الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليم الكردية في مدارس العراق واجب وطني ومهمة لها أولوية

مثنى حميد مجيد

2008 / 12 / 28
التربية والتعليم والبحث العلمي


قبل أن نطالب الكرد بتعميم تعلم العربية في مدارس كردستان علينا أن نفعل ذلك في مدارس وسط وجنوب العراق. من حق كل قومية أو مكون إجتماعي عراقي أن يعرف لغة الاخر الذي يعيش معه.منذ الاف السنين نعيش مع إخواننا الكورد ولا نعرف كلمة واحدة من لغتهم غير كاكة ومام وكلمات قليلة أخرى في حين يتحدث أغلب الكرد العربية ويبدعون بها ولهم كل الفخر أن الزهاوي والرصافي منهم وأسماء كثيرة كبرى زهت في تاريخ الأدب والمعرفة.
لا أتذكر في أي سنة أدخلت مادة الكردية في مناهجنا الدراسية ، ربما في زمن المرحوم عبد الرحمن عارف ، كان هذا في الستينات حين كنا أطفالآ في الثاني أو الثالث المتوسط ووزعت علينا في مدينة الناصرية كتب قراءة كردية جميلة بالصور الملونة الرائعة وأستمر تدريس الكردية لسنة واحدة ثم ألغي تمامآ ولا أتذكر الان من تلك القراءة الزاهية غير كلمات قليلة مثل قوتابخانة ..قبج ...ومن بين كل عرب الجنوب والوسط لا يوجد من يتحدث الكردية غير عدد محدود يقتصر على المحاربين الأبطال من الأنصار الشيوعيين الذين عاشوا في كردستان خلال العهد الدكتاتوري وبعض الأسرى من الجنود وقلة قليلة تعلمت الكردية بالإختلاط مع الكرد المهجرين إلى الجنوب.
كم يحز في النفس أن ألتقي هنا في السويد بإخوة وأخوات كرد لا يتحدثون العربية ولا أنا أستطيع التحدث معهم بالكردية فنتحدث بالسويدية. يالها من مأساة مخجلة.نشعر أننا أبناء وطن واحد وهم واحد والغربة تعمق هذا الشعور بين العراقيين لكننا كالمعاقين ، ننظر إلى بعضنا البعض ونتفاهم بلغة غريبة هي السويدية ، نتحدث عن كباب ولبن أربيل والدولمة الكردية بالسويدية ، أليست هذه جريمة ، جريمة الأنظمة الإستبدادية العنصرية التي توالت على حكم العراق وجعلت الأخ لا يعرف لغة أخيه.
هنا في السويد تبذل الدولة الديمقراطية أموالآ طائلة كي يتعلم أبناء المهاجرين لغاتهم الأصلية وتوفر لهم كل مستلزمات ذلك من كتب ومناهج ومدرسين كفوئين وتدخلنا نحن الكبار دورات متلاحقة وتشرع أمامنا أبواب المدارس والجامعات لتعلم لغتهم أو أي لغة في العالم.لا توجد أمة أفضل من أمة أخرى ولا شعب أفضل من شعب اخر ومن حقي عليك ياأخي أن تتحدث لغتي وحقك علي أن أتحدث لغتك فبقدر ما نجد من مفردات التفاهم والتواصل بيننا بقدر ما تتعمق أخوتنا ولا يغدو مفهوم الوطن مفهومآ بائرآ ومفرغآ من محتواه ومؤسس على العنصرية والشعور بالتفوق.
لماذا نطالب الكرد بتعميم تعلم الكردية في كردستان وأغلبهم يعرف التحدث بالعربية في حين نجهل في وسط وجنوب العراق لغتهم الكردية تمامآ وهم أخوة لنا منذ الاف السنين ، أليس هذا ظلم لهم ولنا ، من قال أن الإنكليزية التي ينفق على تدريسها في العراق الملايين أفضل من الكردية الأصيلة الضاربة في القدم ، من قال أن شكسبير ووردزورث أفضل من كوران وبي كه سه ، من قال ومن يجزم غير العنصري والذي يفرق بين الأمم والشعوب والألسن ؟
ولكن دعونا نحلم قليلآ ...
لنحلم أن لغات أبناء وادي الرافدين ، ستقرر في المناهج الدراسية ، سنجد في جدول دروس التلاميذ مواد جديدة مثل كردي ، تركي، سرياني ، مندائي، اشوري ، كلداني ، أرمني... وكل اللغات التي نحتاجها للتفاهم بلا تمييز أو ضغينة فاللغات لا تحقد على بعضها مثل بعض البشر ، اللغات تتفاعل وتتصاهر وتتناسب ولها طقوسها الخالدة وهي مثل السواقي ترفد بعضها.
لنحلم مثلآ أن جامعة بغداد ستفتح مثل جامعة أوبسالا في السويد قسمآ خاصآ للدراسات المندائية نظرآ لثراء وقدم التراث المندائي الارامي...
نعم لنحلم ...
ينبغي أن نحلم
فالطغاة صغروا أم كبروا لا يستطيعون منع الحلم الإنساني.
الحلم له المستقبل أما هم فلهم الزوال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطأ معرفي
sadir ( 2008 / 12 / 28 - 08:28 )
عذرا كاتب المقال ، غان اسمك يوحي بانك ابن حميد مجيد أمين عام الحزب الشيوعي ، ليس هذا المهم ولكني ساستعير مقولة يرددها الساسة العرب بالحديث حول فلسطين ، يقولون لن نكون فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين ، وانا اقول لك لا تكن كرديا اكثر من الاكراد ، انا اعيش بجوارك في النرويج ، وانت تعلم انه يوجد الشعب السامي ( لا يعودون للاصول السامية بل تشابه اسماء ) هذا الشعب يدرس بلغته ، ومؤسسات النرويج بالشمال حيث يعيشون تخاطبهم بلغتهم ، فلم يطلبوا يوما ان يتعلم النرويجيين لغتهم ، ولم يدور حديث حول ذلك ، وانت تعلم ام كل نفوس النرويج لا يتجاوز ال 5 مليون ، فان فكروا بذلك فالعملية غير صعبة او معقدة ، ثم هم يتعلمون اللغة النرويجية ، وفقط النرويجيين الساكنين بمناطق الساميين يمكنهم التحدث بها ، الاكراد على كثرتهم بالعراق هم اقلية نسبة للعرب ، فليس من المعقول ان تعلم 22 مليون لغة 4 مليون ، ثم هل ان اهل العراق جميعم متعلمون ، حتى تعطي اقتراحك هذا ، مشكلتنا نحن مثقفي العرب في العراق اننا نحمل ذنب افعال صدام ، وهذا ما نجح به الكرد ، كاليهود عندما يحملون كل الشعب الالماني افعال النازية ، انا كعربي عراقي لا احمل اي عقدة ذنب ، والكردي الذي يريد محادثتي عليه ان يجد الوسيلة لذلك باي لغة كانت ، اما مسالة تعليم ابناء


2 - الأخ كاتب التعقيب المحترم
مثنى حميد مجيد ( 2008 / 12 / 28 - 14:11 )
الأخ كاتب التعقيب المحترم
تحية طيبة
شكرآ لتعقيبك.يبلغ عدد السامريين في السويد 20 ألف من تسعة ملايين وفي النرويج 50 ألف من ستة ملايين والمصدر
wikipedia.org/wiki/samer
النسبة قليلة جدآ لتعميم تعليم لغتهم في السويد والنرويج لكن السامري أو السامي يحق له دراسة لغته في أي مكان خارج مناطق تجمع السامريين.مقارنتك نسبة السامريين في النرويج والسويد بنسبة الكورد من العراقيين ككل خاطئة تمامآ فالفرق هائل كما ترى ويرى القاريء.لا توجد لدي عقدة ذنب والدليل موجود في المقالة فأنا مندائي ولغتي الأم هي المندائية التي وضعتها اليونسكو ضمن اللغات المهددة بالإنقراض مع ذلك فأنا لا أحمل عقدة لا من العرب ولا من العربية التي هي لغتي المكتسبة رغم فقداني للغتي بفعل قرون من الإضطهاد والإبادة للمندائيين.أتعرف لماذا لأني أعرف إن من تسبب في إنقراض لغتي وشعبي أيضآ المهدد بالإنقراض حاليآ في العراق وإيران ليس العرب أو العربية ولا الفرس أو الفارسية بل العنصريين والطائفيين والتكفيريين.وحاليآ أتابع مستوى طفلة صغيرة لي في تعلمها العربية وأدرسها بنفسي العربية وأكتب الشعر بالعربية وفخور بلغتي العربية المكتسبة لكني لا أريد لغيري أن يفقد لغته الأم ودفاعي عن حقه في المساواة التامة هو موقف إنساني ضد أي صنف من صنو

اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا