الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الاُخُوة في الدين أم في الانسانية؟؟

شامل عبد العزيز

2008 / 12 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يأتي ألانسان الى هذه الدنيا دون إرادة منه في كل مايتعلق بحياته من الولادة حتى الممات.. فهو لايختار والديه ولايختار ساعة ولادته ولاساعة مماته.. ليس له علاقة باختيار شكله ولون عينييه وطوله وقصره بالاضافة الى قوميته ودينه ووطنه.. أذن جميع الناس متساويين في الاشياء التي تقع عليهم وليس هناك احد له الافضلية على الاخر في مانقول وهي التي تُسمى اللارادية.. فكل شيء ذكرناه لاإرادة لنا فيه..
من مِنا كان له دخل في كل الذي قلناه؟؟؟ من اختار والديه؟؟ ومن اختار وطنه وقوميته ودينه ولون عينييه وولادته؟؟؟
ثم هناك أسئلة تخطر على البال؟؟
هل إرادة الله الخالق والذي يؤمن به أهل الاديان كان له حكمة في هذا التنوع؟؟
واذا كانت حكمته في هذا الاختلاف... فلماذا نحاول جعل الناس امة واحدة؟؟
هل يستطيع أهل الاديان تغيير ارادة الاله الذي يؤمنون به؟؟
اليهود لايؤمنون ولايقبلون بالانتماء الى دينهم مالم يكن الشخص مولودا من ام يهودية. اي ان دينهم ممزوجا بالقومية وهم على مر التاريخ اقل الاديان الرئيسية عدداً وحاليا لايتجاوز عددهم مابين 20- 25 مليون نسمة.
المسيحيون يؤمنون ويقبلون بالانتماء الى دينهم من انسان يُريد تغيير ديانته ضمن ايمانه بالحريات الدينية ولهم حملاتهم التبشيرية المنتشرة في بقاع العالم عدا بلاد المسلمين طبعا فالاقتراب ممنوع باي حال من الاحوال والا سوف يكون مصيرهم معلوما لدى الجميع..
المسلمين الذين يرفضون القيام بحملات تبشيرية في بلادهم تراهم يجوبون أصقاع الدنيا ويبشرون ويدعون الناس الى الاسلام .. اي نستطيع ان نقول بانه حلال عليهم حرام على غيرهم.. والمسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب او البلاد الغير اسلامية في حقيقة الامر يتمتعون بامتيازات لايحلمون بها حتى في احسن بلادهم الاسلامية.
هذه نقطة تُسجل لصالح الديانة المسيحية في كونها اكثر تسامحاً واكثر ايجابية فهم يؤمنون بمبدا التعايش السلمي واكبر دليل على ذلك وجود المسلمين في البلاد الغير اسلامية وتمتعهم بالحريات الدينية من إقامة شعائرهم وبناء مساجدهم والقاء الماضرات وعمل الندوات وكل مايحتاجونه للعيش والدعوة الى الدين..
لو سمحت البلاد الاسلامية بمبدأ المعاملة بالمثل مثل ماتقوم البلاد الغير اسلامية في معاملتنا نحن المسلمين فماذا سوف يحصل؟؟؟؟؟
هل هناك خوف على ديننا نحن المسلمين؟؟
وممن نخاف؟ ولماذا نخاف؟
منذ مايزيد عن الف واربعمائة عام ونحن نخشى على هذا الدين.. ولكن هل خشيتنا على ديننا كان لها الاثر في ان نكون الافضل بين الامم؟؟ مجرد سؤال؟؟
نؤمن باله واحد ونبي هو اخر الانبياء والرسل وكتاب لاياتيه الباطل من امامه او خلفه.. ولكن نرى افعالنا عكس مانقول؟؟
هل نؤمن نحن المسلمين بالاية التي تقول: لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي؟؟
هل نؤمن نحن المسلمين بالاية التي تقول : فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر؟؟
هل نومن نحن المسلمين بالاية التي تقول: ولو شاء الله لجعل الناس امة واحدة؟؟
اذن هل افعالنا على ارض الواقع تُعتبر مخالِفة لنصوص كتابنا الذي نؤمن به.. ام لا؟؟ مجرد سؤال؟؟
هناك حديث نبوي مامعناه:
لو ان الناس جميعا كانوا على اتقى قلب رجل واحد مازاد في ملك الله شيء.. ولو ان الناس جميعا كانوا افجر قلب رجل واحد مانقص من ملك الله شيء..
فلماذا الخوف؟؟ ولماذا القتل والاكراه؟؟ ولماذا رفض الاخر؟؟ ولماذا هم في النار ونحن في الجنة؟؟ ولماذا نحاول نحن المسلمين اثبات اننا الافضل في كل شيء مع العلم ان واقعنا يثُبت عكس ذلك؟؟ ولماذا نحاول جعل الناس امة واحدة؟؟
هل نريد السير عكس السنن الكونية؟؟ ثم ماهي الفائدة في ان يكون جميع الناس مسلمين؟؟
آلايكفي مليار وثلاثمائة مليون مسلم؟؟
لنفرض ان سكان العالم الحاليين والبالغ عددهم 7 مليارات اصبحوا بين ليلة وضحاها مسلمين ولكن بواقعنا الذي نعيشه وليس بواقعهم الذي يعيشونه.. فماذا سوف نستفيد؟
هل نسعى في زيادة الفقر؟ أم الجهل؟ أم المرض؟ أم الامية؟ أم التخلف على كافة المستويات؟؟
هل المسالة مسالة اعداد وارقام؟؟
أغنى عشرة بلاد في العالم وافضل المدن يقل عدد سكانها عن خمسة ملايين عدا امريكا (280 مليون) والسويد(8) ملايين...
قد يعترض علينا معترض ويقول ان المسالة ليست بهذه الصورة؟؟ وانا اقول له اذا كانت كل المستلزمات متوفرة لدينا من اعداد بشرية ومساحات واسعة وثروات لاتنضب ودين هو الافضل الاديان حسب مانعتقد ...
فلماذا هذا النكوص؟؟ ولماذا هذا التردي؟؟
العجيب والغريب والمثير للدهشة في سلوكياتنا نحن المسلمين اننا نريد اقامة الدولة الاسلامية انطلاقا من ساحة البيكادلي او من شارع الشانزليزيه او من وول ستريت؟
انه امر يدعو للاستغراب؟ ماذا لو ان بلاد الغرب او البلاد الغير ا سلامية وحرصاً منها على سلامة دولهم اصدروا امرا بترحيل كافة المسلمين الذين يعيشون على اراضيهم او انهم حرموهم من الامتيازات التي يتمتعون بها؟ ماذا سوف تكون ردود افعالنا وماذا سنقول عنهم؟ واين سوف يذهب هولاء الذين يعيشون على اراضيهم بافضل حال؟؟ انه مجرد سؤال؟؟
جاء على لسان جمال الدين الافغاني وهو يحاور غيره عن مستقبل المسلمين:
كنا في دار الاستاذ الامام نتحدث في ماأُشيع عن رغبة الامة اليابانية في التدين بدين الاسلام قال الشيخ حسين الجسر: اذن يُرجى ان يعود الى الاسلام مجده. قال الافغاني: دعهم فأني أخشى اذا ماصاروا منا ان نُفسدهم قبل ان يُصلحونا............
قد يقول قائل ان الافغاني ماسوني.. وانا اقول له خذوا الحكمة من اي وعاء كان ويجب ان لاننظر الى من قال ولكن يجب ان ننظر ماذا قال.....
هناك قول منسوب للامام علي:
اذا لم يكن لك أخ في الدين فأخ في الانسانية................
اذن السوال هل الاُخوة في الدين أم في الانسانية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
**************************************









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
محمد خليل عبد اللطيف ( 2008 / 12 / 25 - 02:35 )
كنت اجهز مقالا بهذا المعنى وعلي ان اعيد صياغته...شكرا جزيلا لك

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال