الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيديولوجيا الاقتصاد الإسلامي : محاربة الفكر الاقتصادي الحديث لتكريس اقتصاد الريع .

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2009 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من بين الأوهام ؛ التي يسعى الفكر الإسلاموي إلى ترسيخها في أذهان العرب ؛وهم الاقتصاد الإسلامي؛ وهو مفهوم ؛ ظهر نتيجة الطفرة البترولية ؛ التي عرفتها منطقة الخليج ؛ لينضاف إلى قائمة التجهيل الذي تمارسه المؤسسات الدينية في الفكرالعربي من قبيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة؛ و الدولة الإسلامية؛ و الأدب الإسلامي ... و الكثير من المفاهيم الأخرى ؛ التي لا تحقق غاية سوى نشرالتجهيل الممنهج في الفكر العربي من أقصاه إلى ادناه ؛ اعتمادا على تسويق الإيديولوجيا بدل التفكير في القضايا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية بشكل عقلاني ؛ يعتمد المنهج العلمي الرصين .
لنتوقف عند مفهوم الاقتصاد الإسلامي؛ و نتناوله من منظور – كعادتنا- لا يحابي و لا يتحامل ؛ و لكن يسعى إلى تنوير المواطن العربي؛ و إطلاعه على ما يحاك ضده من مؤامرات ؛ تسعى إلى العودة به إلى القرون الوسطى؛ في عالم معولم؛ منفتح ؛ يعيش الحاضر؛ و يرسم آفاق المستقبل ؛ من دون بكاء على الأطلال .
من الأمور البديهية عند المتخصصين في الاقتصاد أنه تخصص علمي ؛ يقوم على معايير علمية واضحة ؛ سواء ما ارتبط منه باقتصاد السوق المنفتح الرأسمالي؛ أو ما تعلق باقتصاد التأميم ؛ المتحكم فيه من طرف الدولة الاشتراكي .
و سواء مع النموذج الأول أو الثاني ؛ فإن هناك منظومة واضحة تقوم على أسس علمية ؛ أساسها البحث العلمي ؛ المرتبط بالنظرية العلمية . لكن لم نقرأ لحدود الآن عن اقتصاد مرتبط بالدين ؛ سواء المسيحي أو اليهودي أو الزرادشتي ... لأن الدين – كما كررنا مرارا – ليس هو العلم ؛ و ما يرتبط بالعلم ليس موضوعا للدين ؛ و لكن هو موضوع للبحث العلمي ؛ الذي يقوم على نظريات علمية واضحة ؛ مرتبطة بالواقع المعيش ؛ و ليست مرتبطة بالإيمان الديني .
لقد مهدت بهذه المقدمات ؛ لأنها – في اعتباري- مقدمات منطقية ؛ يمكن لأي باحث علمي أن يتفق معنا فيها ؛ لكن دعنا نتناول موضوع ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي ؛ حتى نبين أن هذا المو ضوع ليس إلا نتيجة للطفرة البترولية ؛ التي عرفتها منطقة الخليج ؛ و بالتالي فهو ليس بالوضوع العلمي ؛ الذي يمكن أن نتناوله من الوجهة العلمية ؛ بل هو فقط نوع من الإيديولوجيا ؛ المرتبطة بتيار ديني (الإخواني – الوهابي )؛ الذي تحالف لينشر الجهل الممنهج في الفكر العربي ؛ و يقتل في المواطن العربي روح الإبداع و الخلق و البحث العلمي .
ظهرت في السنوات الأخيرة مجموعة من الفتاوى المدفوعة الثمن ؛ التي يقدمها رجال دين لا علاقة لهم بموضوع الاقتصاد ؛ و قد كان المشترك بينها هومحاولة إقناع المواطن العربي بربوية التعاملات البنكية ؛ التي تعتبر أرقى ما وصل إليه الاقتصاد الحديث ؛ و ذلك طبعا قصد جلب الزبناء لما يسمى بالبنوك الإسلامية ؛ في إطار المنافسة الشرسة بينها و بين البنوك المرتبطة بالنظام الاقتصادي الحديث ؛ و التي تخضع لمتنظومة من القوانين الواضحة ؛ التي تعتبر نتيجة تطور الفكر البشري في هذا التخصص العلمي .
لكن هل حقيقة تعتبر تعاملات هذه البنوك غير ربوية ؟ أم إنها تختلف فقط في تسلحها بإيديولوجية توهم زبناءها بأنها غير ربويية ؛ بينما هي في الجوهر تنضوي تحت منظومة الاقتصاد الرأسمالي ؟ و هدفها تنافسي اقتصادي ؛ و ليس ديني البتة .
لنحاول فهم هذا الارتباط بين ما يسمى البنوك الإسلامية و النظام الرأسمالي ؛ يمكن أن نطلع على ما تروجه وسائل الإعلام بخصوص أزمة الصكوك في ما يسمى بالبنوك الإسلامية ؛ كنتيجة للأزمة التي تعرفها البنوك الرأسمالية في العالم أجمع . و من ثمة يمكن أن نفهم بأن هذه التجربة ؛ التي لا تقوم على أساس علمي واضح يميزها عن غيرها من التجارب الاقتصادية – الرأسمالية خصوصا - ليست سوى فقاعات سرعان ما تنفجر و ينفضح أمرها .
و حقيقتها أنها تستغل الشعور الديني للمسلمين لتحقيق أهداف ترتبط بالربح المادي ؛ و تستغل الشعارات الدينية ؛ في إطار المنافسة الاقتصادية ؛ أما على مستوى جوهرها ؛ فهي دعامة رئيسية للاقتصاد الرأسمالي ؛ تمنح القروض ؛ و تستفيد من الفائدة ؛ و إن بطريقة ملتوية تعتبر الفائدة ربحا متفق عليه بين القارض و المقترض .
و في هذا الإطار يمكن أن نفهم تهافت الكثير من البنوك في أوربا و آسيا و أمريكا على الاستفادة من هذه التجربة ؛ لأن خبراءها يعرفون جيدا أنها تجربة رأسمالية ؛ تقوم على شعارات دينية ؛ فلم لا يستفيدون من كعكة البترودولار ؛ عبر إرضاء الشعور الديني للمسلمين ؛ و تحقيق الربح المادي .
إنه من بين شروط تحقيق النهضة العربية التسلح بالمعرفة العلمية ؛ و الفصل بين ما يرتبط بحياة البشر ؛ و الذي يخضع للسيرورة و التحول ؛ و بين ما يرتبط بمجال الدين و الاعتقاد ؛ و الذي علمنا الفكر الحديث أنه يرتبط بمجال الروحيات لا بمجال الماديات . أما إن لم يتحقق هذا الرهان في الفكر العربي ؛ فسننجح في تحقيق هدف واحد ؛ هو أن نعيش في العصر الحديث بأجسادنا و في القرون الوسطى بعقولنا و أرواحنا ؛ و هذا ما تسعى لتحقيقه المؤسسة الدينية ؛ مدعومة بالبترودولار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - related to islam
gabrial ( 2009 / 1 / 11 - 01:25 )
the moslems have nothing to do except to relate everything to islam like the islamic law ,the islamic bright history,the islamic art. I won;t be surprised if they write an article about the islamic sex as one of the most holy and prefered sex in the world.


2 - to gabriel
فارسي ( 2009 / 1 / 11 - 12:16 )
actually, they (muslims) already have the Islamic sex..
هناك نسخة اسلامية من كل شيء موجود ومعروف عند البشر.. حتى القتل الاسلامي والجنس الاسلامي.. رجالات الدجل(الدين)الاسلامي أدخلو أنوفهم في كل شيء وألصقوا صفة الاسلامي بكل ما هو معروف تقريبا

اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض