الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معبر رفح .. والعقلية القبلية

محمد كليبي

2009 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا تغيب فكرة ومفهوم الدولة في وعي التيارات الاسلامية الجهادية ؟؟؟

لقد أظهرت لنا الاحداث الأخيرة في قطاع غزة , أي المواجهة العسكرية الدامية بين القوات الاسرائيلية والقوات الحمساوية , من جملة ما أظهرته , أن العقلية الجهادية الاسلاموية لا تمتلك رؤية واضحة حول الدولة الحديثة . وان تلك العقليات لا زالت تفكر بعقلية القبيلة , وفق مفهوم العصبية القبلية .

فمن قادة المليشيات الاسلاموية الجهادية في قطاع غزة , وفي مقدمتها مليشيا حماس , الى قائد مليشيا حزب الله في لبنان , مرورا بقائد الملالي في ايران ورجال الكهنوت في السعودية , جميع هؤلاء ينطلقون في تفكيرهم من ذات العقلية , عقلية الانتماء الى محموعة القبائل العربية الاسلامية , عقلية تؤمن بأن المجتمعات الناطقة باللغة العربية والتي تدين بالاسلام هي مجموعة من القبائل التي تجمعها " عصبية واحدة هي عصبية الدين واللغة " , وأن هذه العصبية تتطلب وتستدعي من هذه القبائل وهؤلاء القبليين غوث ونصرة القبائل والقبليين الذين يتعرضون للاغرة عليهم من القبائل الأخرى

فما دعوة قادة مليشيا حماس للدولة المصرية بفتح معبر رفح , وبالتالي فتح الحدود الدولية المصرية , أمام سكان القطاع , بدون قيد أوشرط , وبدون اغلاق , أي فتح دائم , بما يتيح لسكان القطاع الدخول الى الأراضي المصرية كما يحبون !؟ , ما هذه الدعوة الا احدى سمات العقلية القبلية التي لا تحترم ولا تقيم وزنا ولا تعترف أصلا بمفهوم الدولة , عقلية تنظر الى جمهورية مصر العربية على أنها قبيلة عربية اسلامية مجاورة لقبيلتهم , وبالتالي فعليها القيام بالواجبات القبلية تجاه قبيلتهم , فيفتحون لهم الحدود على مصراعيها , ويقدمون لهم جميع أنواع الدعم والمساندة , بل ويشاركونهم في قتال القبائل المعادية !؟

وما دعوة حسن نصرالله زعيم مليشيا حزب الله للجيش المصري للانقلاب على النظام الحاكم ( مهما كان حكمنا على ذلك النظام الدكتاتوري المستبد ) الا دليلا آخرا على عقلية القبيلة التي تسيطر على تفكير نصرالله وأمثاله من الجهاديين المتطرفين في العالم العربي , العقلية التي تلغي مفهوم الدولة في نظرتها الهلامية للواقع الاقليمي والدولي . وهذه النظرة الى الدولة غير مستغربة عن نصرالله , فاذا كان يمارس قبليّته فوق الدولة اللبنانية وخارج اطارها فهل ينتظر منه احترام الدول الاخرى واستقلالها وسيادتها على أراضيها وحدودها !؟!

أعتقد ان العقلية العربية الاسلامية تعاني من " الشيزوفرينيا " في نظرتها الى وتعاملها مع الاحداث والوقائع على جميع المستويات , المحلية والاقليمية والدولية , . ففي ذات الوقت الذي تنتقد وتحتج وتتظاهر في شوارع المدن العربية والاسلامية , وحتى الغربية حيث ينعمون بالحرية , ضد السياسات الأميركية والأوروبية , التي تعتقد أنها سياسيات منحازة الى الدولة الاسرائيلية ( وهو انحياز للديمقراطية الاسرائيلية وليس تعصبا أعمى للمجتمع الاسرائيلي ) . في هذه الاثناء نجد ان هؤلاء العرب والمسلمين يطالبون " بالجهاد " , أي بالقتل والقتال " تعصبا " مع اخوانهم من قبائل فلسطين !؟!

أعتقد أنه من الضروري على المجتمعات العربية الانطلاق في نظرتها وتعاملها مع العالم العربي والاسلامي وأحداثه السياسية والعسكرية من منطلق أن العالم العربي , والعالم الاسلامي كذلك , يتكون من دول مستقلة وذات سيادة , لا يسمح لأي كائن من كان التدخل في شؤونها الداخلية على الاطلاق , ومهما كانت الأسباب والمبررات . وأن لهذ الدول مصالحها , وأمنها الوطني . وهذا شرط لازم لدخول وانتماء العرب الى العصر الحديث , والخروج من عصر القبائل . أي الانتقال من عصر قبيلة كذا وقبيلة كذا , الى عصر دولة كذا ودولة كذا .

الشيء الغريب في العقلية القبلية العربية الاسلامية أن العرب والمسلمين في تضامنهم مع ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية , كما هو الحال اليوم في قطاع غزة , لا يندفعون الى ذلك من المنطلقات الانسانية البحته , ومنطلقات حقوق الانسان , كما هو شأن الانسان الغربي , حيث نجد اليوم الأعداد الكبيرة في المجتمعات الغربية المتضامنة مع الغزاويين لأسباب انسانية خالصة . بينما العربي والمسلم يدفعه مجرد " التعصّب الأعمى " , اما التعصب العرقي أو التعصب الديني , ولا ثالث لهما !؟!

هل تضامن العرب والمسلمين يوما مع قضايا المجتمعات الغير عربية والغير مسلمة ؟؟؟

هل تضامن العرب والمسلمين يوما مع ضحايا الحروب والكوارث في غير العالمين العربي والاسلامي ؟؟؟

هل سمع أحد بتضامن العرب والمسلمين مع ضحايا الحروب في رواندا و الكونغو مثلا ؟؟؟

هل سمع أحد بتضامن العرب والمسلمين مع ضحايا الفيضانات والأعاصير في العالم ؟؟؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فعلا سيدي
شامل عبد العزيز ( 2008 / 12 / 31 - 19:36 )
شكرا جزيلا على المقالة. العرب بصورة خاصة والمسلمين بصورة عامة ينطبق عليهم قول: من ليس معي فهو ضدي.
تحياتي اتمنى لك الاستمرار والتقدم


2 - العذر أكبر من الزلة
علي حسن ( 2009 / 1 / 1 - 11:08 )
بسم الله الرحمن الرحيم و السلام على من اتبع الهدى
و بعد
لن أحاول هنا انتقاد وجهة نظر صاحب المقال لاعتبارات شتى أهمها أنها لا ترقى إلى مستوى الرأي المؤسس و الممأسس و الذي يصدر عن تصور واضح و يصب في إطار موقف كذلك، و إنما هي مجرد تحامل انفعالي _أكاد أقول مدفوع الأجر_ تجاه قضية و منظمات و زعماء و دولة قائمة السيادة... و ما أثار انتباهي بقوة في البدء هو ما يشترطه الحوار المتمدن من قواعد يطالب بضرورة مراعاتها ليتسنى نشر المقال أو التعليق. فمن بين هذه الشروط أن الحوار المتمدن سيحذف أي تعليق يتضمن إهانات أو تعليقات ساخرة أو بذيئة إلى اي شخص او مجموعة تمس أو تتعلق بالجنسيّة أو الأصل العرقيّ أو الدّين أو المعتقد أو الطاقات البدنية والعقلية أو التّعليم أو الجنس والحالة الاجتماعية أو التوجه أو الانتماء السياسيّ أو المعتقدات الفكرية أو الدّينيّة. او تعليقات تروج للعنصرية أو للتمييز العنصري والديني والمذهبي أو للتمييز ضد المرأة وكل أشكال التمييز الأخرى... ألا يوجد في هذا المقال استهزاء بالعرب و المسلمين و بزعماء و منظمات بل و دولة ذات سيادة؟ ألا يتضمن هذا المقال رغبة مبيتة في النيل من المسلمين و الإسلام على اعتبار أن نصرة المسلم لا يجب أن تخضع لأية ضوابط غير الضابط الشرعي - انصر أخاك ظالما


3 - مقالة تحفل بالإنحطاط
صائب خليل ( 2009 / 1 / 1 - 18:11 )
اقف مع علي حسن، من ان على الحوار المتمدن الكف عن سياسة قبول الشتائم الموجهة للعرب والمسلمين. لو أردنا الرد على صاحب هذه المقالة بمستوى كتابته لتحول المكان إلى إهانات رخيصة متبادلة. والمقالة على أية حال فارغة من أي معنى معقول، واعجب ما فيها ماجاء حول القبيلة والدولة، ربما في محاولة لإعطاء المقالة وزناً ما بطريقة ما...