25 )
شكرا لك على توضيح الحقائق


2 - قليل من التروي
محمد خليل عبد اللطيف ( 2008 / 12 / 21 - 13:00 )
سيدي الكريم...نعم قد منحنا الحرية ولكن هل لنا ان ننسى دعم الولايات المتحدة للطاغية خلال حرب ايران القذرة وقبلها؟ هل لنا ان ننس سني الحصار المرة الذي لم يذقه الطاغية ولكنه كان وبالا على العراقيين؟ مقالتكم رائعة ولكن اتمنى عليكم التاني قبل مدح الراسمالية الاميركية...شكرا لصبركم على قراءة التعليق

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -