الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عم محمود وأستاذ أحمد

باسنت موسى

2008 / 12 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في أحيان كثيرة يثير حفيظتي طريقة تعامل بعض المسيحيين مع جيرانهم أو زملائهم من المسلمين، خاصة عندما يبدون عاطفة من الحب مبالغ فيها تشير إلى أنهم في منزلة الخائف الأقل قيمة وليس شركاء وطن.
البناية التي أقطن بها مليئة بالعديد من الشخصيات المسيحية التي تؤكد وجهة نظري في أن القبطي ينظر لذاته في كثير من الأحيان أنه الأضعف مما يثير غضبي، هناك على سبيل المثال رجل ملتحي كبير العمر يسكن ببناية سكني وهذا الرجل وإن كان مظهره يدفعك إلى الشعور بالتقوى والورع وما إلى ذلك من مصطلحات روحية لا أحبذها، يحمل بداخله فكر أصولي ديني شديد التطرف يظهر في سلوكياته هو وأولاده الذين لا يتحدثون لجيرانهم من المسيحيين إلا عبر وسيط مسلم إن جاز لنا التعبير، إضافة لنشاطه العجيب المتطرف هو وأولاده داخل المسجد المجاور للمنزل، ومع ذلك وعلى الرغم من تطرفه البين هذا إلا أن الكثير من السكان المسيحيين يفعلون كل ما بوسعهم لجذب وده وإهتمامه، وهو يقابل كل هذا بنكران تام ولامبالاة، فيكون رد فعلهم مزيد من الدعم والإهتمام والتقدير، ولا أفهم لماذا يصرون على أن يفعلوا المزيد من أجل جذب رضاءه ونيل حبه؟؟ العلاقة بين شركاء الوطن لا يمكن أن تحقق نمواً إيجابياً بعمل وحب من طرف واحد، هى تحتاج لعمل وحب الطرفين، وكل ما هو عكس ذلك إنما يرسخ فكرة أن الوطن لا يحمل شركاء حقيقيين على قدم المساواة في الواجبات والحقوق، مما يزيد من جهل وتطرف الجهلاء الذين يجدون الأخر يمجدهم ويرغب في التواصل معهم حتى وهم جهلاء متعصبين يهدمون في كل ثانية بأعمالهم القبيحة ما يتم بناءه في سنين من قبل أصحاب فكر التعايش المشترك.

أستاذ "أحمد" نموذج أخر من الخاطئين الذين يجدون من يدعمهم ويسعى لتحقيق رضائهم حتى وهم خاطئون ولا يستحقوا سوى العقاب ولكنه ليس من سكان البناية التي أقطن بها وإنما عشت معه موقف عابر في إحدى عربات القطار في ساعة مبكرة من أحد أيام رمضان حيث كان يجلس وبجواره مكان خالي فجاءت سيدة تبدو مسيحية من ملابسها وشكلها وللأمانة كانت متعطرة، وربما هذا ما سبب ضيق شديد للأستاذ أحمد حيث أنه صرخ فور جلوسها بجانبها وأخذ يسب ويشتم ويلعن مطالباًًَ إياها بأعلى صوته أن تذهب للجلوس بعيداً عنه وإلا فسوف يقوم بضربها بالحذاء أمام الجميع، حقيقة توقعت أن يكون هناك رجل يحمل معنى حقيقي للرجولة بالعربة حتى يصفع هذا المعتوه ليجعله يفيق من غفلة صراخه، لكنني وجدت العكس تماماً حيث تدافع الناس لتأييده ودعوتها للإنصراف بعيداً عن الجلوس بجوار الرجل الذي يبدو أنه يفضل رائحة العرق النسائي على العطور، لأن الروائح الكريهة تساعده على إستكمال صومه بشكل يرضى الله وفق منظوره.
أستاذ أحمد وعم محمود نماذج، نحترم مواقفها وسلوكياتها بل ونسعى لإرضائهم، وهم في الحقيقة لا يستحقوا سوى النبذ والمواجهة بقوة، ولنجعل التفهم والحب لأناس ينتمون للإنسانية وليس لأفكار الجهل والظلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صـــح
وليـــــــام جـوزيـــــف ( 2008 / 12 / 28 - 19:47 )
تحيـة طيبـة ســيدتي.. قبل ان اضع تعليقي اود ان اهديك اطيب التهاني والصدق الاماني بمناسبة اعيـاد الميلآد المجيد والسنة الجديدة اعاده الله عليك وعلى عائلتك والعالم اجمع بالخير والسعادة والسلام.. وبخصوص موضوعك اعلاه فانا معك تماما بما ذكرت وهي حالة عامة وفي اغلب البدان وليس فقط في مصر الحبيبة فهي على اشدها وامرّها في العراق.. وتستطيعين الرجوع الى موضعي الذي نشرته عبر هذا الموقع قبل شهرين .. ورغم كتابتي حول هذه الحالات وكتابتك ايظا الا اني مقتنع باننا كمن يقرع على طبل (مزروف) اي بلا جدوى او فائدة وهي مسالة ازلية بدات بالنهج الذي تلقوه من رجال الدين ومن العائلة داخل البيت ولا تنتهي الا من قبل نفس المصادر التي ادت وانعشت مثل هذا السلوك .
اشكرك على جودة وحلاوة مقالك .

وليام


2 - تماماٌ أخت باسنت
Elias ( 2008 / 12 / 28 - 20:38 )
نعم هذه حقيقة , نعم يبالغ المسيحيون أحياناٌ في إظهار المحبة الزائدة إلى شخصيات أبعد ما تكون عن الوصف الإنساني . الأفضل التعامل بالمثل مع هذه الشخصيات المريضة والكارهة والكريهة وكثير من هذه الشخصيات يقبل أحذية الغرب فقط ليتم قبوله لاجئاٌ فيها


3 - اوافقك الراي ولكن
محمد خليل عبد اللطيف ( 2008 / 12 / 28 - 21:20 )
تحية ياسيدتي واهنئك بالميلاد المجيد وان كانت تهنئتي مبكرة الا انني القي باللائمة على السلطة التي تهادن اامتاسلمين والمجتمع الذي لايدافع عن الاقليات خوفا من المواجهة واللسان السليط..وعذرا لتطفلي كوني لست مصريا ولست مسيحيا


4 - عنصرية مهما تجملت
جحا القبطي ( 2008 / 12 / 28 - 21:22 )
زمن مضي كنت أعمل تحت رئيس عمل وكان مسلما في بداية موضة التعصب من وضع الزبيبة وتربية الدقن وألخ وكنا نعمل بمطابخ إحدي الهيئات الأجنبية ومعنا يعملوا زملاء أجانب وفي ذات رمضان جاء يخبرني زميل أجنبي عن رئيسنا المسلم ويقول لماذا أنت تأكل في العلن وزميلك المصري يدخل مخزن مبرد كي يأكل وبسرعة وفي خلسة من بلدياته المصريون؟؟؟؟ وشرحت لزميلنا الأجنبي عن رمضان وما به من مهازل فعلا هذة النوعيات من البشر لم تجد من يردعها ويؤدبها ولذا إمتد تطاولهم علي كل مظهر متحضر وعلي العالم أن يفيق ويكثف من حملته الثقافية كي يظهر خواء عقول وسطحية ممارسات جماعة دينية وكشف حقيقتها العنصرية


5 - يجب ان نرميهم خارج الحياة
.زياد العراقي ( 2008 / 12 / 28 - 22:05 )
تحية طيبة أستاذة باسنت ليس المسيحيين فقط من يحاول التودد والتقرب من هؤلاء الوحوش باللباس الادمي حتى المسلمين يفعلوا ذلك بحجة هذا رجل ملتزم دينيا ومن أهل التقوى وما شابة ذلك هذة مساوء التربية الخاطئة في البيت والمجتمع فلو هجم أحد من على أستاذ أحمد في القطار وصفعة لأعتبر ذلك الشخص تهجم وصفع الله لان الناس يعتبرون أستاذ احمد ممثل الله في الارض لانة ينفذ اوامرة وانتي تعرفين الوكيل كالأصيل

زياد العراقي
عضو منظمة المسلمين السابقين فرع هولندا


6 - بطلوا نفاق
الحر ( 2008 / 12 / 29 - 10:29 )
ليه المجرم اللى بيقول صايم دا يصرخ فى إمراءه مسيحيه رقيقه المشاعر نظيفه راقيه ومتعطره ولماذا لا يريدها أن تجلس فى المكان الخالى بجواره برغم أنه مكان هام لا يحق له أن يمنعها لو لا يرغب أن يجلس بجوارها عليه أن يقوم هو ما هذه الوحشيه


7 - احترام الاخر
hussein fadel ( 2008 / 12 / 29 - 14:55 )
الى الكاتبةالمتميزةالاستاذةباسنت كل سنة وحضرتك طيبة للاسف تصرفات لاتفصح عن وعى اوتحضرمتى نستيقظ ونحترم الاخرمهماتكن عقيدتةاخيرااتمنى لحضرتك التوفيق والمزيدمن المقالات المتميزة مستشارحسين فاضل رئيس محكمةالجنايات وامن الدولة


8 - زمن الكذب
قناوى ( 2008 / 12 / 29 - 16:40 )
لا غرو ولا عجب-فنحن نعيش زمن الكذب--بصفتى مسلما بالوراثه لم اقابل قط اشد من هؤلاء نفاقا وجبنا-اعنى الماسلمين-ان زمن الاديان قد انتهى الى غير رجعه -ولم يعد الدين -اى دين - الا مجرد فولكلور من اثار الماضى ---بعد ان تجاوزه التقدم الا هؤلاء-فهم اصحاب بداوه وجلافه ممزوجه بقدر كبير من الجبن والزيف والنفاق --لا امل فيهم صدقونى الا ما تفعله فيهم امريكا والعالم المتحضر --لا بد من ازالتهم وابادتهم او يتغيروا لينضموا الى ركب الحضاره رغم انوفهم-وينركو دذلك الوهم القاتل المسمى بالدين --

اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة