الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تواصل النخب والشباب

سعد محمد رحيم

2008 / 12 / 23
المجتمع المدني


إنها لعلامة عافية أكيدة أن نشهد هذا الاتساع المذهل في حجم المواقع الفكرية العربية، على شبكة الإنترنت، التي تدعو إلى التنوير والنهضة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة الحديثة على أسس عقلانية وعملانية ( دولة القانون والمؤسسات والمواطنة وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة والعدل الاجتماعي ). وتجعلنا متفائلين، أيضاً، الجدية التي تطبع جهود القائمين عليها حيث نتلمس نزوعهم نحو التطور واستثمار التقنيات والبرمجيات الجديدة لإيصال الخبر والفكرة والمعلومة لقطاعات واسعة من المتابعين وبلغة علمية معاصرة.. والملاحظ أن ثمة قصوراً واضحاً عند الكتّاب والمثقفين العرب المتنورين واليساريين والعلمانيين في هذا الجانب، فكثرٌ منهم ما زالوا بعيدين عن ولوج عالم الانترنت والاتصالات والاستفادة من إمكاناته اللامحدودة وتطويعها للترويج لفكر التقدم والبناء والحرية ومحاربة أفكار التخلف والاستبداد والتعصب والظلامية، على الرغم من وجود مواقع ومنتديات حققت قفزات نوعية في ذلك السبيل من خلال إيجاد قنوات حوار وتواصل بين المثقفين والمفكرين والمبدعين في حقول الفن والأدب والأكاديميين والإعلاميين ممن يحملون همّ المجتمع والوطن ويحلمون بالتغيير الحقيقي الذي يضعنا على عتبة عالم أكثر عدالة وحرية وتطوراً في مجالات المعرفة والبناء العلمي والحضاري.
بالمقابل هناك ميل عند قطاعات واسعة من الشباب إلى استخدام هذه الشبكة من أجل غايات متباينة، ونعرف جميعاً، سلبية وسطحية وتفاهة بعض تلك الغايات، غير أن هناك منهم من يعقد من خلال الانترنت شبكة علاقات واسعة مع آخرين ينتمون لجنسيات ومناطق مختلفة ليتبادلوا الآراء والأفكار في شؤون شتى تخص حياتهم ومشكلاتهم وطموحاتهم. ولا يمكن إنكار أن من المنتديات التي يتواصلون عبرها باتت تنفتح على أفكار ومفاهيم حضارية وتضع الجميع في قلب العصر حيث تقف الإنسانية على عتبة عالم جديد له آماله وله مخاطره في الوقت نفسه ( بالتأكيد هناك أخرى تروّج لكل ما هو سيء، ولسنا، هنا، بصدد التحدث عنها ). وعلينا أن نقر بأن الانعطافات الكبرى في حياة المجتمعات لا تحدث بين ليلة وضحاها أو من غير ثمن يكون أحياناً باهظاً، ومن العسير، وربما من المستحيل تجنبه. وما يمكن ملاحظته بهذا الشأن أن الشباب الذين يصدرون في الغالب عن ثقافة محدودة يمتلكون مرونة عالية في التواصل وتبادل الأفكار والآراء على عكس قطاع كبير من النخب السياسية والثقافية الذين لم يتنبهوا جيداً لممكنات المواقع والمنتديات في خلق تواصل مثمر فيما بينهم من جهة ومع الشباب العربي المتعطش للمعرفة من جهة ثانية. وبالنتيجة تبقى الهوّة قائمة بين النخب وبين الشباب الذين هم عماد المجتمع، وبناة مستقبله. إن تواصلاً من هذا القبيل لا شك سيخدم كلا الطرفين؛ النخب من حيث إطلاعهم مباشرة على هموم وأمزجة وأفكار وتطلعات جزء هام جداً من المجتمع، والشباب بتعرفهم على تصورات وأفكار ومفاهيم النخب، والتي يفترض بها أن تكون عميقة، ومفيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكم تاريخي في إسبانيا.. السجن لـ3 متهمين بالعنصرية ضد فينيسي


.. فياض للحرة: سوريا ترى أن تعاطي اللبنانيين في ملف اللاجئين ال




.. وزير المالية الإسرائيلي: إسرائيل لن تنتحر للإفراج عن الأسرى.


.. مراسل العربية: قصف إسرائيلي يستهدف النازحين في المواصي ونسف




.. السودان.. قوات الدعم السريع تطلق سراح مئات الأسرى بمبادرة أح