الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-تشنجات الدين في المجتمع المصري وملامحه -.

محمد عابدين

2008 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"تشنجات الدين في المجتمع المصري وملامحه ".

الذي يجري في مجتمعاتنا العربية تحت تأثير المد الديني الوهابي ، وخصوصا المجتمع المصري ..

هل هو تدين أم تشنج ؟
أي هل يستطيع المجتمع والذي يجمع بداخله أشكال عدة من التزمت والانغلاق والتشدد أن ينافس المجتمعات الحديثة بإقتصادياتها وعلومها وتعاليمها المتقدمة ؟
فمن الطبيعي أن يسعى المجتمع إلى التمايز وتأكيد ثقافته وهويته التي تميزه عن الآخرين على أسس ومعايير موروثة كاللغة والدين والعادات والتقاليد
وإشتهر المجتمع المصري وحتى أواخر هذا القرن بسعة صدره وتعاليمه السمحة ونجاحه في إقامة نظم إقتصادية وسياسية وفرت لأبناءه الحياة الكريمة
إلى أن وصلت إليه بعض الصور المجتمعية الوافدة من تقاليد وأعراف تعصبية ومفاهيم دينية متشددة غيرت الكثير من سمات المجتمع المصري ..
أما التعصب في حد ذاته هو
سلوك .. وأخلاقيات مذمومة ولم يستطع أيا ً من المتعصبين حتى الآن أن يدلل مطلقا ً عن إنه عمق إيماني
بل لقد أثبتت الأحوال التي عليها المتعصبين أن التعصب ليس إلا شعور بالنقص وعدم الثقة بالذات .. وما هو إلا تشنج لفظي أو إثارة فكرية تعجز عن الدفاع عن معتقدها بالحجة والدليل والبرهان فتهيج هياج الثور ليرهب من حوله .. ثم إنه تصرف ينم عن عدوانية سلوكية تكشف في حقيقة الأمر عن ضعف داخلي مما يترتب علية صراخ وتشنجات لا طائل منها
وليسأل أيا ً منا نفسه عما عاد إلينا من تلك التعاليم الوافدة التي دعت وتدعوا للتعصب والكراهية والعدوانية !!! منها على سبيل المثال لا الحصر مظاهر الفتة الطائفية البادية على السطح تلك الأيام ؟؟ السلوكيات العامة بين المواطنين وبعضهم داخل ( الأسواق ، المواصلات ، التعاملات ، .. ، .. ، .. )
ويبحث عن الإجابة بنفسه بعين فاحصة ، وضمير مرتكن لحكمة خلق العقل بالإنسان ، وبحياد تام بعيدا ً عن أية تعصبات .. يبحث عن الإجابة من خلال علاقات أعضاء المجتمع ببعضهم البعض .. ُترى هل يجد تقدم على الأقل في القيم الأخلاقية ، ومستويات التعليم والثقافة .. هل يرى تقدم سلوكي وحضاري مع ما حوله من بيئة ومحتوياتها وأساسياتها !!
هل لتلك التعاليم الوافدة الغريبة عن مجتمعنا آية تأثيرات مستحسنة لازمت قيمنا بأنواعها ؟؟
ومن ثم يسأل نفسه :
عن أين ذهبت التعاليم الدينية السمحة ، وقيم المحبة والود ، والسلوكيات الحميدة التي كان المصريين يتسموا بها ؟؟ ومَن وراء إختلال التوازن الفكري وتلك القيم في معاملاتنا فيما بيننا على الأقل ؟؟
والأمر المؤكد أنه لا توجد عقيدة دينية أو دعوة نبيلة تحض مبادئها علي التعصب وكراهية الغير أو إزدراء عقائدهم والتحقير منها‏.‏ فمثل هذه السلوكيات تفصح عن الحالة النفسية لبعض المناصرين لتلك العقيدة أو الدعوة وسماتهم النفسية والأخلاقية في مراحل الإنغلاق والإنكفاء علي الذات والتعصب الأعمى ‏.‏
والتساؤل هنا :
هل كان وراء هذا الإختلال الذي نحياه تلك الأيام .. المصريين أنفسهم .. أم أن هناك إحتلال فكري وثقافي وافد ووارد ومخالف لما ترعرع عليه أباءنا ، ذاع وإنتشر بين أولادنا ؟؟
كنتيجة للإنتقال والترحال والهجرة الساعية وراء تحسين الحال والأحوال
والعودة بقيم وتقاليد وعادات وسلوكيات غريبة عنا
وهذا
سؤالنا الثالث للسادة جهابزة العلم الإجتماعي .. وإستدعائهم للحل السريع
ونرى أن :
"تشنجات الدين في المجتمع المصري وملامحه ".
من ورائها
حسن البنا ومدارسه
وخرجيها من الإخوان المسلمين
اللذين وصلوا لمقاعد البرلمان وغالبية كراسي الإقتصاد المصري
هذا بخلاف إستحواذهم على غالبية النقابات المهنية والعمالية والجمعيات الأهلية
ناهيك عن الإعلام ووسائطه
أقلها شأنا ً تلك الملصقات التي تتلاقى وعينيك في أي مكان تتواجد به بدء من المواصلات وصولا ً لأكشاك البيع بالشوارع ، ومرورا بالكتيبات والنشرات التي تدعو لفكر بعينه .
وأعلاها وصولا للعامة وإستقطابهم .. التلفاز .. فهو محور مهم في بث روح التشنج الوافدة والتأكيد عليها وعلى صحتها من خلال برامج الفتاوى الفضائية من كل شكل ولون والتي تعتبر من أكثر الأوراق الرابحة التي تستقطب المشاهدين ..
ناهيك عن التعليم .. ومدى إنتشار وكثافة المدارس شبه الدينية
مبتدئن بأولى مراحل العمر بالتعليم في حضانات يطلق عليها إسلامية تشترط أن تكون المسؤولة عنها .. إحدى المنقبات أو المنتقبات ولديها ذخيرة من فكرهم الديني لا بأس بها .. وقد تصل تلك الشروط للأهل وأولياء الأمور
كما ومطلوب من تلك المسؤولة سرعة إيصال تلك الأفكار إلي عقول الأطفال
وهذا شرط الخبرة الوحيد في مقابل الحصول على الوظيفة مع إمكانية التنازل عن جميع المؤهلات العلمية الأخرى
وأيضا ًهو مطلوب من الأهل ً كشرط إدراج أبنائهم ضمن تلاميذ تلك المدارس .
إستغلال مابعده إستغلال بإسم الدين .. للتربح كان ، أو لبث فكر بعينه من خلال
كثافة .. إنتشار .. إنتقاء .. ضمان بقاء على الساحة
مع تتابع السنين لهؤلاء المتلقين .
أما عن تلقين التعليم في تلك المدارس فحدث دون حرج حيث كونه هو الأسلوب المنيع في تلك المدارس لا التفكير
مناهج تفتح أبواب الفتن
وفكر أيدولوجي .. إن دلل على شيئ فإنما يدل على مبادئ سيسودينية
وهنا تكمن المصيبة .. كما تكمن في
المدرسين الذين يزرعون بذور التعصب والإرهاب وتسيس الدين
في عقول أولادنا .. أجيال المستقبل
ليشبوا منعدمين القدرة والمقدرة على إستخدام عقولهم البتة .. وما هم إلا مجرد حفظة .. يحفظون ولا يفكرون .. أدوات يستخدمونها لتحقيق أغراضهم ويحسنوا إستخدامها .. أجيال مصابة بحالة من الكِبر وإحتقار الأمم والأديان الأخرى .
وهنا يمكننا على الأقل أن نقول بأن هذا ليس إلا منبت الإرهاب الفكري
وهو نفسه مستنقع الإرهاب الذي تكلمنا عنه من قبل وقلنا أن الإرهاب لن ينتهي بمقتل الألاف أو حبسهم عن الإختلاط بالمجتمع .. بل ينتهي عندما ينتهي دوره المؤثر في المجتمع بردم المستنقع الذي تتوالد فيه يرقاته
المتمثل في كارثة تكثيف الجمعيات الأهلية التابعة لفكرهم وحضاناتها ومدارسها و مساجدها
وما أكثر تلك المنافذ ونشاطها في
سرعة الوصول إلى العامة من الناس .. ومن الأدلة على ذلك الكثير
فقط أنظر حولك من جميع الإتجاهات والمجالات
ونحذر من تلكم المجالات ، شديدة الأهمية والخطورة ..
التي تدلل على الإسلام السياسي الذي يغرز مخالبه في أعماق جسد المجتمع، إنه ربط الدين والدولة بعقال واحد
لو لم تراجع هذه الحالات والأفكار من قبل المختصين .. كما نطالب وطالبنا من قبل سنخطو بخطى متعجلة نحو الهاوية
ولو تركناها دون لفت النظر إليها وإعادة تكييفها لتطابق الفكر السوي ستشتد العاقبة أكثر وأكثر ؟
ولنا لقاء آخر بإذن الله
محمد عابدين












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال رائع
أمير ماركوس ( 2008 / 12 / 23 - 11:42 )
تحية لكم على شجاعة الرأي ووضوح الفكر والحجة ، نأمل أن تستمروا على هذا الخط


2 - شكر
محمد عابدين ( 2008 / 12 / 23 - 12:11 )
نشكر حسن متابعتكم

اخر الافلام

.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان


.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر




.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو


.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا




.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس