الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروتستانتية إسلامية

محمد شرينة

2009 / 1 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا بد لنا من موقف مسبق من الحياة. عليه نبني كل أفكارنا اللاحقة، وهذا ما يسمى بالأيديولوجيا أو الدين. بدون برنامج التشغيل(ويندوز) لا يصلح جهاز الكمبيوتر لشيء من العمل. الحياة هي كذلك لا يمكنك أن تفهم أي شيء فيها بدون موقف مسبق منها. هذا ما خطر ببالي بينما أنا أفكر وأستعرض الأحداث التي أدت بالوضع إلى ما هو عليه، هل هي أقدار؟ أم هي أفعال؟ أم هي كلاهما؟ ولكن هل يمكن أن يعزى طفل إلى اثنتين من الأمهات؟
كل تفسير للأحداث يمكن أن تدعمه تحليلات وأفكار لا نهاية لها. لن تصل إلى شيء، إلى أي فهم للحياة إذا لم تكن قادرا على اختيار ما تريد أن تصل إليه. وذلك بناء على موقف مسبق من العالم، أن تُنصب على جهازك برنامج تشغيل؛ ويندوز أو غيره لا يهم، وكلما كان برنامج التشغيل أكفأ وأكثر توافقا مع الأنظمة التي يتعامل معها الجهاز كلما أخذت مردودا أعلى، هذا هو الدين. ولقد أثبتت النسخة البروتستنتية المعتدلة من المسيحية أنها هي الأكفأ من بين جميع برامج التشغيل المتوفرة للدماغ البشري في القرون الأخيرة، برهنت على ذلك من خلال الوقائع، دعنا من الكلام فهو لا يسمن ولا يُغني من الجوع. بالطبع هناك نسخة ويندوز عربية ويمكن أن يكون هناك نسخة بروتستانتية إسلامية.
*********************************
ابنٌ لأبين
والدي هو الشيخ أي أنه هو المعلم، كنت ألعب طوال النهار أنا وعبد العليم ثم أبيت في غرفتنا الوثيرة، وأذهب إلى المدرسة والى بيتنا في المدينة، وهو يبيت في العنبر أو في دار الجماعة على فراش خشن، وقدماه لم تطأآ مدرسة ولا حتى قدم واحدة منهما في ذلك الحين وطئت مدرسة. لماذا وهو أخي الذي لم تلده أمي؟
هل أنا سيد وهو عبد؟ ليست أمي هي المهمة، ولدته أمي أم لم تلده لا فرق، فبشرى ونور لم تلد أيا منهما أمي ولكنهما تعاملان كما أعامل أنا وليس كما يعامل هو. و لكن الذي نكح أمي قد نكح أميهما (المرأتين اللتان ولدتاهما)، أما عبد العليم فوالده الذي نكح أمه رجل آخر غير أبي. عندها عرفت لماذا تنكح النساء الرجال الأقوياء الأثرياء؛ لأنهن يردن لأولادهن - الذين هم حقاً أولادهن دون ريب – أن يكونوا سادة لا أن يكونوا عبيدا، فهل هن ملامات إذا أنجبن أولادا مزدوجي القوة؛ بيولوجيا من أب لطيف وحسن فعلا، ونسباً ينسبن هؤلاء الأولاد إلى سيد لا إلى عبد، والولد هو ابن من يُنسب إليه وعلى هذا الأساس يُعامل. ثم أدركت لماذا لا ينكح الرجال الأقوياء كل النساء؛ لأنهم يريدون أن تلد النساء بعض العبيد.
لعله وأقول لعله فأنا لست متأكدا من شيء؛ لعله يمكن لفكرة أن يكون لها أمين، والدتين. مادام يمكن أن يكون للمرء أبوين، وحتى لو لم يكن ذلك ممكن فلماذا لا يكون لفكرة أبوين، عندما يحبل العقل ممن يحب، ويتربى و يتعلم في كنف الأب القوي؟ وهذا ما يمكن أن ينجب بروتستانتية إسلامية.
*********************************
السيد والعبد
لأنني لم أتعلم أن أكون عبدا فعليا، عندما كان ذلك متاح لي، فإنني لم أصبح سيداً. وهذا شيء لابد من تعلمه بل اتقانه، فليس سهلا أن تكون عبدا. طبعا إذا كنا نتصرف وفقاً لما نتعلم، أما إذا كنا نتصرف حسب مورثاتنا فالمسألة محلولة، أما إذا كنا نتصرف وفق الاثنين معا فالمسألة تصبح أعقد من أن تُحل. لقد كان سالم يتقن تماما كيف يكون عبدا أكثر من أي أحد آخر. ثم تبين أنه يجيد كلياً كيف يصير سيداً أكثر من أي أحد غيره.
آهٍ آه ، إن من لا يُتقن أن يكون عبداً لن يعرف كيف يصير سيداً.
*********************************
لمن ننسب الولد
إذا لم يكن من الممكن أن يكون الولد ولدا لأمين وهذا هو المعقول، فهل الأقدار والأفعال هي آباء للأفعال؟ في هذه الحالة يكون أحدهما هو من يتسبب بها والآخر هو من تنسب إليه. ولكن عندها من أم الأفعال؟ هل هي بدون أم، وليست هي بشيء أصلاً؟
أم أن أحدهما أمها والثاني أبوها، وفي هذه الحالة لمن يجب أن تنسب؟ فالشخص إنما يُنسب إلى واحد. لعل علينا أن نعود إلى البداية ونقرر نحن من هو الذي نريد أن ننسبها إليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 170-Al-Baqarah


.. 171-Al-Baqarah




.. 172-Al-Baqarah


.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات




.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع