الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المساجد فى يوم النصرة والغضب

طاهر مرزوق

2009 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا أدرى مدى جدوى دعوة يوسف القرضاوى إلى إقامة يوم الجمعة يوماً عالمياً لنصرة القضية الفلسطينية والغضب من أجل غزة وتخصيص خطبة الجمعة فى المساجد لنصرة القضية الفلسطينية ، فى حين يعلم الجميع علم اليقين أن الله خالق السموات والأرض وما عليها موجود فى كل مكان ورأى ما حدث من حركة حماس من إطلاق الصواريخ ويرى رد الفعل وما تفعله إسرائيل .
فإذا كان الله لم يحرك جيوشه من الملائكة ولم يخسف بشعب إسرائيل والموالاين لها الأرض ولم ينزل عليهم الصواعق والنيازك لحرقهم ولإزالتهم من الوجود ، فمعنى ذلك أن الله يرضى بهذا الوضع والله عليم بصير !
ليس من حق بشر أن يرفع عقيرته بالدعوات ولعن أخوة القردة والخنازير إلى آخر مفردات ذلك القاموس البلاغى فى الأدعية النى منذ ألف وأربعمائة سنة يرددها المسلمون فى صلواتهم ويصبون فيها جام غضبهم على اليهود والنصارى الكفار الذين أعد لهم الله جهنم الحمراء ولك أن ترجع إلى مراجع الإسلام لتكتشف مدى بشاعة أوصاف نار جهنم "التى أعدها الله للكافرين المغضوب عليهم والضالين " .
ما الفائدة من خروج جماهير المصلين فى مسيرات لإعلان تضامنهم مع القضية الفلسطينية ، هل هذا سينصر شعب فلسطين وأهالى غزة ؟ ولمن سيسيرون هل للقادة السياسيين فى بلادهم أم لقادة إسرائيل وأمريكا الكافرة أم إلى الله الذى أستمع إلى دعواتهم ولاعناتهم منذ قليل ؟ ما هو النفع الذى سيعود عليهم ؟ النفع الوحيد هو ضياع الكثير من الساعات فى خطب عصماء وأموال تخرج من جيوب الغلابة لصنع لافتات تكتب عليها الشعارات الرنانة التى يرددها كل عربى فى المناسبات الحزينة !!
أن هذه المسيرات الشعبية ستخدم قادة حماس أكثر وتجعلهم يتمسكون بمواقفهم التى تؤدى إلى إراقة دماء أهل غزة من المدنيين ، أما أفراد حماس وقادتها فسيكونون فى آمان أمام أجهزة التلفزيون الفضائية وأجهزة الكمبيوتر لرؤية مدى تجاوب شعوب المسلمين مع صمودهم الألهى أمام آلة الحرب الأسرائيلية .
لقد تحولت أماكن العبادة أى مساجد المسلمين لأداة ووسيلة سياسية لنشر العنصرية والكراهية بين الشعوب عندما يرفعون أيديهم بالدعاء بالموت للقوم الكافرين أعداء الله وأعداء الدين اليهود الظالمين ، وذلك بدلاً من أن يكون المسجد وسيلة حقيقية للتعبد للإله ونشر ثقافة المحبة والسلام بين البشر.
هذه الدعوة لم تأتى من جانب بعض الجهلة أو عامة الشعب من العاطلين عن العمل أو الطلبة الذين ينفعلون ويتأثرون عاطفياً بسرعة نتيجة الشحن العقائدى الطائفى المتواصل يومياً ، بل جاءت من رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الذى دعى الأمة الإسلامية إلى القيام بما تقدم ذكره وكان ضمن وفداً من هؤلاء العلماء أو شيوخ المسلمين العلماء .
إذن القضية ليست حرباً بين إسرائيل وغزة بل هى حرباً دينية يشعلها قادة المسلمين من علمائها ، لأنهم لا يهتمون لوقف الحرب أو لوقف سفك دماء الأبرياء فى غزة ولا يهتمون للبحث عن حلول سلمية لوقف هذه الحرب المجنونة ، إنما يهتمون بتجييش مشاعر الشارع الإسلامى بالكلمات التى تلقى هوى فى نفوس المسلمين المتطرفين .
منذ اللحظات الأولى لهذه الحرب الجنونية وإعلام إمارة حماس الإسلامية والإعلام العربى الإسلامى يصور للجماهير إنتصاراً إلهياً ساحقاً للمقاومة الحماسية الإسلامية ، وهذا أكبر تضليل للحقائق وتعتيم على الضحايا الذين قتلوا فى حرب خاسرة أرادها الإسلاميون ، وهو أكبر تجاهل لحقوق الشعوب التى تريد العيش حياة مسالمة بدلاً من إهدار دمها لأن هناك جماعة من هذا الشعب وهم حماس الإسلامية تريد السلطة بشتى الطرق ولو على جثث شعب غزة .
وهاهو زعيم المتأسلمين زعيم الإرهاب العربى ينفى فى بيان لحزبه أى مسؤولية أو علاقة بحادث إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو إسرائيل . كان أشرف له بعد الخطابات الصاروخية التى أطلقها أن يطلق ولو على سبيل التجربة بضعة صواريخ لإعلان تضامنه الحقيقى وليس الخطابى والشعارات المستهلكة لمن يسميهم بالمقاومة فى غزة .
بعد كل هذا ألا تفهم الشعوب ما يجرى حولهم ؟ هل يبذلون وقتاً يستنبطون فيه الحقائق من الواقع بدلاً من اللجوء إلى أصحاب العقول الهمجية المتخلفة التى تدفع بالآخرين إلى الموت والخراب وهم فى عروشهم ينعمون بالحياة ؟
متى يفهم الإنسان أن هؤلاء القادة العميان يقودون المجتمعات نحو مستقبل مظلم يصنعونه بشعاراتهم وفتاويهم وتعاليمهم العنصرية المكرسة لضرب العقول العربية وإبقاءها فى جهلها وتخلفها فى الوقت الذى يتقدم العالم ويفكر بطرق إنسانية تمجد الإله الحقيقى ؟ !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من مقال د. علي نوري زاده بعنوان (نعتذر منكم يا أحفادي.. نعتذ
فارسي ( 2009 / 1 / 9 - 23:01 )
يقول الكاتب ( بينما يبكي محمود عباس على القتلى في غزة نرى خالد مشعل يقدم التهاني الى الولي الفقيه لوصول عدد القتلى الفلسطينيين الى 400 قتيل... نري اليد حسن نصرالله في المختبئ في الضاحية الجنوبية في لبنان يسمح لنفسه بمهاجمة مصر التي قدمت خيةر أبنائها في سبيل تحرير أراضيها... نرى الزهار و من مثله من قادة حماس التي تأخذ أوامرها من ولي الفقيه في طهران يقومون ب تخوين محمود عباس الذي ناضل طول عمره في سبيل بلاده. محمود عباس يلقب بخائن بعد 60 عاما من النضال في سبيل تحرير فلسطين على لسان ناس باعوا القضية الفلسطينية لولاية الفقيه.
لقد تحولت المساجد الى منارات للعن ونشر العنصرية تجاه الاخر...أصبح أقزام صغيرة من أمثالالسيد حسن و أئمة الجوامع يسمحون لأنفسهم بالتجرؤ على أناس قضوا عمرهم في سبيل مصلحة شعبهم)..
تعليق.. مع أني لا أتفق مع د. نوري زادة في جميع ما قال في مقالته ألا أني أتفق معه أنه لا يحق لمن جر بلده الى الدمار في حرب تموز 2006 بالتطاول على أمثال محمود عباس..


2 - هذا هو الواقع
سوري 2 ( 2009 / 1 / 10 - 12:04 )
نعم لقد صدقت ياأستاذ مرزوق ومقالتك هذه هي ملخص متقن جداً عما هو يدور حولنا من مساؤئ الدين ورعاعه. ولك تحياتي.


3 - ايها الاب السماوي اهد قلوب زعماء المنطقة الى خير ومصلحة شعوب
عبد الله ( 2009 / 1 / 10 - 15:12 )
ايها السيد المسيح لقد قلت في رسالتك الى العالم اجمع :-انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا.ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق.متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب.-
نعم والف نعم ابليس واعوانه هدفهم قتل الناس اما ربنا يسوع المسيح فهو من قال اما انا فقد اتيت ليكون لكم حياة وليكون لكم افضل
يا رب ارحم شعوب المنطقة من القتل والبطش وتكبر زعمائهم
اعطي بلادنا السلام يا اله السلام
يا رب اننا نطلب منك هذا لا لاجل صلاح فينا ولكن اكراما لعمل السيد المسيح امين

اخر الافلام

.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ


.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها




.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة




.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا