الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياط الوهم ولهيب الذكورة يفصلونا عن الله !!!

مريم الصايغ

2008 / 12 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعودت أن أدهش ... - كان هذا في زمن مضى -
عندما كانت تعلوا الهتافات وتنطلق الأصوات من الحناجر لتندد بالمجتمع الذكوري !!! ...
الذي نحيا وفقا لنواميسه !!!
كنت أدهش وأتساءل : ألست أنا من هذا المجتمع الذي يتحدثون عنه فلماذا لا أشعر بما يشعرون ؟؟؟
ويا ليتني ما تساءلت بالتأكيد كانت النتيجة ستكون أفضل !!!
فمع الوقت اكتشفت أنني كنت في نعيم الأبراج العاجية ... ههه مش قوي كده- -
صدقوني ما أتضح لي بعد تجاربي المتواضعة وتجارب الأصدقاء الكثيرة من حولي...
في علاقاتهم مع الدكتاتور الذكوري المهيمن !!! - حلوة دي عجبتني ههه –
أنني عشت في نعيم أسرة تتنعم بالمساواة الكاملة والحب ...
ومجتمع صغير محيط بي قائم في نظري على الكثير من العدل فالجميع واضحون ...
من لا يستطيع مواصلة الطريق يعلن في صدق أنا لن أكمل هذه الحياة مع كل هذا الكم من الجفاء !!!
لهذا لم تكن هناك خيانات أو مشاجرات بل ماميز مجتمعي الصغير هو التفاهم و المحبة ...
- ليت المجتمع ظل وردي في ذهني البريء - !!!
لكن يا ويلي عندما ترفعت عن جهلي و فتحت أذني للعالم الفسيح سمعت عبارات في المجتمعات الجديدة ... تتردد ... - من اللي ودانك أكيد مش هتحبها –
* إن الصنف دا ما يجيش غير بالعنف ...!!!
* تهرب منه يجري وراك ... !!!
* وأنهم ما بيحبوش غير كده ؟؟؟
سمعت هذه العبارات تتردد على ألسنة النساء وحتى الفتيات وبالطبع على ألسنة الرجال!!!
تعجبت كثيرا لكن زال التعجب عندما تعمقت أكثر في كل ما يحدث حولي من روايات ...
فوجدت أن البدايات متشابهة لحد كبير لكن بالطبع تختلف النهايات
فبداية أي عنف يكون عدم الاحتواء وعدم المحبة واحتقار الذات
فمن يفكر في معاملة إنسان بالعنف يكون قد ذاق العنف والقهر فتولد عنه ...
كراهية لنفسه ولكل إنسان ؟؟؟
رغم أنني سابقا كانت لدي نظرية في ذهني يوما ...
إن من ذاق القهر يتوق للحظة حب حقيقية ويسعى للأمان !!!
لكن للأسف في التجارب التي عايشتها وكنت أحد شهودها ...
وجدت أن هناك بشر يمارسون علاقات تسودها الألم حيث يتسيدون على محبيهم ليكونوا الطرف الأقوى المجهز للسيطرة والشك والتساؤل والعقاب وللفرار ...
يتوقون فقط لإذاقة غيرهم العذاب ...!!!
رغم أن دموعهم وقلوبهم تصرخ طالبه الإنقاذ !!! لكن ظروفهم تقهرهم !!! ...
والصراع يتفاعل داخلهم ما بين الحب والخيانة والظروف والقهر
والقسوة والانتقام والخوف من أن يفقدوا أحبائهم عندما يكتشفون حقيقتهم !!!
هذا الصراع يولد تصرفات واتجاهات تختلف من شخص لأخر ...
ومن هنا تختلف النهايات ... !!!
وتحدث خلال كل هذه العلاقات ردود نفسيه مؤلمة يستمر ضررها لحين يجد الإنسان الحب والحنان .
وللأسف الأضرار كثيرة والأسطر هنا قليلة لا تحتمل كل الآهات !!!
لذا أريد أن أتكلم عن أثر بالغ السوء في العلاقات الإنسانية ...
وهو جلد الذات !!!
ما أقساه فعلا من شعور لكنه ككل شيء في الحياة له طرفان ...
الطرف الأول إنسان دائم الشكوى وإلقاء لوم إحباطه وحزنه وكل مشاعره السلبية على عاتق الطرف الثاني الذي يحبه مما يجعله يستجيب للوم الطرف الأول ...
بجلد دائم لنفسه ويسيطر عليه شعور بعظمة وقوة وغفران هذا المحب الذي يحتمل كل هذه الزلات ...
فيسيطر الخوف عليه من فقدانه فيتمادى في التوسل و التمسك واللجوء والاحتماء بجلاده !!!
آه يا إلهي ... أي عذاب هذا وهوان ؟؟؟
وجلد الذات ... بكلمات بسيطة بعيد عن كل الفلسفات والتعريفات ...
نوع من العوائق النفسية التي تمنع الإنسان من التمتع بمواهب الله المختلفة وهو
صورة من صور عدم وجود الرضي عن النفس وتشويش لصورة الإنسان في عين نفسه وعدم وجود سلام داخلي لدي الإنسان ...
وغياب للهدف في حياة الإنسان مما يجعله فريسة سهلة لجلد الذات فيتطور من صورة لصور الاكتئاب ليصل في مراحل متأخرة لليأس وتدمير الذات !!!
يصاحبه الانغلاق على النفس والتعلق الزائد بالجلاد العظيم الذي يتحمل من الطرف الثاني كل الخيانات ... !!!
ولهذا يعتقد العامة إن القط لا يحب سوى خناقه أي قاتله ومن يؤلمه !!!
لهذا وجدت فكرة الكارتون توم وجيري وأفكار أفلام الغرام والأنتقام ... للتعبيرعن العقدة النفسية للحياة مع الجلاد وهي ظاهرة الأعدقاء ؟؟؟
هل تحب أن تكون علاقتك بمن تحب هي علاقة الأعداء المحبين الأعدقاء أنا لا أحب هذا !!!
وبالتأكيد هناك غيري لا يحبون هذا فهل تفكروا معي في سبب كل هذا العداء !!!
في الحقيقة في فترة ما فكرت كثيرا ... !!!
لماذا تسود القسوة والعنف مجتمع المحبين ؟؟؟...
فوجدت مجموعة من الأفكار الكثيرة الغير مرتبة تتقافز في ذهني ... لكني سأتكلم عن بعضها فقط الآن ... منها ...
عندما لا نحب الله لا نحب أنفسنا بالطريقة الصحيحة ولا نتقبلها ولا نسعى للاعتراف بأخطائها بل نهرب منها فلا نحب من ندعي أننا نحبه !!!
وعندما لا أحب الله لا أعرف هدف الله في حياتي فلا أستطيع النجاح في عملي مما يجعلني فاشل في علاقاتي مع البشر !!!
وعندما لا أحب الله لا أستطيع فهم ذاتي فلا أستطيع فهم البشر فلا أستطيع التواصل معهم !!!
وعندما لا أحب الله لا أعرفه فلا أعرف ذاتي فلا أفهم مهارات المعرفة الإنسانية فلا أنجح في حياتي ولا تتكون لدي قدرة على التعلم وفهم تغيرات الحياة ...
واختلاف ردود أفعال البشر ... فلا أستطيع أن افهم سبب الاختلاف فلا أحاول فهم أسباب الأحداث فلا أنجح في علاقاتي !!!
فشل ... فشل ... فشل !!!
بالطبع سأجد من يتذمر أنتي غيرتي الموضوع وبقى كله عن الله !!!
في الحقيقة منبع كل فشل وغش وفساد وخطية ... هو ... البعد على الله ...
آه ... يا إلهي إلي متي يدوم هذا الفشل !!!
لكن لكل فشل نهاية... فالحب يحدث تصالح مع الذات و يمنع الفشل ويطرح الخوف من فشل العلاقات خارجا ... والإيمان يقهره ...
ولكن المؤكد إن وضع حياة الإنسان بين يد الله بداية طريق النجاح .
فعندما نؤمن أن حياتنا ملك لله يزول الحزن ففرح الله سينير القلب .
ومعونة الله ستعين ضعفنا وسنعلم جيدا أن الله موجود ومعنا في كل حين .
مما سيجعلنا نحب أنفسنا ونرعاها فنحب من حولنا ونرعاه ويعطينا دفعه للجوء لله ...
فنسعى للتغير وإصلاح ما قد فسد ونعمل جاهدين لتنمية مهاراتنا وتعلم مهارات جديدة تمنعنا من الفشل والفراغ وكره الذات .
الله قادر أن يملأ قلوبنا ...
فنتذوق حلاوة العشرة مع الله فنعيش ناجحين بلا خوف أو خداع .
كليوباترا عاشقة الوطن .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في