الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدم الفلسطيني في المزاد العلني للانتخابات الإسرائيلية والمهاترات العربية

محمد أيوب

2009 / 1 / 7
القضية الفلسطينية


لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية يغيب الإجماع العربي في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى هذا الإجماع، فقد انقسم العرب إلى فريقين وانقسم الفلسطينيون إلى فرق مختلفة، وقد توغل الفلسطينيون في مستنقع المشاحنات والتراشق بالتهم المخزية، وقد انتقلت هذه العدوى إلى دول الأمة العربية وجماهيرها إلى درجة أن الجميع فقدوا البوصلة ، فقد صبت الجماهير العربية جام غضبها على مصر وكأن مصر هي التي تحتل فلسطين وتهاجم قطاع غزة، مما أدى إلى مهاجمة السفارات المصرية في بعض العواصم العربية وقد وصل الأمر إلى درجة تبادل إطلاق النار بين الأخوة على جانبي الحدود المصرية الفلسطينية مما أدى إلى استشهاد ضابط مصري كان من الممكن أن يكون معنا في خندق واحد، وكأننا أصحبنا الأخوة الأعداء!!.
إننا في غزة في أمس الحاجة إلى من يقف إلى جانبنا ويدعمنا ، وليس من مصلحتنا أن نقطع شعرة معاوية مع أية دولة عربية مهما وقع بيننا وبينها من خلاف، وحتى لا يكون رد الفعل في الاتجاه الخطأ نجد لزاما علينا أن نتنبه إلى العدو الحقيقي الذي يشن غاراته ليل نهار بدلا من تصعيد الهجمة ضد مصر، لمصلحة من يتم تأجيج الغضب الجماهيري ضد مصر، والذريعة أن مصر لا تفتح المعبر ولا تسمح للفلسطينيين بعبور الجدار الفائم بين مصر وغزة ولمصلحة من يتم التشهير بمصر وتحميلها مسئولية ما يجري في غزة وكأننا لا نتحمل أية مسئولية؟ إن الانقسام بين شطري الوطن هو الذي أضعف جبهتنا الداخلية وشجع إسرائيل على أن تلغ في دمائنا، بينما نوهم أنفسنا أن مصر وحدها هي السبب لأنها لا تسمح بفتح الحدود بينها وبين قطاع غزة ولا اسمح للفلسطينيين بعبور القائم بين مصر وقطاع غزة من خلال الثغرة التي تم فتحها في الجدار، إن من ينادون بفتح الحدود مع مصر لا يدركون خطورة ذلك، إن فتح الجدار يعني خروج عشرات الألوف وربما مئات الألوف إلى الجانب المصري عند حدوث أي اجتياح مفاجئ للقطاع، والسؤال الذي يجب أن يطرحه المطالبون بفتح الجدار هو: ماذا لو خرج معظم سكان غزة إلى سيناء وقامت إسرائيل بعد ذلك بإغلاق الحدود مع مصر لمنعهم من العودة إلى القطاع، ألا يشكل ذلك نكبة جديدة للشعب الفلسطيني؟
إن إسرائيل اليوم تعرض الدم الفلسطيني في المزاد العلني للانتخابات الإسرائيلية ، جميع الأحزاب الإسرائيلية تتنافس على إراقة المزيد من الدم الفلسطيني من أجل كسب ود وثقة الناخب الإسرائيلي، لأن من يريق المزيد من الدم الفلسطيني ترتفع شعبيته، وبالمقابل نجد أن الفلسطينيين يراوحون في أماكنهم، مع أن المنطق والخطر المحدق يفرضان عليهم أن يلتقوا دون وساطة عربية أو تركية من أجل إنهاء الانقسام وتمتين وحدة الشعب الفلسطيني، ترى، هل نحتاج إلى وساطة إسرائيلية تجمعنا على مائدة الدم المراق غيلة وغدرا، هل نحن بحاجة إلى المزيد من سفك دماء أبنائنا كي ندرك قيمة التماسك والوحدة؟
لقد كان جمال عبد الناصر يمتلك من قوة الشخصية ومن صلابة الإرادة ما يمكنه من دعوة الدول العربية إلى القمة فلا يملكون سوى تلبية طلبه، أما اليوم فقد تبدلت الأمور وعدنا إلى زمن أشبه بزمن سيطرة الفرس والروم على العالم ، فهل أصبح علينا أن يتشيع فريق منا للفرس بينما يتشيع الآخرون للروم على مستوى الوطن العربي كله، إن على الفلسطينيين أن يدركوا حجم الخطر المحدق بهم، وأن يتنبهوا إلى أن قضيتهم في مهب الريح، وخصوصا إذا أقدمت إسرائيل على اجتياح غزة برا، لأن ذلك سيؤدي إلى عملية تهجير واسعة من القطاع، وسيتعقد مجلس المن ليصدر قرارا شكليا يطلب من إسرائيل الانسحاب من غزة فتصر إسرائيل على وجود قوات دولية في القطاع كما حدث في جنوب لبنان ، حيث تم إجهاض النصر العسكري الذي حققه حزب الله ليتحول النصر إلى مكسب سياسي لإسرائيل التي أصبحت حدودها الشمالية تحت حراسة قوات اليونيفيل الأممية.
أيها الفلسطينيون، أيها العرب عليكم أن تستيقظوا من سباتكم وأن تدركوا ما يحدق بكم من أخطار بعد أن أصبحتم على هامش التاريخ وخارج اهتمام العالم بكم بعد أن أصبحتم لقمة سائغة لكل طامع يشجعه ضعفكم وتفرقكم، ألا تتعلمون من الأوروبيين بلغاتهم المختلفة والذين أقاموا اتحادا يجمعهم على كلمة واحدة تحقق مصالحهم وتلبي رغبات شعوبهم في التحول إلى قوة سياسية واقتصادية وعسكرية كبرى في العالم، ترى، هل يدرك العرب أهمية وحدتهم ولو كانت هذه الوحدة على شكل اتحاد دول عربية وليست وحدة اندماجية، أولسنا أجدر من الدول الأوربية بالتوحد؟ خاصة وأننا نملك من مقومات الوحدة أكثر مما يملكون، مما يمكننا من أن نصبح قوة علمية واقتصادية وسياسية وعسكرية عظمى، أوليس من واجبنا أن نحافظ على العقول العربية وأن نبقيها في الوطن بدلا من اضطرارهم للهجرة إلى دول الغرب ليمارسوا أبحاثهم العلمية، إن نهضة الغرب العلمية قامت على جهود العقول المهاجرة من الوطن العربي بالدرجة الأولى ومن بلدان العالم الأخرى؟
كفانا تمزقا ، لسنا بحاجة إلى المزيد من المهاترات والصراعات المدمرة، ولتتوقف كافة الفضائيات عن التحريض وإشعال نيران الخلافات، الوطن العربي في خطر وأمتنا في خطر وفلسطين يجتاحها الخطر، والفضائيات تنشر الاتهامات المتبادلة بالخيانة والتواطؤ!!فليجتمع الفلسطينيون معا وليرأبوا الصدع ولينهوا الانقسام وليتذكروا أن جميع الثيران ستؤكل بعد أن يؤكل الثور الأبيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح