الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة المستخدمة في عراق الديمقراطية

هفال زاخويي

2008 / 12 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك ضجة جديدة قديمة لكنها اثيرت قبل ايام من جديد حول اقالة السيد محمود المشهداني من رئاسة البرلمان ونوهت بعض الكتل وبعض اعضاء مجلس النواب الى ان اسلوب الكلام والتعامل الذي يستخدمه المشهداني لا يليق بمنصب رئيس برلمان وان السيل قد بلغ الزبى ولا يمكن تقبل اساليبه في ادارة الجلسات ....

المشكلة ليست عند المشهداني او غيره من المسؤولين او من بعض الصحفيين الذين يتبنون أساليب غير حضارية في التعامل مع الحدث او مع الأشخاص ... وقد سبق ان اشرنا في الكثير من مقالاتنا بأن القيادات في البلد هي عينات مختبرية من الشعب العراقي وهم يمثلوننا خير تمثيل.

ان اساليب السب والشتم والكلمات النابية مستخدمة بطريقة رهيبة في الشارع العراقي وقد اصبحت هذه الظاهرة الإجتماعية جزء من شخصيتنا ومن العقل الجمعي العراقي الذي هو بحاجة الى عملية غسيل تامة لإعادة بنائه على اسس عصرية وحضارية وهذا الأمر بحد ذاته بحاجة الى جهود كبيرة ووقت طويل.

طرحنا في صحيفة الأهالي قبل أكثر من سنة ملفاً باسم اعادة اعمار الانسان العراقي ... لم نكن مخطئين ولا زلنا نؤمن بان هذا الانسان بحاجة الى اعادة اعمار من جميع النواحي ...هذا الانسان الذي تعرض عبر تاريخ العراق الى حملات لتشويه الفكر وتشويه القيم بفعل أنظمة الحكم التي حكمت البلد ... فالشعارات التي رفعناها ولا زلنا نرفعها في مظاهراتنا لا تخلو من السب والشتم والأساليب النابية ، وحواراتنا التلفزيونية عبارة عن جلسات صراخ واستخدام الكلمات الجارحة ... حمل العراقيون في مظاهراتهم ضد نوري السعيد شعرا مقيتا مخجلا (نوري سعيد قندرة وصالح جبر قيطانة)،وبعد سقوط النظام الملكي امتلأت ادبيات بعض الأحزاب العراقية وخطابها السياسي بالسب والشتم ضد الحكم الملكي ، وبعد سقوط حكومة قاسم الانقلابية جاء الضابط الانقلابي العتيد عبدالسلام عارف المعروف ببذاءته في الكلام ليزين خطاباته بكل ما هو ناب ومقزز ، وجاءت حكومة البعث لتزيد في الطين بلة وتسقط على (الأعداء والخونة ) كل اساليب فن البذاءة والشتم والسب الى درجة ان الرفاق تسلحوا بالسب والشتم كجزء من اساليب ادارة البلد واهانة المواطن ... ولا زلنا نسير على هذا النهج ... ندعي القيم ونتغنى بالاخلاق في حين اننا نجرح الآخرين باساليبنا البذيئة في الكلام في حال مخالفة الآخرين لنا في الرأي ونتجاوز الى نعت المناويء ب(ابن الكلب وابن العاهرة ) وحتى لو تغازل رجل عراقي بفتاة جميلة يستخدم العبارة اللائقة( لانعل ابوج ولأبو حتى عشيرتك بنت الكلب شنو هالجمال)، وان عجب شاب عراقي بلاعب كرة قدم وبحسن ادائه سيتخدم الجملة اللائقة(خرة بعرضه اشلون يلعب لعب) ويصف الفهلوي والذكي في مجتمعنا ب (النغل) ، فاين هذا المجتمع الذي يتفاخر بالاسلام وقيمه من ( الكلمة الطيبة صدقة)...؟!

نحن كلنا مرضى وبحاجة الى مشفى يستخدم اساليب عصرية للعلاج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغة العراقيين
محمد علي محيي الدين ( 2008 / 12 / 27 - 05:52 )
الاستاذ هفال زاخوي
لا استغرب صدور هذا منك فقد علمتنا الجرأة من خلال أهاليكم الزاهرة وهذه لغة الشارع العراقي مذوبخذنصر وحتى اليوم ولن نرتقي بأنفسنا الا اذا أرتقينا بثقافتنا ولكن الثقافة العربية هي كذلك وعليما التغيير ولكن هل يجري التغيير بواسطة هؤلاء المتسلطين ممن تربوا على هذه اللغة أن لغة القنادر انتقلت الينا من السلف الصالح الذي يتعامل بها وما قندرة الباز الكيلاني الا واحدة منها وهي ليست قنادر شيوعية فقط وكنها قنادر عراقية ولك العودة الى مقالي المنشور في الحوار المتمدن عن لغة الحذاء تجد ناذج كثيرة منها،ولعل الأتي أعظم مع تحياتي

اخر الافلام

.. جمال نزال: وجود السلطة في غزة رهن بحل شامل يتضمن انسحاب إسرا


.. نهضة بركان يستقبل الزمالك في مهمة رد الاعتبار | #هجمة_مرتدة




.. جامعة سيول تضم صوتها للحراك الطلابي العالمي المتضامن مع فلسط


.. استشهاد رضيع وأمه جراء قصف إسرائيلي على منزل بمدينة غزة




.. مراسل الجزيرة: مستوطنون إسرائيليون يحرقون منزلا لعائلة الدوا