الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية الدين عند مونتسكيو وفولتير

محمد نبيل الشيمي

2008 / 12 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الدين لغويا اسم لجميع ما يتدين به والدينة تعني العبادة والطاعة اما الدين كمصطلح فقد اختلف عليه خاصة بين رجال الدين وعلماء الاجتماع ويري رجال الدين بان الدين ايمان بوجود قوة كبيرة وعظيمة تفوق قدرة البشر قوة خلاقة مبدعة تمسك بناصية كل المخلوقات من انس وجان وحيوان ونبات قوة خلقت الطبيعة وكل ماتحويه وما تحمله وما تبطنه بمعني ادراك البشر بان هذا الوجود خلق من خلال ذات عليا فوق الطبيعه (اي التسليم بان هناك الاله الخالق) ويقتضي هذا وجود مبادئ تستند شرعيتها من فكرة الدين وتعمل علي تنظيم حياة الانسان وفقا لما يتضمنه الدين الذي يؤمن به حتي الذين يؤمنون بقوي غيبية او قوي الطبيعة يلتزمون بما يعتقدون انه يقربهم الي الهتهم ويفعلون ما يرون انه يرضي هذه الالهه.
وقد شغلت قضية الدين بعض مفكري الغرب حتي ان بعضا منهم هاجم الدين بضراوة وسوف نعرض لرؤية مونتسكيو وفولتير باعتبارهما من اكثرهم نقدا للدين.وقد كان للاحداث التي تعرفا عليها والتي شهدت موجات عنف وازهاق للارواح تحت مظلة رجال الدين في اوربا خلال القرن السادس عشر تحديدا سببا هاما في تشكيل رؤيتهما بصدد الدين ودور الكهنة خاصة وقد كانت مذبحة سان بارتلمي التي نفذها الكاثوليك في فرنسا ضد البروتستانت في24 اغسطس عام 1572 م بامر من شارل التاسع بايعاز وضغط شديد من والدته كاترين دي مدسي( ويذكر المؤرخون ان عدد قتلي المعركة بلغ 60 الفا ) من اهم الاحداث التي تركت لدي المفكرين احساسا مضادا للدين.
يري مونتيسكيو(1689 - 1755) في الدين مجرد تزيين جميل وكابح اجتماعي وكان يتصدي للكهنوت(من المعروف ان الكهنوت يعني الوساطة بين الله وخلقه من خلال الكهنة) ويقول انه من الطيب جدا ان نؤمن بوجود الله حتي عندما يقول انه من غير المفيد ان يلتزم الافراد بدين الا ان من المفيد ان يظل للامراء دينهم وكان علي اعتقاد بان التدين باي دين خير الاف المرات من عدم التدين اطلاقا والملاحظ انه في اطار ارائه عن علاقة الدين بالقوانين السائدة تبين انه شديد التعصب للديانة المسيحية ويري انها تتفق والديموقراطية في حين ان الاديان الاخري من وجهة نظره تتفق والطغيان وضرب مثالا لذلك بتحريم المسيحية لتعدد الزوجات(اري انه لم يدرك الحكمة السامية التي ارادها الله من جواز تعدد الزوجات والتي قيدها سبحانه بشرط توافر العدل ولم يترك هذا لمجرد اشباع الرغبات) .
ورأي بعض المفكرين ورجال الدين انه ومن خلال افكاره اتضح انه يؤمن بوجود ذات عليا تدير الكون من منطق عقلاني صرف بعيدا عن سلطة الكهنة الذين ظلوا علي رايه فيهم بانهم يمارسون عملا ضد الدين والتطور.
اما جان ماري ارويت المعروف بفولتير(1694-1778) فقد كان الدين بالنسبة له تخريف وتعصب وكان لا يطيق مجرد ذكر اسم الدين امامه وقد كان احساسه بالضيق الشديد راجعا تحديدا الي ذكرياته الاليمة عن مذبحة بارتلمي كان عندما يتذكر تلك المذبحة وفقا لقوله يحس باعراض الحمي التي تضطره الي الذهاب الي الفراش لقد عارض فولتير بكل شدة وحماس الكهنوتية واكد علي ضرورة الفصل بين الكهنة والدين فهم في تصوره صورة مشينه للدين ويقول في ذلك (يجب ان يكون لنا دين والا نؤمن بالكهنة).
ونحن بدورنا نتساءل ماذا لو كان مونتيسكيو وفولتير بيننا الان ورئيا وسمعا مايفعلة فينا الكهنة الحاليون الذين يبررون الظلم والقهر ويؤكدون علي شرعية الحكام المغتصبين للحكم الذين يضربون بحقوق شعوبهم عرض الحائط الكهنة الحاليون لم يعودوا مقصورين علي الواقع الديني بل هم الآن منتشرون في كل مناحي الحياة
يعيثون في الارض فسادا وخرابا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت