الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمى العقل !!00

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2008 / 12 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عمى العقل ، يشبه إلى حد ما : عمى الألوان 0
فعمى الألوان ، يعنى بالنسبة للمريض :
اختفاء الألوان كلها من أمام عينيه 0
أو : رؤية بعضها دون الآخر 0
أو : رؤية لون بلون آخر0
00 وهكذا عمى العقل 0
فأعمى العقل ، لا يستطيع أن يدرك الحقائق كلها ، أو : بعضها 0
ويفقد القدرة على التمييز بين الأفكار الصالحة ، والطالحة 0
وقد يعتقد بشئ مزيف على أنه حقيقى 0
وهو مرض متوطن ، ووراثى فى أمة : " وأسلاماه " !
أنهم يحسبون أنفسهم ، ابناء النهايات :
" آخر الرسالات " !
" وخاتم الانبياء والمرسلين " !
بينما هم ابناء البدايات ،
بل قبل البدايات 0
أليست شريعتهم ،
عادت بالبشرية إلى شريعة الغاب ،
متخطية ما وصلت إليه تعاليم المسيح من سمو ورفعة ؟!00
يفتخرون بأنهم أمة : " أقرأ " 0
وهم فى الحقيقة أمة : " أجهل " 0
فأمة اقرأ لا تقرأ ، فلا تزال تطاردهم : " ما أنا بقارئ " و " لا تسألوا " !
وهناك احصائية عالمية ، تقول :
أن المواطن العربى يقرأ نصف ساعة فى السنة ،
أى أن معدل قراءة الفرد العربى على مستوى العالم هو ربع صفحة !
يرون فى كلمات : الضار ، المانع ، المذل ، المتكبر ، القهار ، أسماء حسنى !
يقولون أن القرآن : " كتاب معجزة " 00
فلا يميزون : التشابه ، والاختلاف بين نصوصه !
ولا يعترفون بالاخطاء : الاملائية ، والنحوية ، والعلميه ، فى سطوره !
يؤكدون لك أن الكتاب المقدس – الصحيح - : محرفاً !
وأن انجيل برنا – المزوّر- : هو الانجيل الصحيح !
يطلقون على المجرمين ، والسفاحين : أبطال ، وشهداء !
وعلى الشهداء الابرياء : كفرة ، ومشركين !
يرون فى الدكتاتورية : زعامة !
وفى الديمقراطية ، انها ضد الله !
يجدون فى ضرب الضيف بالحذاء : فخراً ، وكرامة !
وفى ان يضربهم حكامهم بالنعال بركة من ولى النعم !
يسمون غزواتهم الدامية ، واحتلالاتهم لبلدان الآخرين : فتحاً !
و عودة الاسرائيليين إلى أرضهم – بشهادة كتابهم - : غزواً ، واحتلالاً !
يرون فى غزو الكويت نواة للوحدة العربية !
وفى رفض الاحتلال السورى للبنان خيانة !
ينعتون أهل العلم ، والرقى ، والحضارة ، بالامم : الضالة ،
و يتشدقون بأنهم – على تخلفهم وانحدارهم - :
" خير أمة اخرجت للناس " !
" وأفضل الأمم جميعاً بعد الانبياء " !
يقرأون فى مصحفهم ، عن :
موسى كليم الله 0
وابراهيم خليل الله 0
وعن المسيح ، وولادته العذراوية ،
وحياته المنزهة عن الخطية ،
واعماله المعجزية ،
وقدرته على خلق المخلوقات الحية ،
وتكلمه فى المهد صبياً ،
وأنه كلمة الله الحية 0
ومع ذلك يصرّون على أن محمداً ، هو أفضل الانبياء ، والمرسلين !
،000،000،000
ولكى تنتصر الامة المحمدية على هذا المرض اللعين ،
لابد من أن تعترف بعدم قدرتها على التفريق بين المختلفات فضلاً عن التفريق بين المتماثلات ،
وأن تطأ تعصبها الاعمى ،
وأن تنمى فى نفسها القدرة على التمييز بين الافكار ،
بتحديد الصالح ، والضار ،
فتأخذ بالحق ، وتنبذ الباطل 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-