الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لتفسير الارهاب الاسلامي

مالوم ابو رغيف

2008 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتسائل البعض لماذا طغت الجوانب والملامح الارهابية في الدين الاسلامي على جوانبه العبادية وتحول من دين يعبر عن خوف الناس وخشيتهم من الله الى دين يخاف الناس ويخشون على حياتهم منه ومن اتباعه.؟
لماذا غابت وانتهت روح المسامحة والتسامح من نفسيات المسلمين واصبحوا اشد غلظة واكثر قسوة على الاخرين وعلى انفسهم حتى.؟
لماذا لازالت فتاوى القتل والتكفير والانتقاص من المغايرين تصدر من مراكز اسلامية مختلفة في اغلب الدول الاسلامية وتبث في الفضاء دون خشية اصحابها من محاسبة او تحقيق.؟
الدين الاسلامي كاي دين اخر الغاية منه هو عبادة الله واطاعته
يعتمد على التسائلات البسيطة عن الوجود للوصول الى الايمان
من خلق
من اوجد
من سير
ليس من جواب يعطيه ولا من برهان يثبت به مسلماته التي تنتهي بجواب واحد هو(الله) الذي هو النهاية لكل استفسار وتساؤل انساني.
هي صفة تشترك بها جميع الاديان، لا فرق بينها، فلا يوجد دين علمي ودين غير علمي، وان ادعى المؤمنون المسلمون زورا وبهتانا بان الاسلام يحث على العلم . العلم والعلماء في جوهر الاسلام هما الكهنوت والكهان، ومثلما تسوء الامور عندما يتولى الساحر او الطبيب الدجال الطب والتداوى وتعتل حالة المريض، كذلك يحصل عندما يتولى الكهنة او رجال الدين العلاقات الاجتماعية والشؤون السياسية ويحشرون انفسهم في المسائل العلمية والاقتصادية، فيعم التخلف والفساد والخراب والجوع والفقر والفوضى، ولأن لا اختصاص لهم سوى حفظ الروايات واساطير الاقدمين والتنظير الايماني الساذج للجديد دون علم ولا معرفة ولا دراية، تتدهور الاحوال وينتقل المجتمع من سئ الى اسوء، لذلك لم يخبرنا التاريخ عن دولة اسلامية مزدهة في اي حقبة تاريخية، وما فخر المسلمين بعصورهم الذهبية الا محظ هراء.
فحتى في اوج قوة الدولة الاسلامية واتساع فتوحاتها في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عمت المجاعة وشاع الخراب واصبحت الوجوه والارض بلون الرماد فسمي بعام الرمادة. لم تمر سنة واحدة منذ بداية تأسيس الدولة الاسلامية الى نهايتها دونما انتفاضات وثوروات وتمرد وعصيان، ليس بسبب اختلافات التفسيرات الدينية فهذه لا يعبأ بها احد، انما بسبب حياة البؤس والشقاء والحرمان التي هي الميزة الرئيسية لكل دولة دينية.
هو امر مفروغ منه، الدين لم ياتي الا لتنظيم العبادة وفق طقوس معينة، فالقرأن يقول: ما خلقت الانس والجن الا ليعبدوني، ووفق مفهوم طبقي يفترض بان الفقر والغنى والقدر والمصير والموقع الطبقي من ارادة الله، فالاية القرآنية تقول: رفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريا. لكن عندما لا يكتفي كهنة الدين بتنظيم الطقوس داخل المعابد ويعملون على ان يكون الدين هو المنظم لحياة البشر في كافة مجالاتها، وعندما يحاولون جعل الدين القاعدة التي ترتكز عليها نشاطات الانسان يكون التصادم حتمي ونهائي، بين الذين يؤمنون بالخرافة وبين الرافضين لها.
مسلمات الدين الاسلامي اكثر من جدلياته، بل حتى جدلياته تفضي الى مسلمات تجد احكامها النهائية في عصور غابرة، في القرآن والسنة النبوية فلا ينبغي الخروج على النص، والنص حديث منقول واية قرانية او حدث غابر. والاجتهاد لا ينبغي له الخروج على المسلمات فالرجال يبقون قوامون على النساء، واطاعة ولي الامر واجبة وعلى المسلمين ان لا يوالون اليهود ولا النصارى: ﻭﻟﻦ ﺗﺮﺿﻰ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺣﱴ ﺗﺘﺒﻊ ﻣﻠﺘﻬﻢ. وان لا تأخذهم في الله لوم لائم، فليحاربوا المشركين والملحدين وعابدي الاصنام وكل من هو غير مسلم، فهل بقى في المعمورة فئة او طائفة دين او ملة حزب او منظمة لا يعاديها كهنة الدين الاسلامي.؟
عندما تتسع الشقة بين العرافين و الكهنوت وبين حقول المعرفة بتشابكاتها المختلفة، وعندما يثبت العلم والمنطق اخطاء التصورات الاسلامية في كافة الميادين وعندما يتغير الفهم الانساني للتاريخ وتقرأ الاحداث قراءة اخرى وفق اخلاق وثقافة اليوم وليس اخلاق وثقافة امس الغابر، عندما يصر الكهنة الاسلاميون على توظيف الدين خارج نطاق العبادة، عندها لن يكون الاقناع احد وسائله في الانتشار ويتخذ من القوة والعنف والقسر والاجبار وسائل للفرض على الناس ومحاربة الخصوم والمخالفين اللذين يبرهن العلم يوما بعد اخر على صحة نظرياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
هل من طبيعة الكهنة الاسلاميون الاقتناع بالحقائق والادلة والبراهين.؟
هل سيطوون اكشاحهم ويفضون مجالسهم ويرجعون الى معابدهم.؟
بالطبع لا. حتى المعتدلون منهم وجدوا في انتشار الارهاب وظيفة جديدة لهم هي التفنن في محاججة الارهابيين، فهم اي ما يسمى بالمعتدلين حريصون ايضا على بقاء الارهاب او اي نوع منه للحفاظ على وظيفة ما في الدولة.
عندما بدأ الاسلام لم تكن دعوته الا لعبادة الله بصفته واحدا لا شريك له، اي عدم اشراك الالهة الاخرى، هبل وبعل واللات والعزى في عبادته. لم يكن للدعوة اي توظيف سياسي اخر. لذلك كانت ايات القرآن المكية ايات تحث على الرحمة والجدال المنطقي وتجنب العنف وحسن المعاملة واحترام اعتقادات الاخرين: لكم دينكم ولي ديني كما يقول القرآن المكي.
لكن عندما انتقل محمد الى المدينة واصبح هو الحاكم السياسي وقائد الجيش والمنظر الاوحد فارقت الرحمة ايات القرأن المدني ونزلت ايات السيف والقتال والجهاد وعدم احترام عقائد الانسان المغاير:
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ ..
و
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ
و
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ
لقد تخلى الدين الاسلامي عن وظيفة تنظيم الطقوس العبادية واقحم في ميدان السياسة والتجارة والتعامل والعلاقات القبلية والعشائرية والطبقية فاصبح دينا عنفيا، ولم يكتف بالعنف على الارض بل شمل عنفه مرحلة ما بعد الموت فافرد صورة بشعة غاية في الارهاب والرعب عن عذاب الانسان حتى كدنا ان نشم رائحة لحم الانسان المشوي ونسمع صراخه المؤلم ونخاف مصيره العاثر، انها ازمة نفسية ومعاناة كبيرة وعقدة كأداء تلك التي سببها الاسلام في نفسيات اتباعه.
في فترة اضمحلال الدولة الاسلامية وفي اثناء تكوين الدولة الوطنية العربية فيما بعد مرحلة ما عرف بالعهد الاستعماري، تقلص دور رجال الدين وقلل من حجمهم وابعدوا عن السياسة في اغلبهم، فكانت المساجد والجوامع للراغبين بها، وحرية الايمان مكفولة للجميع، في هذه الفترة القصيرة بالذات، وعندما أبعد الدين عن السياسة واخذت افكار الحرية والمساواة والتحرر تنتشر في البلدان العربية والاسلامية، قيل ان الدين الاسلامي هو دين تعايش سلمي، والحقيقة ان اي دين هو انعكاس لطبيعة كهانه، وعندما يوظف الدين في التحزب او يعطي دورا سياسيا فان الدين سوف لا يكتفي بنار الاخرة بل سيفتح ابواب الجحيم على الارض. وعندما تكون السياسة هي اركان واصول دعوته الى الله سيكون ارهابيا لا محالة.
ان اراد المسلمون والحريصون على نقاوة الدين وصحة التعبد عليهم ابعاد الدين عن السياسة، فما ان يُوظف الدين في السياسة الا وتغادرة الملائكة وتحل مكانها ابالسة الاسلام السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا هو اللب
نيسان ( 2008 / 12 / 19 - 20:37 )
باختصار مفيد قد اوضحت الجوهر


2 - وباقي الاديان يامالوم
محمد ( 2008 / 12 / 19 - 21:50 )
هنالك جماعة من المتمدنين الذين يلقون كل اخطاء الاستكبار العالمي والصهيوني على الاسلام ،طيب اقراوا التوراة والانجيل واعرفوا اي الاديان ارهابيه حقا ، كفاكم تزلفا والله لن يسميكم احد مسيحيين حتى لو تعمدتم الف مره


3 - سلمت يمينك
وائل إلياس ( 2008 / 12 / 19 - 22:55 )
تفكير علمي منفتح ،نتمنى أن تصل شرارته إلى عقول و قلوب العرب، ألدين لله و الوطن للجميع، إفصلو ألدين عن الدوله، هذا هو الحل الوحيد، إذا اردنا أن نصل إلى ركب الدول التي تحترم حقوق الانسان و عقله، و ليس أصله و نسبه و دينه


4 - الاديان
اياد العراقي التركماني ( 2008 / 12 / 20 - 09:45 )
وصلت الرساله وياليتها تصل لكل موءمني الارض ومن كل الاديان لعاشت الانسانيه بخير


5 - الدين عائد
samy ( 2008 / 12 / 20 - 12:41 )
الدين سيعود إن شاء الله شئت أم أبيت يا أبو رغيف


6 - شكرا للمشاركة
مالوم ابو رغيف ( 2008 / 12 / 20 - 14:09 )
السيد نيسان
. شكرا لك على المشاركة التعليق وعلى اتفاق الاراء
السيد محمد
الموضوع لا يتعلق بمناقشة الكتب المقدسة بقدر ما يتعلق بتاثير تلك الكتب المقدسة على افكار الناس.
ليس من كتاب مقدس من التي ذكرتهم يذاع في الراديوات والفضائيات وتفتح به المؤتمرات ويُثقف به نهارا ومساء مثل القرآن. كما ان الموضوع هو ليس مقارنة بين الاديان بل عن الارهاب المتفشي بين المسلمين، فكل الارهابيين مسلمين وليس كل
المسلمين ارهابين كما قال الدكتور كاظم حبيب في احدى مقالاته.
, شكرا لك على المشاركة والتعليق
السيد وائل الياس
شكرا للاطراء.. نعم اتفق معك تماما بان فصل الدين عن الدول هو احد الخطوات ملحة الحاجة للاتخاذ..هذا لا يعني باننا سنحل جميع مشاكلنا، لكن هي بداية الطريق لبناء انسان خالي من الارهاصات والضغوطات الدينية التي تمثل الكابح والقامع لاي فكر وعمل ابداعي
شكرا للمشاركة والتعليق.
السيد اياد العراقي التركماني
كثير من الدول قد فصلت الدين عن الدولة .. في الدول العربية ، تجد حتى من يدعي فصل الدين عن الدولة يستند في قوانينه وفي دساتيره على الدين في التشريع
فمثلا كيف ونحن في القرن الواحد والعشرين يُسمح للرجل الزواج من اربع نساء..؟
ان ذلك يحط من قدر المراة ويقلل من شانها و


7 - شكرا
شامل عبد العزيز ( 2008 / 12 / 20 - 18:37 )
مشاركة 2 و5 ليس من باب التعليقات المجدية وانما هي من باب الانهزامية لانه ليس هناك جديد في الطرح من قبلهم وانما هي مجرد تعليقات لاتقدم ولاتؤخر من الواقع المؤلم الذي نعيشه. اتمنى لك المزيد

اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa