الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة للمراجعة

سلمان بارودو

2008 / 12 / 29
القضية الكردية


ليس من المبالغة أن نقول بأن الحركة الكردية في سوريا مرّت خلال الفترة الماضية بامتحان صعب، ونعتقد بأن أزمة التحالف – رغم مرارتها – كانت بالنسبة له مجرد قاعة وزّعت فيها أسئلة لاختبار مصداقية أطروحات التلاقي والوحدة ومدى جدية أصحابها، وأسئلة أخرى لاكتشاف قدرة التصدي المسئول لما تعترضها من عقبات. وكان بالإمكان بالنسبة لكل من خاضوا هذا الامتحان- سواء من داخل التحالف أو خارجه – التصرف بمسؤولية أكثر لضبط الأمور وتحجيم الخلاف، والخروج بنتيجة إيجابية تسجّل للصالح العام الكردي
لكن التسرّع في إطلاق الأحكام والالتجاء للمواقف المسبقة سرعان ما خلقا جواً مشحوناً بالتوتر وعدم الثقة وحوّلا الخلاف إلى شكل من أشكال تصفية الحسابات لم تقتصر فقط على طرفي الخلاف بل شاركت فيه أيضا جهات أخرى -أحزاباً وأفراداً- وبمستويات متباينة ليساهم الجميع في رسم صورة قاتمة للعلاقة الكردية- الكردية مما أساء كثيراً للحركة ولمشاعر أصدقائها الكثيرين الذين صدموا أمام سيل المهاترات التي نقلتها مواقع الانترنيت والصحافة الحزبية التي عجّت بمقالات لكتّاب كان يفترض بهم التحلي بالأمانة في تحمل مسؤولية الرصد وتقصي الحقائق ونقل المعلومة وتحليل الحدث.. ورغم أن هدف البعض كان بقصد المعالجة والتصحيح، لكن البعض الآخر كتب بمنطق التشفي ونسي بأن الكتابة في مواضيع تتعلق بمشاعر الناس وبمصالح الشعوب تستدعي قدراً كبيراً من الوعي والمسؤولية، لأنها رسالة أخلاقية بالدرجة الأولى، ولذلك فقد أساء هذا البعض للناس وللقراء والمتلقين، وتسبب في إحداث نزيف خطير للآمال التي ساهمت في بنائها تضحيات المناضلين المجهولين ومعاناة المعتقلين ودماء الشهداء وآلام الجرحى الذين لم يؤلمهم رصاص القمع بقدر ما آلمتهم الكلمات النابية والشتائم التي غزت مؤخراً قاموس الثقافة الكردية ..
بعد هذه التجربة نعتقد أن ما تقدم لم تكن حالة استثنائية معزولة عن محيطها، ولم تكن واقعة عابرة مفصولة عن ماضيها، ولن تكون بالتأكيد بدون انعكاسات سلبية ضارة على مستقبل العمل المشترك، ولذلك فان الكل مدعو إلى مراجعة جدية، خاصة بعد أن تأكّد بأن أحداً لم ينتصر في النهاية، إذا تصور المتورطون بأنهم خاضوا غمار معركة (لم تكن مبرّرة بالتأكيد)، وإن من أكثر الدروس التي استخلصت منها كانت ضرورة إعادة تأهيل الفرد المعني بالتعامل مع الشأن العام، والعودة إلى الأساليب والتقاليد الديمقراطية المتحضرة في إدارة الخلافات لإفساح المجال أمام إمكانية التفاهم وسماع الرأي الآخر واحترامه... هذا لا يعني بأن هناك لا يوجد اختلاف، فالخلاف أمر طبيعي عندما يتعلق الموضوع بالمواقف السياسية وينحصر بين الآراء، لكنه يصبح قاتلاً عندما يتحول إلى أحقاد شخصية وصراعات حزبية ضيقة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قول على قول
دهام حسن ( 2008 / 12 / 29 - 14:12 )
تتميز كتابات الصديق سليمان بارودو بالصدق والشفافية، وهذا يعود إلى طبيعة هذا الإنسان فضلا عن أسلوبه الجميل الرشيق..فها هو ينتقد التحالف لأنه لم يستطع أن يتجاوز خلافاته إلا بضريبة قاسية وهي الانشقاق والتجافي والتنافر بل الاستعداء، والتشفي. حتى أنهم لم يتزاوروا بعد خروج أحدهم من السجن وهو من المناكفين في السفسطة..أخي بارودو.. الكتّاب لم يكون السباقين في قراءة الحدث قبل أن ينشروا هم غسيلهم الوسخ على الأنترنيت فلا تحمّلهم الأثم..وأنت تعرف نحن بأي عصر ..عصر العولمة حيث كل شيء أمام الأنظار دون غطاء..وأنت تعرف صديقي أن الأنانية عند هؤلاء وحب الاستئثار بالقول والحكم هو لسان حالهم اليوم، فالخلافات نتيجة الأنانيات الشخصية، والضعيف الأصم هو الذي ينجرّ وراء المشعوذ، لأنه لم يتفقه ماذا يقول المشعوذ طالما من مصلحته الآنية أن يصمّ أذنيه..والأيام والأسابيع القادمة هي الكفيلة بتعرية المواقف، وسوف يعود كل شخص إلى حجمه الطبيعي. فالمشعوذ سيواصل الإضرار، لكن العبرة للذين لا يعتبرون ومن مصلحتهم أن لا يعتبروا..صديقي بارودو لا تحمل الكتاب جريرة الأحزاب، والكتاب لا يريدون أن يكونوا شهداء زور على الحدث..فهناك من كان بالاجتماع اللاتاريخي فتظاهروا بالصمم
وهناك من كانوا خارج الاجتماع شهدوا شهادة زور.. فالذي ي

اخر الافلام

.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو