الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الدولة والقبيلة

كاظم الحسن

2009 / 1 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل يمكن الحديث عن دولة ناقصة التكوين تهمل جميع مكونات الدولة من حيث العقد الاجتماعي والحياة الدستورية والقانونية واحترام حقوق الانسان، وتؤكد على وحدة هلامية وهدف طوباوي مستحيل التحقق؟
وحينما يتعذر تطبيق هذا الهدف المستحيل يلقى ب(اللائمة) على الاقليات والمعارضة والقوى الخارجية وتتدخل الحكومة او الحزب (القائد) من واجباتهم ويتعرض معارضو الدكتاتورية للتنكيل والتعذيب والموت على انهم ضد الوحدة الوهمية والتي تعشعش في رؤوسهم على الرغم من ان افكارهم لا تتجاوز اطار العشيرة والقبيلة او الطائفة، اي انهم ما زالوا يدورون في فلك مصادر التكوين الاولى للدولة ويحلمون بامبراطورية تمتد من البحر الى النهر!

وبذلك فان نوازعهم وميولهم لا تصلح الا في خيمة القبيلة هذا ان قبلت بهم العشيرة.

ومن المثير للسخرية ان يحمل لواء الوحدة العربية اشخاص قضوا الشطر الاعظم من حياتهم في القرية ومنظارهم للحياة من خلال القرية مثل العسكري الذي ينظر الى الحياة من خلال الثكنة العسكرية ولو اجتمع الاثنان في اية دولة تنقصها مؤسسات المجتمع المدني لكان مصيرها الخراب
.
ولو تناولنا مفاهيم مثل الوحدة العربية لرأينا ان ثمة طريقين لتحقيق هذا الهدف اذا افترضنا امكانية تحقيقه وهما اما عن طريق الديمقراطية وهذا الامر تكون فيه الحرية هي القاعدة التي تبنى عليها الوحدة.
واما عن طريق القوة والغزو وفي هذه الحالة يجب ان يكون الكل مع هذا الهدف ومن يخالفه يكون متآمرا وعميلا للقوى الاستعمارية وهو اقصر طريق لسفك الدماء فمن اجل وحدة الامة العربية المزعومة ووحدة الحزب تم تشريع جميع الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين من عرب وكرد واقليات اخرى.

واصبحت العلاقة بالوطن على اساس الدم وهي نظرية شوفينية وعنصرية من مخلفات النازية والتي اصبحت جزءا من تكوين البعث الفاشي.
ومن معالم حياته السياسية السرية والتي هي العنصر الكبير في وجوده وتكوينه القائم على القتل وسفك الدماء وتصفية جميع المعارضين له.
ان تلازم نظرية (المؤامرة والعدو الازلي) في ادبياته السياسية يعود الى عدم شرعيته وان الاستقرار سوف يخلق بالضرورة الحرية والتعددية وهذا الامر لا يزيحهم من السلطة فحسب بل قد يقدمهم الى المحاكمة ولذا عليهم ان يقفوا بوجه السلام والحرية وان تكون قاعدتهم الشاذة الحروب الطويلة الامد والدائمة.

اما مفهوم الحرية في ادبيات البعث الفاشي، فهي واقعة بين هدفين وهميين هما الوحدة والاشتراكية، والحرية لا تعيش في ظل حكومات شمولية وانظمة دكتاتورية بل تنمو في اجواء المجتمع المدني حيث تعدد السلطات والبرلمان والدستور
.
ومثل هذه المؤسسات لا تسمح للمثالات الاجتماعية ان تتسرب الى اجهزة الحكم وتدمير شؤون الدولة حيث كل في مكانه المناسب.

والحرية تدعو الى التعايش والحوار وعلاقات المواطنة قائمة على المكان لا الزمان التاريخي او الدم والحريات من مترادفات الدولة فلا يمكن ان ينمو العقل الكلي الذي هو الدولة بدون حريات العقل العام المتمثل بافراد المجتمع ومن خلال هذه الجدلية تنمو الدولة وتتطور وتزدهر لان العقل والحرية هما التاريخ الذي يصنع الاحداث بمسارها الطبيعي.
والحرية هنا تنفي الاشتراكية لان الحرية قائمة على احترام طبائع الاشياء وسنن الطبيعة من تنوع وتعدد وتلون واحترام الملكية الشخصية وتؤكد نسبية الحقيقة من خلال تعددها.
في حين ان الاشتراكية تؤكد على امتلاكها الحق المطلق الذي يعطيها السلطة في فرض افكارها على الاخرين وهو طريق التسلط والاستبداد والقسوة.

ولقد دفعت شعوب العالم المزيد من الدماء بسبب هذه الافكار المتعالية عن الواقع والتي لا يمكن تحقيقها ومن سخريات القدر ان الكثير ما زال يدافع عن مثل هذه الافكار حتى بعد ان اثبتت التجارب فشلها وعقمها، والمشكلة العويصة هي ان الكثير يعتقد ان النصوص الفكرية والسياسية سليمة وان العيب في الانسان ومن هنا انطلقت الاصوات السلفية في اعادة قراءة النصوص لا الواقع او الوقائع والتي هي الفيصل في معرفة الحقائق النسبية.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتماد نظام الكفيل في ليبيا:آلية ضغط سياسية على الدول المغار


.. المغرب: منكوبو زلزال الحوز يشكون أوضاعهم • فرانس 24




.. المغرب: مصرع 4 أشخاص بحريق في مركز تجاري في المدينة القديمة


.. انطلاق أول رحلة تجريبية للقطار الرابط بين تونس والجزائر بعد




.. تونس: تأجيل مثول المعارضة شيماء عيسى أمام محكمة الاستئناف ال