الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامية)

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2009 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصدرت شركة ماكنزي للتنافسية تقريرها السنوي 2008-2009 ؛ و قد حذرت من خلاله المصارف الإسلامية من أزمة مرتقبة ؛ حيث أكد طلال مالك مدير العلاقات الخارجية في شركة ماكنزي في منطقة الشرق الأوسط، على أن الصيرفة الإسلامية تأثرت من الأزمة المالية العالمية، وأن من يقول غير ذلك فهو مخطئ ؛ ووفق تقرير ماكنزي، فإن البنوك الإسلامية تأثرت إلى حد ما في الأزمة المالية العالمية، بسبب المخاطر المتأصلة في قطاع المالية الإسلامية مثل: ارتفاع نسبة عدم تواؤم الاستحقاق في البنوك الإسلامية عنها في البنوك التقليدية، وكذلك تعامل العديد من المؤسسات المالية الإسلامية الرئيسية مع قطاع العقارات. ( أنظر جريدة الشرق الأوسط – الثلاثاء 9 دجنبر – ع : 10969)
و لعل أبرز ما يؤكده هذا التقرير العلمي ؛ هو انقشاع الأوهام التي سوقها رجال دين يتجرؤون بالحديث في موضوع غريب عنهم ؛ بل و قد ذهبوا بعيدا حينما قدموا الاقتصاد الإسلامي كتجربة بديلة ؛ يمكنها أن تساهم في إخراج الاقتصاد العالمي من الأزمة . لكن الأمر لا يتجاوز في جوهره التسويق لإديولوجيا ؛ مدعمة بالبترودولار ؛ و لعل ما يؤكد هذا الرأي هو التأثير المباشر لهبوط أسعار النفط على منظومة ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي ؛ سواء على مستوى أزمة الصكوك ؛ التي تحدثت عنها وسائل الإعلام ؛ و تحدث عنها الخبراء الاقتصاديون سابقا ؛ أو عبر الأزمة المرتقبة لما يسمى بالمصارف الإسلامية ؛ و التي جاء تقرير ماكنزي ليؤكدها عبر تحليل علمي دقيق .
لقد سبق أن أكدنا في مقال سابق ؛ أن ما يسمى بالبنوك الإسلامية ؛ ليست في جوهرها إلا تجربة اقتصادية رأسمالية ؛ تلبس لباسا دينيا ؛ و تعتمد الشعارات الدينية كأدوات في المنافسة ؛ و هي بذلك تستغل الشعور الديني للمسلمين استغلالا اقتصاديا ؛ عبر جلب الكثير من الزبناء ؛ بادعاء الشرعية الدينية ؛ في مقابل ادعاء ربوية البنوك الأخرى . لكن أي متتبع لهذه التجربة ؛ يستخلص أنها لا تختلف عن عن البنوك الأخرى سوى على مستوى الشكل ؛ أما في جوهرها ؛ فهي بنوك عادية ؛ تقرض ؛ و تأخذ الفائدة ؛ و تنافس في السوق باعتماد معايير رأسمالية صرفة ... لكن الجديد عندها هو ممارستها للخداع ؛ و استغلال الشعور الديني للمسلمين .
و لذلك فمن الطبيعي جدا أن تعرف هذه البنوك أزمة ؛ مثلها في ذلك مثل بقية البنوك الرأسمالية الأخرى ؛ و لن تنجح هذه التجربة إلا في ظل نجاح النظام المالي الرأسمالي . أما ما تحدث عنه مجموعة من المتتبعين الاقتصاديين حول عدم تعرض البنوك الإسلامية للأزمة المالية ؛ فقد ارتبط ذلك بالطفرة البترولية ؛ التي كانت تعوض العجز الحاصل ؛ بهدف تالتسويق للتجربة الجديدة كتجربة ناجحة ؛ قادرة على مواجهة الازمات المحتملة .
أما و قد هبطت أسعار البترول إلى حدودها الدنيا ؛ فإن الأمر انفضح بأسرع ما يمكن ؛ و دخلت هذه التجربة في الركود الاقتصادي ؛ لذلك يجب على القائمين بشؤون هذه التجربة الفتية انتظار خروج النظام المالي الرأسمالي من أزمته ؛ و بعد ذلك يمكنهم الحديث عن نجاح النظام المالي الرأسمالي في استحداث تجارب تدعمه تحت يافطات دينية ؛ و ليس عن نجاح تجربة الاقتصالد الإسلامي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسلامي
التلسكوب ( 2009 / 1 / 19 - 08:27 )
من المؤسف القول ان الزمن الحالي هو زمن الاتجار بالدين .فاذا اردت الغنى فما عليك سوى الباس ما لديك باللباس الاسلامي وستجد التهافت على بضاعتك مهما كانت رديئة .

اخر الافلام

.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة


.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح




.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم